“ليُهْنِك العلم أبا المنذر!”

عجيبٌ حقاً أن تخرج هذه الكلمة من الرجل الذي ملأ الدنيا كلها علما!

يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم لجوار رفيقه مرة، وقد رأى في عينيه كأنه شعاع نورٍ للحكمة، فأراد رسول الله لهذا الشعاع أن يتوهج، ويُتمَ نوره فيشتعل!

فيسأله سؤالا عابراً: “يا أبا المُنذر، أتدري أيُّ آيةٍ من كتاب الله معك أعظم؟”.

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف الجواب حتما! لكنه ما كان ليُذكي هذا النور في صدر صاحبه إلا بعد أن يُعطيه عليه بينة!

فيقول: يا رسول الله، هي آية {الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم}.

فيفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتلألأ وجهه سروراً، حتى أحس رفيقه أنه يملك عناقيد حيزت من القمر! لا نور علمٍ وحسب، بل فوقه قلب رسول الله محمد.

لقد فرح بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه من فرحه قال: “ليُهْنِك العلم أبا المنذر”؛ لِترى الهناءة ملئ عينيك، لِترى السعادة ذرات قلبك، ولِيحرصك النور دائما، وشد على صدره!

لقد أعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إحياء روحه على أتم الوجوه، لقد ظلت كلمته في السماء تحاكي ضوء القمر.
لقد ظل برد يديه على صدره يخيط أحزان القدر.

لا يدري أحدكم أي موقفٍ يصعد بصاحبه إلى السماء،
ولا أي موقفٍ يخسف بقلبه إلى الأرض!

ما ترك رسول الله لنا ثُغراً لم يُسدّ.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.