فايروس كورونا

الكاتب :أيمن العتوم

أما وقد حلّ بنا وبِكُرتنا الأرضية الصغيرة المترامية الأطراف فايروس #كورونا فإن الله يدعونا إليه، ويبعث برسائل واضحة بيّنة:
فإن كنتَ طائعًا دعاك إلى مزيدٍ من الطاعة، فإن الذي قال: “اقتربت الساعة وانشقّ القمر”، هو الذي قال أيضًا: “إن يشأ يُذهِبْكم ويأتِ بخلقٍ جديد وما ذلك على الله بعزيز”.
وإن كنتَ عاصيًا دعاك إلى التوبة، والتضرّع؛ فإنه قال في حالة البلاء: “فلولا إذ جاءهم بأسُنا تضرّعوا”. وقال ليدعوك إلى الاستغفار: “وما كان الله مُعذّبهم وهم يستغفرون”.
وإن كنتَ مُلحِدًا دعاك إلى الإيمان بوجوده؛ فإنك ترى الأثر ولا ترى المُؤثّر، وترى النتيجة وقد خفيتْ عنك المقدّمات، وتؤمن بقول الخبراء في الطب وأنتَ لم ترَ مَن أخبروا عنه، وفي الله خبراء نقلوا عنه لتؤمن بوجوده ولو لم تره، وقد قال: “الرحمنُ فاسألْ به خبيرًا”.
وإن كنت غافلاً؛ أيقظك من الغفلة، فإن أعمارنا قصيرة، بل إن عُمر البشرية قصير، بل إن عمر الكون منذ وجوده قصير إذا ما قِيس إلى الأبدية، فاعمل في أمر الزمن بحسن إصاخة قلبك إليه قبل أن يعمل فيك سيف ذلك الزمن؛ فتقول: “ربّ ارجِعون”.
وإن كنتَ عالِمًا أراكَ كم سبق عليكَ قولُه: “وما أوتيتم من العِلم إلا قليلاً”، وعملَ فيكَ لفظُه: “وفوق كلّ ذي علمٍ عليم”، فكأنما قال لك: ما كان لك من علم فقد أوتيتَه من عندي فلا فضل لك به، إنما الفضل لمن آتاه لا لمن يُؤتاه. وإنّك لا تدري إلا ما رفعتُ عنه الغِطاء لك فبدا بعد أن كان خافِيًا، ولقد صدق فيك قول الشاعر:
فقُل لمن يدّعي في العلم فلسفةً
عرفتَ شيئًا وغابتْ عنكَ أشياءُ
وكلّ ذلك ليقول لك أيها العالِم: هلمّ إليّ ولا تغترّ بما أوتيت؛ فإنه ينقصك ألا تعرف، ولا ينقصني أن أُعطي.
….
عافانا الله وإياكم من كل سوء وداء ووباء، ورفع عنا وعنكم كلّ أذى، وعجّل الله بفرجِ هذا الكوكب الصغير مِمّا قدّره عليه، “ربنا اكشفْ عنّا العذاب إنّا مؤمنون”.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.