“إنَّا للَّه وإنَّا إليهِ راجعون”

أميلُ كثيراً لاستشعارِ تلكَ المعاني العظيمة التي تتركها آيات القرآن في القلوب، معانٍ أدقُّ مما اعتدنا سماعه، تلك المعاني التي ما إن وقعت في القلب؛ حتى تتركه في طمأنينة عجيبة، وكأنها حديث نفسٍ شجيّ؛ لا تسأم تذكير نفسكَ به كلَّما تكالبت عليكَ أدواء الدهر.

“إنَّا لله وإنا إليه راجعون”

أحبُّ هذه الآية، وأحبُّ ارتباطها بمعنى أعمق من مجرد التلفظ بها في حالاتِ الفقد أو الموت. إذ إنها جاءت بشرى للصابرين، وتسلية للفاقدين، وشفاء للمتألمين، فبعد كل بلاء قد يقع بك (خوف.. جوع.. فقد.. نقص في الأموال.. تهجير.. ظلم..) بعدها كلها تأتيك البشارة أن لا تيأس؛ فإنما أنت للّه وأنت إليه راجع، وما أنت هنا إلا كعابرِ سبيلٍ حطّ رحاله ليقضي حاجة ثم يمضي في دربه غيرَ مُلتفت، فنفوسنا بما فيها للّه، وكأنها تخاطِبُكَ أنت بكل ما تملك، وكل ما تحب، وكل ما تجمعه، وكل ما تفعله، في وقت الفرح، ووقت الحزن، عند الألم، وعند الخوضِ في دروب الخير، عند المقدرة على الظلم، وحينما تكون أنتَ الضحية، فلتطمئن روحك، ولترضى نفسك، ولتتق النار، فإنَّما أنت للّه، وكلنا إليهِ راجعون.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.