الحجر الصحي للتذكر و التدبر

بقلم مطيع البطين

وأنتم تجلسون في بيوتكم متبرِّمين ضائقين ضجِرين مِن حظر التّجوّل الّذي فُرض حرصاً عليكم ودفعاً لوباء كورونا : مَهلاً مَهلاً ، أضجراً ولمّا يمضِ على هذه الحال سوى أيّام قليلة؟

• تذكّروا حال المعتقلين الّذين تمضي عليهم الشّهور والأعوام ، و تذكّروا أنّ الدّقيقة الواحدة عندهم لا تعدلها كلّ أيّام حَجْركم ، لما تحمله تلك الدّقيقة من تعذيب و آلام وقسوة وحرمان .

• تفكّروا في حال الأُسر الّتي لا تملك قوتَ يومها في سورية فيخرجُ أفرادها مرغمين بحثاً عن فتاتٍ يسدُّ جوعتهم ، أخرجتهم حاجتُهم إلى بقيّة مِن غذاء ليلاقوا بصدورهم المنهكة الوباء.

• إن لم يكفكم ما مضى عبرةً فتذكّروا حال الأطفال والأُسر الّتي أقصى أمانيها اليوم أنْ تجدَ خيمةً تؤويها ، وتذكّروا أيضاً أنّ ما تسمّونه حظراً يراه هؤلاء الأطفال جنّةً ونعيماً .

• رويدكم فلا يحقُّ لكم بعدُ أن تضجروا ، فالحال الّذي صرنا إليه يدعو إلى التّبصّر والتّفكّر والتّدبُر والعمل ، وإنّ مِن أهمِّ ما ينبغي العمل عليه اليوم:
١ _ أنْ نكون جميعاً صوتَ المعتقلين ، ونعمل بكلّ السّبل لإظهار خطورة الوضع الّذي يعانونه خصوصاً في هذه الجائحة الخطيرة.
٢ _ أن يقوم القادرون والميسورون برعاية الأسر الفقيرة المحرومة ، وأن تسود ثقافة التّجاوز عن المُعسر ، و كفالةِ اليتيم وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الجيران .

• ختاماً : تفكّروا وتأمّلوا وتذكّروا جيّداً أنّ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم يقول : وهل تُنصرون وتُرزقون إلّا بضعفائكم ، وتذكّروا أنّ دعوة المظلوم لا تُردّ ، وأنّ في المال حقّاً سوى الزّكاة ، فارحموا الضّعفاء المحتاجين الفقراء لعلّ الله يُعجّل بالفَرج والرّحمة ورفع البلاء .

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.