هل تكمن حاجتنا للشيء فقط أم نسعى دائما للكمال؟

الحاجة، الحاجة للطعام الحاجة للراحة للعمل للنوم للحب للتقدير، ألا يكفي للإنسان أن ينظر إلى ما هو دونِه حتى يستطيع الاستمتاع لِما لديه ولا يَمُّدَ نفسَّهُ للمشقة وكثرة التفكير بالكمال. الإنسان بطبيعته دائمًا ما يطمح للمزيد، المزيد من كل شيء فحسب، في تعريف هرم ماسلو وهي النظرية التي ترتب احتياجات الإنسان وهذا الهرم الذي رتبه العالم النفسي أبراهام ماسلو فإنه يقوم على احتياجات متدرجة في الترتيب تبدأ من الاحتياجات الفسيولوجية فيعود الإنسان إلى بدائيته فلا يفكر إلا في الأمور التي تبقيه على قيد الحياة مثل الطعام والتنفّس والنوم، ويليها احتياجات الأمان فما أن يضمن الطعام والشراب فيلتفت إلى الخوف دائما ما يشعر الإنسان بالخوف، الخوف من الاعتداء الخوف سرقة ممتلكاته وخوفه من تدهور صحته، وأما بعد فالاحتياجات الاجتماعية بأنه مقبول في مجتمعه ومنتمي إلى أصدقائه لكي يُلقي بشعور الوحدة بعيدًا.

وتأتي الحاجة للتقدير رابعًا فكُلُنا نحتاج إلى الكلمة الطيبة اللطيفة التي تجعلنا نؤمن بأنفسنا وبأننا محل ثقة أو قد تكون مكانة اجتماعية مرموقة وأنا اعتقد بأن الكلمة تصنَعُ ألف مكانةٍخاصة، تُكسبه شعورًا بالثقة وآخر الهرم الحاجة إلى تحقيق الذات، وتعود لذات الفرد بأن يجعل للإنجازات مكانًا أكبر في حياته وحاجَتِه لتطوير قُدراتِه ومهاراته لصقل ذاته والوصول إلى المكانة التي وضعها في سلم أولوياته. لكن ما الذي يجعل الإنسان لا يكتفي بالموجود ويطمح للمزيد، أحيانًا قد نجد ذلك إيجابيًا وأحيانًا لا وقطعًا لا، فنجد من يتذمر من عدم حصوله على النسخة الأخيرة من الهاتف الحديث وهاتفه لا يكاد يكون مستعملاً، وفي حالة أخرى نجدها إيجابية حين يطمح الإنسان إلى تغيير ذاته لنسخة أفضل، لنفسه وعائلته ومجتمعه. كثرةُ التفكير بما لا نملك تجعلنا ندخل في دوامة كبيرة لا باب خروجٍ لها، نستيقظ على الكثير من الملذات في هذه الحياة، فما الذي يجعلها تتوقف يا ترى؟

هل المجتمع أم آلة الاختراع أم النوم مرةً أخرى ستجعلها تتوقف؟ من الممكن أن تكون الإجابة نحن، ستبدأ من الإنسان نفسه حينما يؤمن بما لديه وبما يستطيع أن يحصل عليه وما يمكن أن نراه ونعلم في قَرارةِ أنفسنا بأننا اهلٌ له، وبأننا قادرون على تخطي عقبات الكمال والسلم الذي نرى الكثيرين ما يتسابقون حتى يصبحوا في الدرجة الأعلى منه دون إدراك ما تليه من عواقب حتى لو كانت نفسية، فلا نرى أننا نستبيح الكثير من الأمور بحجة أن الكثير يفعلها وننسى أننا خُلقنا بعقل يتفكر ويعلم ما هو الصواب وما هو الخطأ.

كثرةُ التفكير بما لا نملك تجعلنا ندخل في دوامة كبيرة لا باب خروجٍ لها، نستيقظ على الكثير من الملذات في هذه الحياة، فما الذي يجعلها تتوقف يا ترى؟ هل المجتمع أم آلة الاختراع أم النوم مرةً أخرى ستجعلها تتوقف؟
الإنسان الساعي للكمال يضعُ قواعدًا وأهدافًا غير واقعية حتى يتسنى له الوصول إليها، مما يجعله حزينًا لعدم تحقيقها لأنه يسعى لأن يكون الأفضل من خلالها ويرفض ما لا يتوافق مع قواعِدِه، هذه القواعد عادة ما تُخترق من قِبل الشخص نفسه عندما يرى ابوابًا أُخرى فُتِحت أمامه لكن ليست له وليست بمقدوره، لكن عبث ما يقاوم أن يُقحم نفسه في تخطيها ومجاراتها حتى يصبح أمام حائط كبير من التساؤل والتفكير بما ليس فيه وليس له. المثالية الصماء إن هذه من اكبر الأخطاء التي يضع الساعي للكمال نفسه فيها، فيرى العالم مثالي حيث لا توجد المصاعب والطريق بسيط أمامك، يضعك هذا تحت تهديد الفشل المتكرر.

ما نراه حاليًا التخبط في العالم المثالي وراء شاشات الهاتف، الصور الملونة، البشرة الخالية من العيوب، القدرة على التنقل بين أماكن مختلفة وإطلالاتٍ خيالية تتوق النفسُ إليها، كل هذه الأمور تجعل لعينِ رائي الكمال بقواعده، ليلةً من البؤس والحزن وهو لا يعلم ما خلف هذه الوجوه من أسرار. ادرك أيها القارئ بأن الكمال لله وحده وانك إذ ما سعيت لتقبل حياتك وأنك لا يمكن أن تكون كاملاً ستملئ التعاسة قلبك، تعلم أن تُحب نفسك وحياتك على ما هي عليه واترك التذمر لأهلِه. لقد جئت إلى هذه الحياة لهدف محدد، اشكر الله على ما تملك، واعلم أن حاجتك اليوم قد تكونُ سببًا للتذمر منها في الغد فالكمال بوجهِهِ الثابت قد يكون معضلة لا حسنة. الحاجة، الحاجة للطعام الحاجة للراحة للعمل للنوم للحب للتقدير، ألا يكفي للإنسان أن ينظر إلى ما هو دونِه حتى يستطيع الاستمتاع لِما لديه ولا يَمُّدَ نفسَّهُ للمشقة وكثرة التفكير بالكمال.

الإنسان بطبيعته دائمًا ما يطمح للمزيد، المزيد من كل شيء فحسب، في تعريف هرم ماسلو وهي النظرية التي ترتب احتياجات الإنسان وهذا الهرم الذي رتبه العالم النفسي أبراهام ماسلو فإنه يقوم على احتياجات متدرجة في الترتيب تبدأ من الاحتياجات الفسيولوجية فيعود الإنسان إلى بدائيته فلا يفكر إلا في الأمور التي تبقيه على قيد الحياة مثل الطعام والتنفّس والنوم، و يليها احتياجات الأمان فما أن يضمن الطعام والشراب فيلتفت إلى الخوف دائما ما يشعر الإنسان بالخوف، الخوف من الاعتداء الخوف سرقة ممتلكاته وخوفه من تدهور صحته، وأما بعد فالاحتياجات الاجتماعية بأنه مقبول في مجتمعه ومنتمي إلى أصدقائه لكي يُلقي بشعور الوحدة بعيدًا.

وتأتي الحاجة للتقدير رابعًا فكُلُنا نحتاج إلى الكلمة الطيبة اللطيفة التي تجعلنا نؤمن بأنفسنا وبأننا محل ثقة أو قد تكون مكانة اجتماعية مرموقة وأنا اعتقد بأن الكلمة تصنَعُ ألف مكانةٍخاصة، تُكسبه شعورًا بالثقة وآخر الهرم الحاجة إلى تحقيق الذات، وتعود لذات الفرد بأن يجعل للإنجازات مكانًا أكبر في حياته وحاجَتِه لتطوير قُدراتِه ومهاراته لصقل ذاته والوصول إلى المكانة التي وضعها في سلم أولوياته. لكن ما الذي يجعل الإنسان لا يكتفي بالموجود ويطمح للمزيد، أحيانًا قد نجد ذلك إيجابيًا وأحيانًا لا وقطعًا لا، فنجد من يتذمر من عدم حصوله على النسخة الأخيرة من الهاتف الحديث وهاتفه لا يكاد يكون مستعملاً، وفي حالة أخرى نجدها إيجابية حين يطمح الإنسان إلى تغيير ذاته لنسخة أفضل، لنفسه وعائلته ومجتمعه.

كثرةُ التفكير بما لا نملك تجعلنا ندخل في دوامة كبيرة لا باب خروجٍ لها، نستيقظ على الكثير من الملذات في هذه الحياة، فما الذي يجعلها تتوقف يا ترى؟ هل المجتمع أم آلة الاختراع أم النوم مرةً أخرى ستجعلها تتوقف؟ من الممكن أن تكون الإجابة نحن، ستبدأ من الإنسان نفسه حينما يؤمن بما لديه وبما يستطيع أن يحصل عليه وما يمكن أن نراه ونعلم في قَرارةِ أنفسنا بأننا أهلٌ له، وبأننا قادرون على تخطي عقبات الكمال والسلم الذي نرى الكثيرين ما يتسابقون حتى يصبحوا في الدرجة الأعلى منه دون إدراك ما تليه من عواقب حتى لو كانت نفسية، فلا نرى أننا نستبيح الكثير من الأمور بحجة أن الكثير يفعلها وننسى أننا خُلقنا بعقل يتفكر ويعلم ما هو الصواب وما هو الخطأ.

الإنسان الساعي للكمال يضعُ قواعدًا وأهدافًا غير واقعية حتى يتسنى له الوصول إليها، مما يجعله حزينًا لعدم تحقيقها لأنه يسعى لأن يكون الأفضل من خلالها ويرفض ما لا يتوافق مع قواعِدِه، هذه القواعد عادة ما تُخترق من قِبل الشخص نفسه عندما يرى ابوابًا أُخرى فُتِحت أمامه لكن ليست له وليست بمقدوره، لكن عبث ما يقاوم أن يُقحم نفسه في تخطيها و مجاراتها حتى يصبح أمام حائط كبير من التساؤل والتفكير بما ليس فيه وليس له. “المثالية الصماء” إن هذه من أكبر الأخطاء التي يضع الساعي للكمال نفسه فيها، فيرى العالم مثالي حيث لا توجد المصاعب والطريق بسيط أمامك، يضعك هذا تحت تهديد الفشل المتكرر.

ما نراه حاليًا التخبط في العالم المثالي وراء شاشات الهاتف، الصور الملونة، البشرة الخالية من العيوب، القدرة على التنقل بين أماكن مختلفة وإطلالاتٍ خيالية تتوق النفسُ إليها، كل هذه الأمور تجعل لعينِ رائي الكمال بقواعده،ليلةً من البؤس والحزن وهو لا يعلم ما خلف هذه الوجوه من أسرار. ادرك أيها القارئ بأن الكمال لله وحده وانك إذ ما سعيت لتقبل حياتك وأنك لا يمكن أن تكون كاملاً ستملئ التعاسة قلبك، تعلم أن تُحب نفسك وحياتك على ما هي عليه واترك التذمر لأهلِه. لقد جئت إلى هذه الحياة لهدف محدد، اشكر الله على ما تملك، واعلم أن حاجتك اليوم قد تكونُ سببًا للتذمر منها في الغد فالكمال بوجهِهِ الثابت قد يكون معضلة لا حسنة.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.