الريسوني: صلاة التراويح خلف إمام غائب مُمكنة.. والحجر الصحي سيعيد سُنة التراويح لأصلها

اعتبر الفقيه المقاصدي المغربي أحمد الريسوني، أن أداء صلاة التراويح خلف إمام غائب عبر التلفاز أو المذياع، أمر مُمكن شرعًا، مشيرا إلى أن الحجر الصحي “سيُعيد سنة التراويح لأصلها، لأن التراويح بالمسجد سُنة الضعفاء وإقامتها في البيوت سنة الأقوياء، والأصل هو أداؤها في البيت”.

وأوضح رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الصلاة خلف إمام غائب ممكنة نظرا لورود تخفيفات وتسهيلات كثيرة في النوافل، وذلك أخذا بقاعدة “يغتفر في النوافل ما لا يغتفر في الفرائض”.

الريسوني الذي كان يتحدث في لقاء عبر تقنية التواصل عن بعد، نظمته حركة التوحيد والإصلاح بمكناس بعنوان “رمضان وحالة الطوارئ”، أوضح أنه يجب التشدد في الصلاة المفروضة والتمسك بها وفق ما هو منقول قولا وفعلا، امتثالا لقول النبي عليه الصلاة والسلام: “صلوا كما رأيتموني أصلي”.

وأشار إلى أن صلاة التراويح فيها أقوال، وهناك عدة علماء أفتوا بجواز أدائها وراء المذياع وما شابهه باعتبارها نافلة وليس مفروضة، معتبرا أن من لم يجد حلا في صلاة التراويح سوى أدائها وراء إمام غائب أينما كان، فهذا يُمكن، على حد قوله.

وتابع قوله: “ويبقى أنه كلما اقتربنا وامتثلنا للصورة المنقولة، وهي الصلاة بالبيت ولو بمصحف يقرأ منه من يؤمنا، فهو الأسلم والأفضل ولا خلاف فيه نهائيا، ومن لم يجد هذه الحالة وأراد الصلاة وراء التلفاز فهو ممكن، علما أن التراويج ستقام ببعض الدول بدون مصلين وقد تُنقل عبر التلفاز”.

وبخصوص تأثير جائحة “كورونا” على الصيام، أوضح الريسوني أنه لا تأثير في ذلك انطلاقا مما قاله كثير من العلماء والأطباء، مضيفا أن من “أصابه المرض فهو يعتبر ضمن المرضي، وبالتالي فهو جدير بأن يفطر وكل مريض له أن يفطر”، وفق تعبيره.

وقال في نفس الصدد: “من عافاه له لماذا يفطر؟، والبعض يتعلل بأن الإفطار يقوي المناعة، لكن الأطباء يقولون إن الصيام هو من يقوي المناعة، وعموما فإن الصيام لا يضعف المناعة والإفطار والأكل لا يقوي المناعة، ومن أصيب بكورونا شفاه الله له أن يُفطر”.

وفي سياق متصل، شدد الريسوني على أنه لا يجوز شرعا خرق الحجر الصحي، مضيفا: “نحن في مرحلة الإحسان الإلزامي وليس الاختياري، وللدولة الصلاحية للاقتطاع من الأغنياء لترد على الفقراء”، حسب قوله.

واعتبر أن رمضان هو حالة من الطوارئ في الأصل، مضيفا: “حالة الطوارئ فرصة لإنتاج النحل الإلكتروني في مواجهة الذباب الإلكتروني”، في إشارة منه إلى حملة التهجم الإماراتية ضد المغرب.

واعتبر الريسوني أن المسلم مُطالب بتحويل المحنة إلي منحة فيما يخص جائحة “كورونا”، مشيرا إلى أن “العبادة لمَّا تُعاق بسبب عائق، تكتب لك كأنك قمت بها”، معتبرا أن “تسبيق الزكاة عن وقتها قد يكون نوعا من التهرب من واجب التضامن، والواجب على الغني أن يعطي الزكاة وما سوى الزكاة حسب الحاجة”.

ولفت إلى أنه لا يجوز الجزم بأن “كورونا” هي عقوبة إلاهية، قائلا: “قد يكون كذلك لكن لا أحد يمكنه الجزم به لأن الله أعلم بمراده من فعله، قد يكون تنبيها، وقد يُعاقَب الإنسان بالنعمة وليس بالنقمة، لكن الواجب هو الحذر ومراجعة الحساب مع الله”.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.