الكرة الأرضية و الإعجاز العلمي

من أشهر الادعاءات التي يرددها المنصرون والملحدون قولهم إن الإسلام ينفي كروية الأرض ويدعي أنها مسطحة ومستوية.

ويستشهدون في شبهتهم بالآية 20 من سورة الغاشية: “وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ”، فيقولون: هاهو القرآن يقول إن الأرض مسطحة..

▪︎الاستدلال الخاطئ بالآيات

المشكلة القديمة مع الشبهات التي تثار حول القرآن هي انتزاع النص من سياقه والاستشهاد به، ولو أنك أرجعت كل نص يستشهدون به إلى سياقه لسقطت شبهاتهم.

ما هو سياق هذه الآية؟ يقول الله تعالى:

أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ

وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ

وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ

وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ

دعونا نرى تفسير الآية…..
﴿وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَیۡفَ سُطِحَتۡ﴾ [الغاشية ٢٠]

﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ أي: مدت مدًا واسعًا، وسهلت غاية التسهيل، ليستقر الخلائق على ظهرها، ويتمكنوا من حرثها وغراسها، والبنيان فيها، وسلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها.واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة، قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها، كما دل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة، كما هو مذكور معروف عند أكثر الناس، خصوصًا في هذه الأزمنة، التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر.وأما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر والسعة ، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى الأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة.

(تيسير الكريم الرحمن — السعدي (١٣٧٦ هـ))

تخيل أنك واقف تتأمل في خلق الله، فتنظر إلى الإبل ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم تنظر إلى الجبال، ثم تنظر إلى الأرض أمامك.. هل ترى كوكبا كرويا أم ترى أرضا مستوية؟

فالآية تتحدث عن الإعجاز فيما ينظرون إليه.. هل نظرت في حياتك إلى الأرض فرأيتها كروية؟ ربما رأيتها كذلك لو كنت رائد فضاء!

إن كل ما نراه من كروية الأرض هي صور أخذت من خارج الأرض.. لكن القرآن هنا يدعونا للتأمل بالمنظر الذي نراه أمام أعيننا، ونحن بالفعل نرى أرضا منبسطة على مد البصر.

أما حين يتحدث القرآن في سياقات أخرى فإننا نلاحظ أن الصورة المرسومة للأرض كروية كما هي الحال مع الأجرام السماوية، فالقرآن يقول في سورة الزمر:

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}

والإشارة للتكوير واضحة هنا، فلو لم تكن الأرض كروية لما تكور عليها الليل والنهار. والإشارة أيضا واضحة في قوله سبحانه “كل يجري لأجل مسمى” وفي آية أخرى “وكل في فلك يسبحون”، فكيف وأين تجري الأرض لو كانت سطحا مستويا وليست كروية؟

ومن الإشارات القرآنية الواضحة على كروية الأرض إشارة القرآن إلى تعدد المشارق والمغارب في قوله تعالى: {رب المشارق والمغارب}، فلا يحصل هذا التعدد إلا بكروية الأرض، إذ تشرق وتغرب في كل وقت على أماكن مختلفة بصفة مستمرة ومتكررة.

ومصدر الإشكال الذي يستغله من يثير هذه الشبهة هو المعاني المختلفة للفظة (الأرض)، فهي تأتي بمعنى قطعة من الأرض، ونفس اللفظة يمكن أن يقصد بها الكوكب نفسه. لاحظ الفرق في معنى اللفظة بين الجملتين التاليتين:

▪︎بعت الأرض التي أملكها.
▪︎الأرض تدور حول الشمس.

هناك فرق كبير، فلا يمكنك أن تقول مثلا “الأرض التي أملكها تدور حول الشمس”..

وهذا اللبس غير موجود في لغات أخرى، ففي الإنجليزية هناك لفظة ground ولفظة land ولفظة earth، ومن يعرف تلك اللغة يدرك أنه لا يمكن استخدام لفظة مكان الأخرى، مع أنها كلها تعني (أرض).

والخلاصة، أن القرآن يستخدم الأرض بمعنى (مساحة من سطح الأرض) إذا كان الأمر مرتبطا بالبشر أو عيشهم أو إدراكهم، وبمعنى (كوكب الأرض) إذا كان السياق عن الفلك.

والعلماء المسلمون منذ القدم أدركوا هذا الفرق في المدلولات المتنوعة للفظة (الأرض)، فهم يدركون أن الأرض كروية، ولم يمنعهم من ذلك بعض الآيات مثل: “وإلى الأرض كيف سطحت”، رغم صراحتها بأن الأرض الواردة في الآية مسطحة، لكن صفاء أذهانهم وفهمهم للفرق في استخدام اللفظة وسياق الآية جعلهم يدركون أن الكلام عن الكوكب يختلف عن الكلام عن المساحة المنظورة من سطح الأرض. وهؤلاء علماء كبار مثل ابن حزم وابن تيمية والرازي وغيرهم، كما سيأتي
▪︎أقوال علماء المسلمين حول كروية الأرض

لننظر ماذا كان يقول علماء المسلمين قبل حياة برونو وأثناءها وبعدها..

يقول الفقيه ابن حزم (ت:456هـ – 1064م) في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل): “قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية، والعامة تقول غير ذلك.. وجوابنا وبالله تعالى التوفيق: إن أحدًا من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض، ولا يُحفظ لأحد منهم في دفعه كلمةٌ.. بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها.”

لاحظ أن ابن حزم لم يكفّر من أنكر التكوير وإنما سماهم بالعامة.

ويقول الإمام “فخر الدين الرازي” (ت: 606هـ – 1209م تقريبًا) في “مفاتيح الغيب” في تفسير قوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ…” قال الرازي: “المدُّ هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، فقوله: “وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ” يُشعر بأنه– تعالى- جعل حجم الأرض حجمًا عظيمًا لا يقع البصر على منتهاه؛ لأن الأرض لو كانت أصغر حجما مما هي الآن عليه لما كمل الانتفاع بها… والكرة إذا كانت في غاية الكبر، كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح.”

ولاحظ أقوال علماء الجغرافيا المسلمين:

يقول “ابن خرداذبة” (ت: 272هـ – 885م) في كتابه (المسالك والممالك): “إن الأرض مُدَوَّرَةٌ كدوران الكرة”.

وكتب “ابن رُستة” (ت: 290هـ – 903م) في كتابه (الأعلاق النفيسة): “إن الله جل وعز وضع الفلك مستديرًا كاستدارة الكرة أجوف دوَّارًا.. والأرض مستديرة أيضًا ومصمتة في جوف الفلك”.

وكتب “المسعودي” (ت: 346هـ – 956م) في كتابه (التنبيه والإشراف) : “جعل الله عز وجل الفلك الأعلى وهو فلك الاستواء وما يشمل عليه من طبائع التدوير، فأولها كرة الأرض يحيط بها فلك القمر….”

وقد ذكر “الشريف الإدريسي” (ت: 560هـ – 1166م) في كتابه (نزهة المشتاق) ما نصه: “وإن الأرض مدورة كتدوير الكرة، والماء لاصق بها، وراكد عليها ركودًا طبيعيًّا لا يفارقها … والنسيم يحيط بها من جميع جهاتها (يقصد الغلاف الجوي).”

ويقول “القزويني” (ت: 682هـ – 1283م) في كتابه (عجائب المخلوقات): “الأرض كرة.. والدليل على ذلك أن خسوف القمر إذا كان يُرى من بلدان مختلفة فإنه لا يُرى فيها كلها في وقت واحد بل في أوقات متعاقبة لأن طلوع القمر وغروبه يكونان في أوقات مختلفة في الأماكن المختلفة.” ثم يفنِّد القزويني آراء علماء القرون الوسطى في أوروبا ورجال الكنيسة الذين يقولون إن الأرض لو كانت كرة لسقط الناس في الجانب الآخر منها، أو كانت رءوسهم مقلوبة.. فيقول: “إن الإنسان في أي موضع يقف على سطح الأرض فرأسه أبدًا مما يلي السماء، ورجله أبدًا مما يلي الأرض، وهو يرى من السماء نصفها.. وإذا انتقل إلى موضع آخر ظهر له من جانب السماء الذي أمامه بقدر ما كان قد خفي عنه من الجانب الآخر..”

ويقول ياقوت الحموي (المتوفى سنة 622 ه) في معجم البلدان، الجزء 2، الصفحة 379: “خط الاستواء من المشرق إلى المغرب وهو أَطولُ خط في كرة الأَرض”.

ويقول ابن تيمية (المتوفى سنة 728ه) في مجموع الفتاوى، الجزء 25، الصفحة 107: “وأجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب”.

العجيب– بعد كل ما سبق- أن بعض الكتب والمراجع العربية ما زالت تنقل عن المراجع الأجنبية أن المسلمين لم يعرفوا نظرية كروية الأرض.. وأن هذه النظرية لم تعلن إلا بفضل “كوبرنيكوس” (1473م – 1543م)! لاحظ أنهم كلهم قبل كوبرنيكوس، بل إن ابن خرداذبة قال بكروية الأرض قبله بحوالي 650 عاما!
▪︎من الأدلة على كروية الأرض

قوله تعالى : {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} [الزمر : 5]

وقد استدل ابن حزم وغيره بهذه الآية.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :-

“الأرض كروية بدلالة القرآن ، والواقع ، وكلام أهل العلم ، أما دلالة القرآن ، فإن الله تعالى يقول : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ )، والتكوير جعل الشيء كالكور ، مثل كور العمامة، ومن المعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض، وهذا يقتضي أن تكون الأرض كروية ؛ لأنك إذا كورت شيئاً على شيء، وكانت الأرض هي التي يتكور عليها هذا الأمر لزم أن تكون الأرض التي يتكور عليها هذا الشيء كروية.

وقال ابن عاشور رحمه الله :-

وجُمْلَةُ ”﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ﴾“ بَيانٌ ثانٍ وهو كَتَعْدادِ الجُمَلِ في مَقامِ الِاسْتِدْلالِ أوَ الِامْتِنانِ. وأُوثِرَ المُضارِعُ في هَذِهِ الجُمْلَةِ لِلدَّلالَةِ عَلى تَجَدُّدِ ذَلِكَ وتَكَرُّرِهِ، أوْ لِاسْتِحْضارِ حالَةِ التَّكْوِيرِ تَبَعًا لِاسْتِحْضارِ آثارِها فَإنَّ حالَةَ تَكْوِيرِ اللَّهِ اللَّيْلَ عَلى النَّهارِ غَيْرُ مُشاهَدَةٍ وإنَّما المَشاهَدُ أثَرُها وتَجَدُّدُ الأثَرِ يَدُلُّ عَلى تَجَدُّدِ التَّأْثِيرِ.والتَّكْوِيرُ حَقِيقَتُهُ: اللَّفُّ واللَّيُّ، يُقالُ: كَوَّرَ العِمامَةَ عَلى رَأْسِهِ إذا لَواها ولَفَّها، ومُثِّلَتْ بِهِ هُنا هَيْئَةُ غَشَيانِ اللَّيْلِ عَلى النَّهارِ في جُزْءٍ مِن سَطْحِ الأرْضِ وعَكْسُ ذَلِكَ عَلى التَّعاقُبِ بِهَيْئَةِ كُوَرِ العِمامَةَ إذْ تَغْشى اللِّيَةُ اللِّيَةَ الَّتِي قَبْلَها.وهُوَ تَمْثِيلٌ بَدِيعٌ قابِلٌ لِلتَّجْزِئَةِ بِأنْ تُشَبِّهَ الأرْضُ بِالرَّأْسِ، ويُشَبَّهَ تَعاوُرُ اللَّيْلِ والنَّهارِ عَلَيْها بِلَفِّ طَيّاتِ العِمامَةِ، ومِمّا يَزِيدُهُ إبْداعًا إيثارُ مادَّةِ التَّكْوِيرِ الَّذِي هو مُعْجِزَةٌ عِلْمِيَّةٌ مِن مُعْجِزاتِ القُرْآنِ المُشارِ إلَيْها في المُقَدِّمَةِ الرّابِعَةِ والمُوَضَّحَةِ في المُقَدِّمَةِ العاشِرَةِ فَإنَّ مادَّةَ التَّكْوِيرِ جائِيَةٌ مِنِ اسْمِ الكُرَةِ، وهي الجِسْمُ المُسْتَدِيرُ مِن جَمِيعِ جِهاتِهِ عَلى التَّساوِي، والأرْضُ كُرَوِيَّةُ الشَّكْلِ في الواقِعِ وذَلِكَ كانَ يَجْهَلُهُ العَرَبُ وجُمْهُورُ البَشَرِ يَوْمَئِذٍ فَأوْمَأ القُرْآنُ إلَيْهِ بِوَصْفِ العَرَضَيْنِ اللَّذَيْنِ يَعْتَرِيانِ الأرْضَ عَلى التَّعاقُبِ وهُما النُّورُ والظُّلْمَةُ، أوِ اللَّيْلُ والنَّهارُ، إذْ جَعَلَ تَعاوُرَهُما تَكْوِيرًا لِأنَّ عَرَضَ الكُرَةِ يَكُونُ كُرَوِيًّا تَبَعًا لِذاتِها، فَلَمّا كانَ سِياقُ هَذِهِ الآيَةِ لِلِاسْتِدْلالِ عَلى الإلَهِيَّةِ الحَقِّ بِإنْشاءِ السَّماواتِ والأرْضِ اخْتِيرَ لِلِاسْتِدْلالِ عَلى ما يَتْبَعُ ذَلِكَ الإنْشاءَ مِن خَلْقِ العَرَضَيْنِ العَظِيمَيْنِ لِلْأرْضِ مادَّةِ التَّكْوِيرِ دُونَ غَيْرِها مِن نَحْوِ الغَشَيانِ الَّذِي عُبِّرَ بِهِ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ﴾ [الأعراف: ٥٤] في سُورَةِ الأعْرافِ، لِأنَّ تِلْكَ الآيَةَ مَسُوقَةٌ لِلدَّلالَةِ عَلى سَعَةِ التَّصَرُّفِ في المَخْلُوقاتِ لِأنَّ أوَّلَها ﴿إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ في سِتَّةِ أيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ﴾ [الأعراف: ٥٤] فَكانَ تَصْوِيرُ ذَلِكَ بِإغْشاءِ اللَّيْلِ والنَّهارِ خاصَّةً لِأنَّهُ دَلَّ عَلى قُوَّةِ التَّمَكُّنِ مِن تَغْيِيرِهِ أعْراضَ مَخْلُوقاتِهِ، ولِذَلِكَ اقْتَصَرَ عَلى تَغْيِيرِ أعْظَمِ عَرَضٍ وهو النُّورُ بِتَسْلِيطِ الظُّلْمَةِ عَلَيْهِ، لِتَكُونَ هاتِهِ الآيَةُ لِمَن يَأْتِيَ مِنَ المُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَطَّلِعُونَ عَلى عِلْمِ الهَيْئَةِ فَتَكُونُ مُعْجِزَةً عِنْدَهم.وعَطْفُ جُمْلَةِ ﴿ويُكَوِّرُ النَّهارَ عَلى اللَّيْلِ﴾ هو مِن عَطْفِ الجُزْءِ المَقْصُودِ مِنَ الخَبَرِ كَقَوْلِهِ ﴿ثَيِّباتٍ وأبْكارًا﴾ [التحريم: ٥] .وتَسْخِيرُ الشَّمْسِ والقَمَرِ هو تَذْلِيلُهُما لِلْعَمَلِ عَلى ما جَعَلَ اللَّهُ لَهُما مِن نِظامِ السَّيْرِ سَيْرِ المَتْبُوعِ والتّابِعِ، وقَدْ تَقَدَّمَ في سُورَةِ الأعْرافِ وغَيْرِها.وعُطِفَتْ جُمْلَةُ ﴿وسَخَّرَ الشَّمْسَ والقَمَرَ﴾ عَلى جُمْلَةِ ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلى النَّهارِ﴾ لِأنَّ ذَلِكَ التَّسْخِيرَ مُناسِبٌ لِتَكْوِيرِ اللَّيْلِ عَلى النَّهارِ وعَكْسِهِ فَإنَّ ذَلِكَ التَّكْوِيرَ مِن آثارِ ذَلِكَ التَّسْخِيرِ فَتِلْكَ المُناسَبَةُ اقْتَضَتْ عَطْفَ الجُمْلَةِ الَّتِي تَضَمَّنَتْهُ عَلى الجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَها.وجُمْلَةُ ﴿كُلٌّ يَجْرِي لِأجَلٍ مُسَمًّى﴾ في مَوْقِعِ بَدَلِ اشْتِمالٍ مِن جُمْلَةِ سَخَّرَ الشَّمْسَ والقَمَرَ وذَلِكَ أوْضَحُ أحْوالِ التَّسْخِيرِ.وتَنْوِينُ ”كُلٌّ“ لِلْعِوَضِ، أيْ: كُلُّ واحِدٍ. والجَرْيُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ. واللّامُ لِلْعِلَّةِ.والأجَلُ هو أجَلُ فَنائِهِما فَإنَّ جَرْيَهُما لَمّا كانَ فِيهِ تَقْرِيبُ فَنائِهِما جُعِلَ جَرْيُهُما كَأنَّهُ لِأجْلِ الأجَلِ؛ أيْ: لِأجْلِ ما يَطْلُبُهُ ويَقْتَضِيهِ أجَلُ البَقاءِ، وذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها﴾ [يس: ٣٨] فالتَّنْكِيرُ في ”أجَلٍ“ لِلْإفْرادِ.ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ المُرادُ بِالأجَلِ أجْلَ حَياةِ النّاسِ الَّذِي يَنْتَهِي بانْتِهاءِ الأعْمارِ المُخْتَلِفَةِ. ولَيْسَ العُمْرُ إلّا أوْقاتًا مَحْدُودَةً وأنْفاسًا مَعْدُودَةً. وجَرْيُ الشَّمْسِ والقَمَرِ تُحْسَبُ بِهِ تِلْكَ الأوْقاتُ والأنْفاسُ، فَصارَ جَرْيُهُما كَأنَّهُ لِأجَلٍ.قالَ أُسْقُفُ نَجْرانَ:
مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ وطُلُوعُها مِن حَيْثُ لا تُمْسِيوأقْوالُهم في هَذا المَعْنى كَثِيرَةٌ.فالتَّنْكِيرُ في ”أجَلٍ“ لِلنَّوْعِيَّةِ الَّذِي هو في مَعْنى لِآجالٍ مُسَمّاةٍ.ولَعَلَّ تَعْقِيبَهُ بِوَصْفِ ”الغَفّارِ“ يُرَجِّحُ هَذا المَحْمَلَ كَما سَيَأْتِي.والمُسَمّى: المَجْعُولُ لَهُ وسْمٌ، أيْ: ما بِهِ يُعَيَّنُ وهو ما عَيَّنَهُ اللَّهُ لِأنْ يَبْلُغَ إلَيْهِ.وقَدْ جاءَ في آياتٍ أُخْرى ﴿كُلٌّ يَجْرِي إلى أجَلٍ﴾ [لقمان: ٢٩] بِحَرْفِ انْتِهاءِ الغايَةِ، ولامُ العِلَّةِ وحَرْفُ الغايَةِ مُتَقارِبانِ في المَعْنى الأصْلِيِّ وأحْسَبُ أنَّ اخْتِلافَ التَّعْبِيرِ بِهِما مُجَرَّدُ تَفَنُّنٍ في الكَلامِ.

(التحرير والتنوير — ابن عاشور (١٣٩٣ هـ))

وأما دلالة الواقع فإن هذا قد ثبت، فإن الرجل إذا طار من جدة مثلاً متجهاً إلي الغرب خرج إلى جدة من الناحية الشرقية إذا كان على خط مستقيم، وهذا شيء لا يختلف فيه اثنان.

وأما كلام أهل العلم فإنهم ذكروا أنه لو مات رجل بالمشرق عند غروب الشمس، ومات آخر بالمغرب عند غروب الشمس، وبينهما مسافة ، فإن من مات بالمغرب عند غروب الشمس يرث من مات بالمشرق عند غروب الشمس إذا كان من ورثته ، فدل هذا على أن الأرض كروية ، لأنها لو كانت الأرض سطحية لزم أن يكون غروب الشمس عنها من جميع الجهات في آن واحد ، وإذا تقرر ذلك فإنه لا يمكن لأحد إنكاره ، ولا يشكل على هذا قوله تعالى : ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ . وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ . وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) لأن الأرض كبيرة الحجم ، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة ، فهي بحسب النظر مسطحة سطحاً لا تجد فيها شيئاً يوجب القلق على السكون عليها ، ولا ينافي ذلك أن تكون كروية ، لأن جسمها كبير جداً ، ولكن مع هذا ذكروا أنها ليست كروية متساوية الأطراف ، بل إنها منبعجة نحو الشمال والجنوب ، فهم يقولون : إنها بيضاوية ، أي على شكل البيضة في انبعاجها شمالاً وجنوباً ” انتهى من “فتاوى نور على الدرب”.
————–————
▪︎هل قال القرآن أن الأرض ثابتة ولا تتحرك ؟؟

لم يذكر القرآن بتاتًا ان الارض ثابته لا تتحرك !

{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 41]

معنى الآية الكريمة أن فقط العناية الالهية تتسبب في استمرار تمدد الكون (السماوات) وعدم انهياره. فكما هو معروف علميًا، نشأ الكون بسبب حدوث الانفجار العظيم تلاه تكون الطاقة والمادة وبعد ذلك تكونت النجوم والمجرات، ومن الثابت علميًا أن الكون في تمددٍ مستمر وسبب التمدد هو تغلب طاقة التمدد او الدفع والتي تسمى علميًا بالطاقة السوداء Dark energy على قوة الجذب التي تعارض التمدد وللمزيد اقرأوا هنا

https://www.nationalgeographic.com/science/space/dark-matter/

لا أحد يعلم تمامًا ماهية الطاقة السوداء ولا حتى مُسَّبب قوة الجذب؛ والآية الكريمة تعني ان من يمنع انهيار السماوات على نفسها وانسحاقها وبضمنها كرتنا الأرضية هو فقط رب العالمين ولا أحد غيره ! فهو المتحكم بالطاقة السوداء وهو الضابط لمقدار قوة الجاذبية.

بالنسبة للآيتين الكريمتين :- ﴿أَمَّن جَعَلَ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارࣰا وَجَعَلَ خِلَـٰلَهَاۤ أَنۡهَـٰرࣰا وَجَعَلَ لَهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَجَعَلَ بَیۡنَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ حَاجِزًاۗ أَءِلَـٰهࣱ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [النمل ٦١]

﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارࣰا وَٱلسَّمَاۤءَ بِنَاۤءࣰ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِۚ ذَ ٰ⁠لِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [غافر ٦٤]

فلا يوجد فيهما ذِكْر لثبوت الارض في الفضاء ! بل تتحدثان بوضوح تام عن ان الارض عباره عن (قرار) يعني مكان يستقر فيه الانسان ويسكنه، وهذا ما تذكره كتب التفسير واللغة.

(قَرَارًا : تستقرون عليها, وتسكنون فوقها)

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura40-aya64.html

بالنسبة للآيتين الكريمة :- ﴿وَهُوَ ٱلَّذِی مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِیهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَأَنۡهَـٰرࣰاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِ جَعَلَ فِیهَا زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِۖ یُغۡشِی ٱلَّیۡلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ﴾ [الرعد ٣]

﴿وَأَلۡقَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰ⁠سِیَ أَن تَمِیدَ بِكُمۡ وَأَنۡهَـٰرࣰا وَسُبُلࣰا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [النحل ١٥]

فالآية لا تعني أن الجبال تثبت الأرض بمعني أنها لا تتحرك، فكلمة (الأرض) في الآية تأتي بمعنى قطعة من الأرض، ونفس اللفظة يمكن أن يقصد بها الكوكب نفسه. لاحظ الفرق في معنى اللفظة بين الجملتين التاليتين:

▪︎بعت الأرض التي أملكها.
▪︎الأرض تدور حول الشمس.

هناك فرق كبير، فلا يمكنك أن تقول مثلا “الأرض التي أملكها تدور حول الشمس”..

والخلاصة، أن القرآن يستخدم الأرض في الآية بمعنى (مساحة من سطح الأرض) إذا كان الأمر مرتبطا بالبشر أو عيشهم أو إدراكهم، وبمعنى (كوكب الأرض) إذا كان السياق عن الفلك.

وكما أن الآيات الكريمة اعلاه هي اعجاز علمي كشفه علم طبقات الارض ليس اقل من 14 قرناً منذ نزول القرآن الكريم.

يتكون سطح الكره الأرضية crust من 8 صفائح او الواح ضخمه وعشرات الصفائح الصغيره tectonic plates وهي تحمل اليابسة والمحيطات وتطفو كل الصفائح فوق الطبقة الثانية التي تليها وهي طبقه (الوشاح ) mantle وهي طبقه لزجه وذات درجة حراره اعلى من قشرة الكره الارضيه . للمزيد من المعلومات

‏https://www.britannica.com/science/plate-tectonics

القسم الظاهر من الجبال فوق سطح الارض عباره عن جزء صغير من حجمها الكلي ذلك لان جذور الجبال تصل الى ٥-١٠ أضعاف الجزء البارز فوق سطح الارض وتنغرس جذور الجبال عميقاً في الطبقة الثانية ( الوشاح ) تتوازن الجبال حسب قوانين طفو الأجسام المغمورة جزيئاً داخل السوائل وكي يتحقق ذلك يجب ان يكون اغلب حجمها مغموراً في السائل او طبقة الوشاح وتسمى هذه الخاصية في علم الجيولوجيا ب التوازن الثقلي Isostasy . للمزيد من القراءة

‏https://www.britannica.com/science/isostasy-geology

انغراس جذور الجبال يثبت صفائح قشرة الكره الأرضية ويمنعها من الميلان والتأرجح كلوحة خشب طافيه على الماء ، لاحظوا ان القران الكريم أشار الى ان الجبال مغموره في سائل اذ تذكر الآيات الكريمة كلمة ” رواسي ” لتشير الى حقيقة كوّن أسفل الجبال مستقراً في وسط سائل لزج !

هذا الفيديو القصير يوضح لكم الاعجاز بصوره موجزه.

‏https://youtu.be/lbWgRxaTQoc
▪︎هل تقع السماء على الأرض كما جاء في القرآن؟؟

1- أولاً :-

معنى كلمة “سماء” في اللغة العربية

” *السَّماءُ* من كل شيءٍ: أَعْلاه”

” *السَّماءُ* : كلُّ ما علاكَ فأَظَلَّك”

(https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1/)

فالآية تعني أن الله يمسك كل شئ علا الارض ان يقع عليها أو يصطدم بها، مثل النيازك والشهب.

وهذه الآية تفسر أية أخرى وهي :-

{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} [الأنبياء : 32]

فالآيتين تقول إن الله سبحانه وتعالى يحمى الأرض من كل شئ أعلاها أن يقع عليها أو يصطدم بها، وجعل السماء سقفاً (الغلاف الجوي) محفوظاً يحميها من الإصطدامات من النيازك والشهب، فلولاها لأنتهت الحياة على الأرض.

والعجيب أن وكالة ناسا الأمريكية تستخدم لفظ (السماء تقع – The Sky Falling)

(https://science.nasa.gov/science-news/science-at-nasa/2006/28apr_skyisfalling)

2- ثانياً :-

يقول ابن عاشور في “التحرير والتنوير” :-

والإمساك : الشدّ ، وهو ضد الإلقاء . وقد ضُمّن معنى المنع هنا وفي قوله تعالى : {إن الله يُمسك السماوات والأرض أن تزولا} [ فاطر : 41 ] فيقدر حرف جر لتعدية فعل الإمساك بعد هذا التضمين فيقدر ( عن ) أو ( من ).

ومناسبة عطف إمساك السماوات على تسخير ما في الأرض وتسخير الفلك أن إمساك السماء عن أن تقع على الأرض ضرب من التسخير لما في عظمة المخلوقات السماوية من مقتضيات تغلّبها على المخلوقات الأرْضية وحطْمِها إياها لولا ما قدر الله تعالى لكل نوع منها من سُنن ونُظم تمنع من تسلط بعضها على بعض ، كما أشار إليه قوله تعالى : {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون}[ يس : 40 ]

فكما سخّر الله للناس ما ظهر عل وجه الأرض من موجودات مع ما في طبع كثير منها من مقتضيات إتلاف الإنسان ، وكما سخّر لهم الأحوال التي تبدو للناس من مظاهر الأفق مع كثرتها وسعتها وتباعدها، ومع ما في تلك الأحوال من مقتضيات تعذرّ الضبط، كذلك سخّر لمصلحة الناس ما في السماوات من الموجودات بالإمساك المنظم المنوط بما قدره الله كما أشار إليه قوله {إلا بإذنه} أي تقديره.

ولفظ {السماء} في قوله : {ويمسك السماء} يجوز أن يكون بمعنى ما قابل الأرض في اصطلاح الناس فيكون كُلاً شاملاً للعوالم العلوية كلها التي لا نحيط بها علماً كالكواكب السيّارة وما الله أعلم به وما يكشفه للناس في متعاقب الأزمان.

ويكون وقوعها على الأرض بمعنى الخرور والسقوط فيكون المعنى : أن الله بتدبير علمه وقدرته جعل للسماء نظاماً يمنعها من الخرور على الأرض، فيكون قوله {ويمسك السماء} امتناناً على الناس بالسلامة مما يُفسد حياتهم، ويكون قوله {إلا بإذنه} احتراساً جمعاً بين الامتنان والتخويف، ليكون الناس شاكرين مستزيدين من النعم خائفين من غضب ربّهم أن يأذن لبعض السماء بالوقوع على الأرض.

وقد أشكل الاستثناء بقوله {إلا بإذنه} فقيل في دفع الإشكال : إن معناه إلا يوم القيامة يأذن الله لها في الوقوع على الأرض.

ولكن لم يرد في الآثار أنه يقع سُقوط السماء وإنما ورد تشقق السماء وانفطارها، وفيما جعلنا ذلك احتراساً دفع للإشكال لأن الاحتراس أمر فرضي فلا يقتضي الاستثناء وقوع المستثنى.

ويجوز أن يكون لفظ {السّماء} بمعنى المطر ، كقول معاوية بن مالك :

إذا نزَل السماء بأرض قوم … رعيناه وإن كانوا غضابا

وقول زيد بن خالد الجهني في حديث «الموطأ» : «صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية على إثْر سَماء كانت من اللّيل» ، فيكون معنى الآية : أن الله بتقديره جعل لنزول المطر على الأرض مقادير قَدّر أسبابها ، وأنه لو استمر نزول المطر على الأرض لتضرّر الناس فكان في إمساك نزوله باطّراد منة على الناس ، وكان في تقدير نزوله عند تكوين الله إياه منة أيضاً . فيكون هذا مشتملاً على ذكر نعمتين : نعمة الغيث ، ونعمة السلامة من طغيان المياه.

ويجوز أن يكون لفظ السماء قد أطلق على جميع الموجودات العلوية التي يشملها لفظ {السماء} الذي هو ما علا الأرض فأطلق على ما يحويه ، كما أطلق لفظ الأرض على سكانها في قوله تعالى : {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} [ الرعد : 41 ]

فالله يُمسك ما في السماوات من الشهب ومن كريات الأثير والزمهرير عن اختراق كرة الهواء ، ويمسك ما فيها من القُوى كالمطر والبرَد والثلج والصواعق من الوقوع على الأرض والتحكك بها إلا بإذن الله فيما اعتاد الناس إذنه به من وقوع المطر والثلج والصواعق والشهب وما لم يعتادوه من تساقط الكواكب.

وللتوضيح أكثر يمكنكم أن تسمعوا هذا الفيديو :-
https://youtu.be/WsdYrqP9Z70

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.