الدين و العلم

حرابي

قد تعودنا في عصرنا هذا إلى حد ما على الانقسام الذي يفصل الدين عن العلم.
عموما الدين والعلم مظهرين من مظاهر الحياة الاجتماعية، وكان و لازال الدين مهماًفي حياة الانسان ، بينما أكتسب العلم أهميته فجأة في القرن السادس عشر.
إن دائرة العلم مختلفة عن دائرة الدين في أصلها ومنهاجها وفي الغاية منها، واتجاه العلم والدين، في حقيقتهما، اتجاهان متخالفان ومتفاراقان فلا يتأتى أن يكون بينهما تعارض. فالعلم موضوعه المادة أي الوقائع المتراكمة أمام حواسنا، والتي يمكن أن تخضع لتجاربنا ومشاهداتنا فهده الحواس نعمة من عند الله احسن الله تقويمها و في دلك حكمة الاهيةلمساعدة الانسان فهي تساعد الانسان علي رسم صورة تقريبية او توضيحية للعالم داخل امخاخنا . أما الدين فمجاله الإيمان، وموضوعه العقائد، من حيث هي وحي، ومحور الخير والشر باعتبارهما حقائق أخلاقية، وغاية الدين تهذيب النفوس وسعادة الحياة.
وفي الإسلام لا خلاف بين الدين الحق والعلم الصحيح، يقول تعالى “وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين، ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون” (الدخان:38-39)، ولقد أمر بفرضية العلم وجعله ضرورة واجبة على كل مسلم ومسلمة وليس مجرد حق من حقوق الإنسان. وشجع الإنسان على النظر والتفكير من خلال منح الانسان حواس تسهل عليه ابسط الحياة و تسهل عبادة الله. ونفى الله التسوية بين العلماء وغيرهم من الخلق، “هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”( الزمر:9 )، ورفع شأن المؤمنين العلماء في درجات الحياة الدنيا والآخرة “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” (المجادلة: 11)، ويروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: ” إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علماً علمه ونشره” ويصرح الخليفة عمر بن الخطاب بأنه لولا ثلاثة لما رأى لبقائه في الدنيا من خير: الصلاة والعلم والجهاد.
وفي القرآن أكثر من خمسمائة إشارة تدعو الإنسان إلى الملاحظة والتفكر والتدبر والتمعن والتحليل وإمعان النظر والتأمل في الظواهر الطبيعية وفي كل ما يحدث حوله، فإذا كان مؤمنا، يصبح هذا التفكير المستمر وعمليات اكتشاف آيات الله سبحانه وتعالى عناصر ملازمة لإيمانه، إذ ليس بمقدوره تجاهلها فهي جوهر مخلوقات الله والغرض الأهم في مصير الإنسان وقدره.
وتأتي المعرفة العلمية من دراسة الظواهر الطبيعية والتغلب على قوى الطبيعة، وجاء في القرآن الكريم [وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه] ( الجاثية: 13)
كما يدعو المؤمنين لمراقبة آيات الله تعالى في هذا الكون والتأمل فيها فيقول [سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أوَلمْ يكف بربك أنه على كل شيء شهيد] ( فصلت: 53
من جانب الاخر نجد ان التدبير و البحث في المجال العلمي الدي يبني دون ارضية دينية يقود الانسان الي تدمير نفسه بدون ان يشعر بالرغم من سمو المجال العلمي
فنحن نعرف على سبيل المثال أن دراسة الفيزياء الذرية التي تمت على أرضية غير دينية هي التي تحمل مسؤولية تدمير هيروشيما ونغازاكي، ولابد أن يظهر تطبيق المعرفة المتعلقة بأسرار الطاقة الذرية على شكل القنبلة الذرية والقنبلة الهيدروجينية، بل إن ما توالد من ذلك يبين بأقصى قدر من الوضوح كيف يمكن استغلال المعرفة العملية للعمل على تدمير الإنسان للإنسان.
في النهاية نستنتج ان الدين و العلم لا ينفصلان بل مكملان لبعضهم فباكتمال الدين تجد الارضية الخصبة للابداع و التمعن في خلق الله و الرغبة في البحث و تطوير الدات الي درجة تسهيل حياتنا اليومية ففي دراسة الفيزياء مثلا في مجال البحث عندما نتمكن من الوصول الي نتيجة في مركز البحث تشعر بالفرحة في احداث شيء جديد يساعدنا علي تبسيط امور حياتنامثلا في مجال الطاقة الشمسية المتجددة و هنا تشعر بنو ع من الاحساس بالشكر لله لمنحنا فرصة البحث بمنحنا العقل الذي يجعل منا نفرق بين الخطأ و الصواب و بمنحنا حواس تساعدنا على تطبيق ما نريد.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.