تأملات في آية

محمد رضوان ملاك

(لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون)

حقيقة مرة تثبتها هذه الآية أن الناس في أكثرهم يكرهون الحق ولا يتبعون سوى الأهواء وما تشتهيه الأنفس ،
ولما كان الباطل المحض سمجاً تعافه النفوس أصبح لزاماً لدى الأكثرية المبغضة للحق أن تلبسه لباساً من الحق يواري سوأة الباطل ، فأصبحنا نسمع تصريحات وكلمات مزينة بالحق تحوي الباطل الصريح في دواخلها …

ولذا كان لزاماً على القليل الباقي ممن لا يكرهون الحق أن يبحثوا عنه بحثاً دقيقاً وأن يتحروه تحرياً شديداً، ليصلوا إليه في ظل أكثرية تكره الحق وتبغضه وتلبس الباطل لبوساً من الحق ليسوغ تسويقه ونشره….
أصبحت الخيانة وجهة نظر ، ومقاومة المحتل إرهاباً ، والشذوذ حرية شخصية وصرنا نسمع قامات كنا نظنها تنتصر للحق وتحبه تتكلم بكلام فيه تلون ومواربة وتشكيك في ثوابت ومسلمات وكل هذا نابع من كراهية الحق لأنه ثقيل على النفس وثقيل في تبعاته

اللهم إنا نعوذ بك من أن نكون ممن يكره الحق واجعلنا من عبادك القليل
ونعوذ بوجهك أن تضلنا لا إله إلا أنت
ونسألك أن تهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.