رفع مؤقت لإقامة الجماعة في المساجد

الشيخ محمد العربي الشايشي

إذا اقتضى الأمر وأصدرت الجهات الرسمية – تحقيقًا لمناط مصلحة الرعية – قرارًا بغلق المساجد؛ انطلاقا من أن ترك التجمعات وسيلة من وسائل الحد من انتشار وباء (كورونا)، فليس ثمة مشكلة شرعية بل هذا هو المطلوب شرعًا؛ وهو مجرد رفع مؤقت لإقامة الجماعة في المساجد، وليس تعطيلا لأصل الصلاة؛ لأن الصلاة تبقى قائمة في البيوت؛ بعيدا عن التجمع والاكتظاظ والاحتكاك.

وإقامة الجماعة في المساجد في الأصل يُقصد منه إظهار شعائر الإسلام وإبراز وحدة المسلمين. وهذا القصد ليس في نفسه مقصدا ضروريا، بل هو مكمِّلٌ لضروري حفظ الدين ويعمل على تأكيده وترسيخه، ويزيده حسنا وبهجةً.

والمكمّل إذا رجع بإهدار الضروري (حفظ النفس) لم يُعتبر، ووجب – حينئذ – تقديم الضروري (حفظ النفس) على المكمّل (الجماعية في المسجد)؛ لأن المكمل هاهنا من قبيل الوسائل، ويغتفر في الوسائل ما لا يغتفر في المقاصد.

على أن إقامة الأذان في المساجد تتأكد استمراريته؛ لأنه وسيلة مساعدة لضبط أوقات الصلاة في البيوت، ويتحقق بها مقصد إظهار الشعائر. ولا يترتب على ديمومته أي مشكل يهدّد مقصد ضروري حفظ النفس.
والله أعلم.

شاهد أيضاً

الشباب.. صوت التغيير في عالم الظلام

لماذا يتحرك الشباب بمظاهرات واحتجاجات ضخمة مناصرة لغزة في البلاد الغربية أميركا وأوروبا، بينما يخيم سكون مدهش بين شعوبنا وشباب منطقتنا الأقرب رحما ودينا؟