أمراض القلوب

سمى قلبا لأنه يتغير بكثرة تقلبه حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: القلب مثل الريشة تقلبه الرياح بفلاة) رواه ابن ماجه في مسنده
لذلك كان أكثر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:
( يا مقلب القلوب والأبصــار ثبت قلبي على دينــــك )
والمسلم لابد أن يتعهد حال قلبة ويفتش عما غرس فيه ويحاول أن يصلحه.
قال يحيى بن معاذ :
مثل المسلم مع قلبه كمثل البستاني مع بستانه فقد ينبت فيه زهر وورد وقد ينبت فيه شوك وعلقم .. لذلك لابد من رعايته وتنظيفة اولا بأول
لكن ماأهميـــة القلـــب حتى نتكلم عنه؟
1 بصلاح القلب ينصلح حال الجوارح والأعضاء ، وبفساد القلب تفسد الجـــــوارح ولكــى ينصلح حالنا يجب التعرف على حال قلوبنا فعن النعمان بن بشير رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلٌح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب .
2 القلب محل نظر الله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -:( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم

فالقلب هو محل نظر الله إليك فالرسول صلى الله عليه وسلم – وضح لنا أهميـــة القلب العامر بالإيمان
حيث انه لما ضرب المشركين عمار بن ياسر ، وعٌذّب في مكة وأمروه المشركون بقول كلمة الكفـر وسب النبي صلى الله عليه وسلم، ذهب عمار إلى الرسول وحكى له ما حدث فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم :
كيــف حال قلبك يا عمار ؟ قال: مطمئن بالإيمان ، فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (لو عادوا فعد)
ونزلت الآيـة الكريمة ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)) .

3 القلب محل الخشوع :

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ( اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع )
والقلب الغــير خاشع لا يبكى عند سماع القرآن أو في الصلاة ولا يتأثر بحضور مجالس العلم ويفضل اللهو والأغاني عليها فهو قلب مريض .

4 القلب محل الإيمان :
قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمــان قلبه لا تغتابوا الناس ولا تجسسوا ولا تتبعوا عوراتهم فمن تتبع عورات الناس تتبـــع الله عورتـــه ومن تتبـــع الله عورته فضحه في بيته ) صحيح أبى داود
5 القلب محل التقوى :
أشار الرسول – صلى الله عليه وسلم – قائلا: ( التقوى ها هنا ) وكان يشير إلى صدره ثلاثـــا
فإذا امتلأ القلب بالتقوى صار سلوك العبد سلوكا صحيحا وصالحا . واسمعي معي بقلبك هذه القصة التي حكاها لنا وابصة بن معبد حيث قال وابصة : أتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا أريد ألا أدع شيئا عن البر والإثم إلا سألته عنه ، وكان هناك جمع من الناس فقلــت: دعـــوني أدنـــو منــــه فإنه من أحب الناس إلىّ ، فقال صلى الله عليه وسلم لي:
: ادنٌ يا وابصة، فدنوت منــه حتى مست ركبتي ركبته،
(هل تشعرين بهذا الفوز والنعيم لوابصة لقد اقترب حتى مست ركبته ركبة النبي صلى الله عليه وسلم)  فقال: يا وابصة أخبرك ما جئــــت تسألني عنه ؟  فقلت : أخبرني يا رسول الله، 
قال: جئت تسألني عن البر والإثم، فقلت: نعم، فجمع أصابعه الثلاثة فجعل ينكث في صدري ويقــــول: يا وابصــــة استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب، والإثم هو ما حاك في القلب وتردد في الصـــدر وإن أفتـــاك الناس وأفتوك ) صحيح مسلم.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.