حصار الاحتلال وكورونا.. حملة لإسعاف القدس

ما بين “حصار الاحتلال وكورونا” تزداد معاناة سكان القدس، فمع ما تتعرض له المدينة المقدسة من انتهاكات مستمرة من جانب قوات الاحتلال مثّل انتشر الوباء كابوسا جديدا ليفاقم مشكلاتها الصحية والإنسانية والديموغرافية.

واقع الأزمة بالمدينة المقدسة والمخاطر التي تواجهها دفع مؤسسة “وقف الأمة لخدمة القدس والمقدسيين” -بالتنسيق والشراكة مع الهيئات والجمعيات والمؤسسات العاملة للقدس في العالم- لإطلاق حملة لإغاثة المقدسيين بعنوان “حملة إسعاف القدس” اليوم الأربعاء من خلال مؤتمر شارك فيه عدد من العلماء بالعالم الإسلامي.

وفي كلمته بالندوة -التي انعقدت عبر “منصة زوم” وقدمها الإعلامي بقناة الجزيرة أحمد الشيخ- تحدث د. زيد العيص الأمين العام لوقف الأمة لخدمة القدس والمقدسيين عن حجم المعاناة في مدينة القدس وتفاقم مشكلات الفقر والبطالة ومختلف الجوانب القطاعية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية بالمدينة المقدسة.

وأكد د. العيص في كلمته على الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف الأردنية في رعاية المقدسات وحمايتها والإنفاق عليها، إلا أنه أشار إلى أن واقع الاحتياجات أكبر من أن تقوم به دولة واحدة “لأننا أمام قضية دينية وليست قضية قومية محصورة”.

وفي وقت تستغل فيه قوات الاحتلال أزمة كورونا لتغيير الواقع بمحيط المسجد الأقصى المبارك، نبه الأمين العام لوقف الأمة إلى ضرورة تفعيل مؤسسات المجتمع المدني العربية في الدعم والنصرة “فتلبية الاحتياجات المقدسية في مختلف القطاعات إنما تهدف في النهاية إلى تعزيز الصمود والثبات وحماية القدس وبيت المقدس”.

مكانة القدس
وينبع الاهتمام بقضية القدس وبيت المقدس من مكانتها في الدين الإسلامي، كما أشار لذلك د. أحمد نوفل الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية لافتا إلى “ضرورة تحمل الأمة مسؤوليتها الكاملة في تحرير هذه الأرض المباركة من براثن الاحتلال”.

وهذه الحملة وفق د. نوفل “قطرة من بحر الجهود المبذولة” مشددا على “ضرورة التفاف المساعي حولها مساندة وتلبية لاحتياجات المقدسيين اليومية كمرحلة أساسية حتى تجهز الأمة لكاملها للتحرير الشامل”.

على أن فهم قضية القدس يرتبط ارتباطا كبيرا بالتعريف بها باعتبارها وقفا إسلاميا، ودور الأئمة والخطباء في هذا الشأن خاصة هذه المرحلة الحرجة من تاريخ القدس، كما أكد الشيخ أحمد العمري رئيس المجلس الاستشاري بمؤسسة منبر الأقصى الدولية.

وذكر الشيخ العمري أن “حملة إسعاف القدس واجب شرعي ودعوي وإنساني خاصة وأن موسم رمضان على الأبواب”. وثمن في هذا السياق المشاريع التي يقوم بها الوقف نصرة للقدس وحماية للمسجد الأقصى، مثل مشروع المتر الوقفي ومشايع إعمار المسجد الأقصى.

وفي سؤال عن دور علماء الأمة في خدمة القدس والحشد لها، أجاب د. علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن “قضية القدس لا يجوز أن تحصر في دائرة الإغاثة والجانب الاجتماعي فقط، بل لابد أن تكون قضية الأمة بعلمائها وحكامها وفعالياتها، فهي قضية أمة. ولذا لابد أن تتفاعل هذه القضية في نفوس كل أفراد الأمة وقطاعاتها خاصة هذه المرحلة التي أحاط بها الوباء والاحتلال من كل جانب”.

كما أشاد د. القره داغي بالحملة وضرورة دعمها، وأكد أنه من الناحية الشرعية تتوافر في القدس وفلسطين معظم مصاريف الزكاة، ولربما هي البلد الوحيد في العالم الذي تنطبق عليه كل هذه المصاريف”.

المرأة المقدسية
واقع معاناة المرأة المقدسية والأسرة بشكل عام كان حاضرا، حيث تطرقت له هند المطوع مديرة “كلنا مريم” في قطر، مؤكدة أن المقدسية تتصدر المشهد بالصمود والثبات والرباط، ودعت كل نساء العالم الإسلامي لمضاعفة الجهود أكثر فأكثر لدعم ومساندة المقدسية وتلبية احتياجاتها خاصة في هذه المرحلة.

ومن الجزائر أكد د. عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين على أن “القدس كانت ولا تزال معيارا للانتماء إلى هذه الأمة” وأن الجزائر كانت ولا تزال حاضرة وسباقة في دعمها “وهذا ليس بالجديد عليها” ودعا من خلال هذه الحملة إلى ضرورة تكثيف الجهود ومضاعفتها لأجل نصرة وإغاثة المقدسيين، مؤكدا أن “إمكانات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مسخرة لأجل فلسطين والقدس”.

أما خطوات وآليات المشاركة في حملة “إسعاف القدس” فقد تحدث عنها د. أحمد عيسى المنسق العام للحملة شارحا باقة المشاريع التي يمكن دعمها والتبرع لها إلكترونيا، وذلك من خلال رابط www.ummetvakfi.org في موقع الوقف ومنصات التواصل الاجتماعي.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.