بلومبيرغ: هل ستختفي عادة إغلاق المحلات أثناء الصلاة في السعودية؟

نشر موقع بلومبيرغ تقريرا أعدته دونا أبو ناصر قالت فيه إن فيروس كورونا قد يترك أثره على عادة إغلاق المحلات التجارية أبوابها في أوقات الصلاة.

وأشارت إلى أنه بسبب حالة الإغلاق ومحدودية حركة الناس فالكثير من المحال التجارية لم تعد تغلق أبوابها.

صوت المؤذن الذي كان يتردد في مركز التسوق بالرياض لم يقطع حركة الناس الاعتيادية

وقالت إن صوت المؤذن الذي كان يتردد في مركز التسوق بالرياض لم يقطع حركة الناس الاعتيادية، فالأذان الروتيني الذي يدعو الناس خمس مرات في اليوم للصلاة عادة ما يترافق مع حالة من العجلة لإغلاق المحلات. ولكن ليس هذه المرة حيث واصل المتسوقون نشاطاتهم بدون انقطاع: محل العطارة الذي كان يبيع العطر لامرأة وسيدة أخرى كان تقف لأخذ حرارتها ورجل كان يجر عربة مشترياته. وربما أصبح التغير دائما ضمن عدد من التغيرات التي حدثت في السعودية منذ عام 2017 أي منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العرش. وتقول أبو ناصر إن المحلات والصيدليات ومحطات الوقود كانت تغلق مدة نصف ساعة كل صلاة. وحتى وقت قريب كانت الشرطة الدينية (المطاوعة) تقوم بالتأكد من عدم خرق أحد الأوامر.

وتشير إلى أن تقييد عملية فتح المحلات من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء جعل الكثير من المحلات تبقي على أبوابها مفتوحة للاستفادة قدر الإمكان من الساعات المتاحة لها كي تمارس نشاطاتها التجارية. وتقول إيمان عبد الله، 40 عاما، وتدير محل أدوات تجميل، قبل دقائق من صلاة الظهر: “هذا أمر منطقي من الناحية التجارية”. وتضيف: “لم يعترض أحد على بقاء المحلات مفتوحة، والناس يريدون الانتهاء من أمورهم قبل بدء حظر التجول”. وقالت إنها تتناوب مع زميلة لها على الصلاة في غرفة خلفية وتأمل أن يظل الأمر على ما هو بعد نهاية أزمة كوفيد-19.

ومع أن الحكومة رفعت الحظر عن سياقة المرأة للسيارة وسمحت بالحفلات الموسيقية إلا أن إغلاق المحلات أثناء الصلاة كان محل نقاش ولم يصدر أمر بإنهاء العادة. وقال فيصل خالد، 30 عاما، الذي كان يتسوق من أجل مكتبه في العمل، إن الصلاة يجب أن تكون خيارا فرديا وكذا قرار المحلات التي ظلت مفتوحة أثناء الصلاة: “الآن تقود المرأة سيارتها فلماذا عليها الانتظار وقت الصلاة؟”. وفي محل قريب لبيع الأثاث، كان عبد الله الدوسري معارضا للفكرة حيث يريد أن تغلق المحلات حتى يتأتى لجميع من يعملون في مركز التسوق الصلاة. وأغلقت الحكومة المساجد لمنع انتشار كوفيد-19 ويقول: “أشعر أن قلبي يتحطم عند سماعي الأذان وأصلي بمفردي ولكنها ليست مثل صلاة الجماعة”.

وقبل عام جربت بعض المحال البقاء مفتوحة فيما أغلقت المتاجر الكبرى كل الأبواب باستثناء باب واحد لكي يدخل المتسوقون مع توقف كل أماكن الدفع. وكانت الشرطة الدينية تستطيع احتجاز أي شخص تأخر عدة دقائق لإغلاق محله. وقبل فيروس كورونا كانت الشرطة تستطيع نصح الناس حول ضرورة إغلاق المحلات في وقت الصلاة، لكن أفرادها لا يعرفون ماذا يفعلون الآن. وقال عنصر شرطة كان يجلس مع زميله في سيارة خارج مركز تسوق في الرياض إنهم لا يعرفون ما هي الأوامر بشأن فيروس كورونا. وقال متسوق آخر إن وقت الإغلاق أثناء الصلوات قد يصبح شيئا من الماضي. وقال محمد، 45 عاما: “من يريدون الصلاة سيجدون طرقا لأدائها- أثناء العمل وخارج وقت العمل” و”تتغير المظاهر ولكن في داخلهم لن يتغير السعوديون”.

شاهد أيضاً

الشباب.. صوت التغيير في عالم الظلام

لماذا يتحرك الشباب بمظاهرات واحتجاجات ضخمة مناصرة لغزة في البلاد الغربية أميركا وأوروبا، بينما يخيم سكون مدهش بين شعوبنا وشباب منطقتنا الأقرب رحما ودينا؟