الحكومة تتهم الاحتلال بإهمال أهالي شعفاط بالقدس وقرار فتح المطاعم بغزة دون المساجد يثير جدلا كبيرا

قالت وزيرة الصحة مي كيلة، مساء الأحد، إنه لم يتم تسجيل أي إصابة جديدة بفيروس “كورونا” خلال الـ24 ساعة الماضية، وأضافت خلال مؤتمر صحافي إلى أن عدد الإصابات في فلسطين 495 إصابة، منها 139 في الضفة الغربية، وسبعة في قطاع غزة، و251 في محافظة القدس منها 129 داخل أسوار مدينة القدس المحتلة و122 في ضواحي القدس.
وأشارت إلى أن الحالات النشطة بلغت 397، منها 74% للعمال، و9 من الكادر الطبي، مؤكدة أن جميع الإصابات بحالة مستقرة، كما أجرينا 29 ألف فحصٍ منذ ظهور الفيروس وحتى اليوم، موضحة أن 4 حالات فقط من المصابين تم وضعهم على جهاز التنفس الصناعي، كما تم تركيب 10 أجهزة تنفس جديدة، وبانتظار وصول عدد إضافي.
وشددت كيلة على ضرورة التزام المواطنين بالإجراءات الصحية والوقاية العامة، وضرورة ارتداء الكمامات خاصة عند الخروج من المنزل، داعية كبار السن والمرضى إلى عدم الخروج من المنزل والتوجه إلى المجال التجارية، وضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية واستخدام المطهرات باستمرار، ودعت إلى الالتزام بالحجر المنزلي لكافة الأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم بالفيروس، وضرورة الإبلاغ عن كل شخص يخالف الحجر المنزلي.

من جهته قال إبراهيم ملحم الناطق باسم الحكومة، إن أهالي شعفاط والأحياء في المدينة المقدسة يتعرضون إلى الإهمال المتعمد من الجانب الإسرائيلي، مؤكدا أن الحكومة تراهن على المؤسسات المقدسية الوطنية والشعبية لتقديم الخدمات والمساندة لأهلنا في القدس المحتلة.

تحركات لإعادة العالقين
وفي السباق، أعلن وزارة الخارجية عن وفاة أحد أبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقالت إن الحاج أسعد سعادة (80 عاما) الذي كان يخضع للعلاج بسبب إصابته بفيروس “كورونا”، في مستشفى بويمنت دير بورن في ولاية متشيغن الأمريكية، توفي، ما يرفع عدد الوفيات في صفوف الجالية إلى 37، وإصابة 644.
وكانت الخارجية أعلنت في تقرير صدر عنها في وقت لاحق، وفاة المواطن توفيق هاشم ذياب (60 عاما) في ولاية نيوجيرسي بسبب فيروس كورونا، وتم تسجيل 3 إصابات جديدة بفيروس “كورونا” منها إصابة ممرضة وهي على رأس عملها في مستشفى بويمنت في ولاية متشيغن.
وقالت الوزارة كذلك أن الوزير رياض المالكي وفريق العمل المصغر في الوزارة، يتابعون باهتمام كبير قضية العالقين من الطلبة والمواطنين في عديد الدول، حيث طفت هذه القضية على السطح بشكل أكبر مع استمرار إغلاق المجالات الجوية والمطارات في ظل تفشي الوباء في الدول كافة، ومع قرب انتهاء العام الدراسي وتعطل الدراسة في عديد الجامعات في الدول، وأشارت إلى أن اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء لاهتمامه بقضية العالقين ومتابعتها، عقدت أول اجتماعاتها وبلورت تصورا مبدئياً لخطة عمل آمنة وشفافة من أجل تأمين عودة العالقين إلى أرض الوطن.
وأوضحت أن وزير الخارجية بعث رسالة إلى نظيره الأردني لفحص إمكانية الحصول على موافقة أردنية لتشغيل مطار الملكة علياء الدولي لاستقبال العالقين، وباشرت اللجنة الوزارية بإجراء اتصالات مع عدد من شركات الطيران و استدراج عروض أسعار منها لهذا الغرض، كما صممت نموذجا لتسجيل الراغبين في العودة وسيتم الإعلان عنه في حينه على الموقع الإلكتروني للوزارة، ضمن آليات واضحة وأولويات وشروط وترتيبات دقيقة وعادلة.

وفي سباق قريب، قدمت الجالية الفلسطينية في تشيلي، دعما ماليا للقطاع الصحي في فلسطين بقيمة 500 ألف دولار أمريكي، حيث جرى توقيع اتفاقية الدعم حسب بيان صادر عن مؤسسة التعاون، عبر تقنية الفيديو كونفرس، وذلك ضمن حملة “فلسطين بتناديكم” التي أطلقتها مؤسسة التعاون نهاية الشهر الماضي، استجابة للأوضاع المستجدة مع انتشار جائحة “كورونا”.

خطوات رقابية
وضمن إجراءات متابعة حالة الطوارئ، أغلقت الشرطة في مدينة جنين، 60 محلا تجاريا لعدم التزامها بحالة الطوارئ، وذكرت إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة، أن دوريات من شرطة المحافظة نظمت جولات تفقد في المدينة وريف المحافظة للتأكد من ضمان تنفيذها التعليمات الهادفة إلى الحد من انتشار فيروس كورونا وحفظ سلامة المواطنين والسلامة العامة، وتخلل ذلك إغلاق 60 محلاً تجارياً لعدم التزامهم بحالة الطوارئ واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أصحابها أصولا.
ودعا محافظ المدينة أكرم الرجوب، الضابطة الجمركية والاقتصاد الوطني، للتأكيد على الالتزام بمعايير السلامة العامة خلال التفتيش على المحلات، وإتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين وتحرير مخالفات وفق القانون.
كذلك أحالت وزارة الاقتصاد الوطني، ثلاثة مخالفين لعدم إشهارهم الأسعار على السلع التجارية المعروضة في محالهم التجارية، وأغلقت محل قطايف لمخالفته السلامة الصحية في مدينة بيت لحم، وأوضحت الوزارة أن طواقمها والضابطة الجمركية والأجهزة الأمنية، أتلفت وضبطت ما يقارب خمسة أطنان من المواد الغذائية والكيماوية التالفة، خلال 27 جولة رقابية على المحلات التجارية في المحافظات، شملت 196 محلا تجاريا، ومتابعة 7 شكاوى وردت من قبل المواطنين.
وعلى مدخل مديرية صحة بيت لحم، وضع جهاز تعقيم، مقدم من جهاز الدفاع المدني، وقال محافظ المدينة كامل حميد، إن هذا الجهاز الثالث الذي يتم تركيبة، مشيرا إلى أنه في البداية كانت الإجراءات بالوضع التقليدي، ثم انتقلت الى اختراع أجهزة وضعت في الشوارع والمؤسسات، ما يشكل نقلة نوعية، ودلالة على أن الشعب الفلسطيني يتكيف مع الحالة، وينجز ولا ينتظر أحدا، مؤكدا أن الهدف من هذا الجهاز هو الحفاظ على سلامة الطواقم الصحية والطبية والمراجعين.

غزة لا إصابات
وفي غزة قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنه لم تكتشف حالات جديدة مصابة بالفيروس، بعد أن أجرت طواقمها فحوصات على 17 عيّنة جديدة خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، حيث كانت جميع نتائجها سلبية، أي غير مصابة بالفيروس، وأوضحت الصحة بغزة، في تقرير لها حول تطورات المرض، أنّ عدد حالات الإصابة المؤكّدة بفيروس “كورونا” في قطاع غزة بلغت 17 حالة، تعافى منها 10 حالات، فيما بقيت 7 حالات تتلقّى العلاج في مستشفى الحجر الميداني في معبر رفح البري جنوبي القطاع، ولفتت إلى أن إجمالي الفحوصات التي أجرتها للحالات المشتبهة قد بلغت 4.427 عيّنة، منها 4.410 عينة سلبية، و17 عينة إيجابية.
وذكرت أنّ عدد النزلاء المحجورين في مراكز الصحي بلغت 1.985 حالة لم تظهر عليها أعراض الإصابة بالفيروس، وجميعها موزعة على مراكز الحجر الـ27 المخصّصة في جميع محافظات قطاع غزة.
وكان رئيس لجنة العمل الحكومي في غزة محمد عوض، قال أن القطاع لم يصله أي مساعدات دولية لمواجهة فيروس “كورونا”، لافتا إلى أن المساعدات التي وصلت من السلطة الفلسطينية تأتي في إطار المساعدات الصحية السنوية التي تصل غزة، مؤكدا أن مراكز الحجر الصحي حققت أهدافها في منع دخول الوباء للقطاع.

كما أكد أن امكانيات وزارة الصحة في مواجهة الوباء محدودة جدا، لافتًا إلى أن عدد أسرّة العناية المركزة الموجودة في قطاع غزة 45 سريرا بالإضافة إلى 12 سرير احتياط، لافتا في ذات الوقت إلى أن ما وصل إلى القطاع خلال اليومين الماضيين ألفي فحص، وقال إنه لا يكفي لمواجهة “كورونا”.
وأكد أنه من أجل العودة للحياة الطبيعية مطلوب من المواطنين الالتزام في البيوت أولا، والخروج للضرورة وعند ذلك لا بد من ارتداء الكمامة والتباعد بين الأشخاص، لافتا إلى أنه في إطار مواجهة خطر انتشار الفيروس “قد نصل لمرحلة صعبة وهي منع التحرك، ونحن لا نريد الوصول إلى ذلك من خلال التعاون جميعًا”، واعدا بتخفيف الإجراءات في حال تغير سلوك المجتمع، وقال إن الجهات الحكومية بغزة وجهت رسالة واضحة لأصحاب المولات والمحال التجارية والمطاعم بضرورة ارتداء الموظفين الكمامات خلال العمل.
وقال “نعد بروتوكولاً يعمم عليهم لتنفيذ هذه الإجراءات؛ وفي حال مخالفتها سيتم الإغلاق وإحالة المخالفين للنيابة العامة”، مشيرا إلى أنه في حال تطورت الجائحة في غزة، فإن وزارة الصحة أعدت خطة لذلك، من خلال تخصيص مشافي لذلك، مجددا المطالبة للمجتمع الدولي لتقديم المنح والمساعدات الصحية إلى قطاع غزة، من أجل العمل على مواجهة الفيروس.

فتح المطاعم يثير جدلا
لكن وعقب تحذير عوض من القيام بفرض إجراءات مشددة بما فيها وقف الحركة، أثار قرار أصدرته وزارة الاقتصاد في غزة يقضي بفتح المطاعم جدلا واسعا في القطاع، خاصة وأن القرار من شأنه أن يخلق أماكن مزدحمة، فيما ذهب آخرون ممن انتقدوا القرار، للطلب بأن يكون القرار في هذا الوقت بفتح المساجد.
وقد قررت وزارة الاقتصاد في غزة السماح للمطاعم في القطاع بإعادة فتح أبوابها لاستقبال زبائنها بعد أسابيع من الإغلاق، وذلك خشية ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس “كورونا”.
وقالت إن القرار جاء بناءً على مقتضيات المصلحة العامة، واستناداً إلى ضوابط السلامة المقرة من وزارة الصحة، وبالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار، لافتا إلى أنه تقرر اعتماد وتعميم الإجراءات والضوابط الوقائية اللازمة الخاصة بالمطاعم، وطالبت جميع المطاعم للالتزام بهذه الإجراءات، مؤكدة أنها ستراقب وتتابع تنفيذ ذلك من خلال جهات الاختصاص، وستتخذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، ومنها إغلاق المطاعم والأماكن المخالفة.
من جهتها أكدت وزارة الأوقاف في غزة أن الموقف الشرعي من إعادة فتح المساجد في حالة تقييم مستمرة وذلك حسب تطورات الواقع الطبي، منوهةً إلى أن ما يشاع في وسائل الإعلام عن إعادة فتح المساجد نهاية الأسبوع هو محض شائعات لا صحة لها، وقالت “تابعنا المطالبة الشعبية الواسعة بإعادة فتح المساجد، وخاصة بعد صدور القرار المتعلق بالمطاعم والذي نص على إجراءات السلامة المطلوبة منهم حال استقبال الزبائن، وما صاحب ذلك من إشاعة فتح المساجد نهاية هذا الأسبوع”.
وتابعت: “إن هذه المطالبات الواسعة تؤكد خيرية أبناء شعبنا، وحبه للمساجد، وعاطفته الإيمانية الراقية، وعمق علاقته بالله تعالى”, وأضافت: “نقدر عاطفة أهلنا تجاه المساجد، ونرجو أن يتفهم أهلنا حساسية الموقف وخطورته”.
وقالت “إن الموازنة بين الحفاظ على أداء الفرائض والعبادات وصيانة الأنفس والمهج في ظل تهديد فيروس شرس يتخطف الأرواح من حولنا هي موازنة حساسة ودقيقة”.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.