دايلي تلغراف: ظروف المهاجرين سيئة في مراكز الاحتجاز السعودية وتقارير عن وفيات

بعد شهر من تحقيق قامت به صحيفة “صاندي تلغراف” بشأن الانتهاكات للمهاجرين في مراكز تجميعهم بالسعودية، أشارت صحيفة “دايلي تلغراف” إلى ما توصلت إليه منظمة “أمنستي” إنترناشونال من “كاتالوغ القسوة” في مراكز احتجاز المهاجرين بما في ذلك تقييد العمال المهاجرين وضربهم بالصعقات الكهربائية والأطفال الموتى.

وقالت إن المهاجرين الذين علقوا في هذه المراكز “قيد فيها المهاجرون مع بعضهم البعض وأجبروا على استخدام أرضية كمرحاض ولم يسمح لهم بالخروج من زنازين محتشدة بالمحتجزين طوال اليوم والليلة”.

وكشف تقرير المنظمة الدولية أن “النساء الحوامل والأطفال الصغار اعتقلوا في هذه الظروف المريعة وقال ثلاثة معتقلين إنهم سمعوا عن وفاة أطفال” في مراكز الاعتقال. ووثقت “أمنستي” وفاة ثلاثة معتقلين من خلال عدة شهادات. ولكن الباحثين يتحدثون عن انتشار الأمراض ونقص الطعام والشراب والعناية الصحية فأعداد الوفيات قد تكون أعلى في المراكز التي “تعد خطرا على الحياة”. وقالت ماري فوريستر، الباحثة والمستشارة في منظمة أمنستي إنترناشونال: “واجه آلاف من المهاجرين الإثيوبيين الذي تركوا بلدهم بحثا عن حياة أفضل قسوة لا تتخيل وفي كل حركة”، مضيفة أن المهاجرين “وضعوا في زنازين قذرة محاطة بالمرض والموت. وكانت الظروف صعبة جدا لدرجة حاول فيها شخصان الانتحار”. وتحدث فرويني، 25 عاما، للباحثين وعبر هاتف هرب إلى داخل واحد من مراكز الاعتقال، عن وفاة ولد عمره 15 سنة في مركز الداير ما بين جدة ومكة. وقال: “كان نائما على الأرض مغطى بالثياب. وكان ضعيفا وباليا وهو نائم. وكان هناك ولد يعتني به وصرخنا على الحرس وأخذوه وبعد أربعة أيام شاهدت الولد ملقى على الأرض وكان ميتا ورأيت ولدا آخر ملقى إلى جانبه”.

قالت امرأة في العشرين من عمرها وحامل في الشهر السادس إن 30 امرأة حامل احتجزت في زنزانة بمركز جازان قرب الحدود مع اليمن. ولا تقدم لأي منهن العناية الصحية اللازمة. وقالت امرأة أخرى للباحثين إن خمسة أولاد صغار ماتوا في سجن الداير.

وفي شهادة أخرى لمهاجر اتصلت به أمنستي واسمه هاغوس قال فيها إن بعض المحتجزين عانوا من الضعف لدرجة حملهم إلى الحمامات التي كانت طافحة بالبراز ولا تعمل. وقال آخرون إنهم حاولوا منع من حاولوا الانتحار في المراكز. وبحسب أمنستي قال معتقلان إنهما تعرضا للتعذيب على يد الحرس وباستخدام الصعقات الكهربائية: “استخدموا الأدوات الكهربائية وتركت ثقبا في ملابسي وشاهدت شخصا كان ينزف من أنفه وفمه بعد ذلك”. وقال المحتجزون إن هناك عددا من النساء الحوامل في مراكز الاعتقال. وقالت امرأة في العشرين من عمرها وحامل في الشهر السادس إن 30 امرأة حامل احتجزت في زنزانة بمركز جازان قرب الحدود مع اليمن. ولا تقدم لأي منهن العناية الصحية اللازمة. وقالت امرأة أخرى للباحثين إن خمسة أولاد صغار ماتوا في سجن الداير.

ووعدت السعودية بالتحقيق في مراكز اعتقال المهاجرين بعدما نشرت الصحيفة صورا أثارت غضب السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان حول العالم. ولكن المهاجرين أخبروا الصحيفة أنهم تعرضوا للمعاقبة وجردوا من ملابسهم وقيد كل اثنين معا عقابا لهم على محاولات التواصل مع العالم الخارجي. وكشفت صورة أرسلت إلى الصحيفة رجلين مقيدين معا من قدميهما. وقال جبريميكال الذي قضى سبعة أشهر في سجن جازان: “بعدما أصبحت معاناتنا معروفة حول العالم زادت وحشية حراس السجن” و”فقد أحد المعتقلين وعيه يوم الإثنين وصرخنا طلبا للمساعدة” ولكن بدلا من المساعدة “حضر الحرس وقبضوا على ثمانية وأخذونا إلى غرف مختلفة. وجردونا من ملابسنا وضربونا بالهراوات. وكنت خائفا من النظر إلى جراحي ولكن تدفق شيء ساخن من ظهري جعلني أتأكد أنه دم”. و”قد قضينا 24 ساعة وأرجلنا مقيدة بدون ماء أو طعام، وكنت يقظا طوال الوقت، ولكن ولدا أغمي عليه، فيما تبرز آخرون على أنفسهم”. وقال جبريميكال إن هذه المرة الثالثة التي حدثت لزملاء له “لم يتغير شيء (منذ تعهد السعودية بالتحقيق بالمراكز) والإصابة بالإسهال أمر عادي، وفي كل ساعة تسمع شخصا يتقيأ. وهناك من هم ضعاف جدا ولا يستطيعون الحديث أو الحركة ولهذا ينامون على الأرض ولا نستطيع عمل أي شيء لهم الجلوس إلى جانبهم ومحاولة التخفيف عنهم وهم يموتون”. وقالت السفارة السعودية في لندن للصحيفة إن التقارير عن سوء معاملة المعتقلين مثيرة للقلق و”التحقيق في الظروف بالمعتقلات جار وسنحاول تقديم معلومات في الوقت الذي تصلنا”.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.