يقول د. عبد الكريم بكار

القيم لا تحتاج إلى تعليم وإنما تحتاج إلى تدريب وإن مهمة التربية الأساسية هي تحويل القيم إلى سلوك.
الرحلات والأنشطة التطوعية والرياضية وجلسات الحوار والأنشطة التجارية فضاءات جيدة لغرس القيم ونقد السلوكات الخاطئة والمعبرة عن خواء قيمي أو قيم سلبية.

بقلم أمل الحامد

غرس القيم الأخلاقية في الأطفال مثل، الأمانة، الصدق، والنظافة، أمور تبدو في ظاهرها سهلة، ولكنها في الواقع ليست كذلك فهي مهمة مليئة بالتحديات والصعوبات حتى تتم تنشئة الأطفال بطريقة إيجابية تنتج المستقبل أشخاصا أسوياء، ولن يتحقق ذلك ما لم يكن الوالدان على قدر عال من الوعي والمعرفة بتربية الأبناء.

و عملية غرس القيم في الطفل تشبه عملية الزراعة تماماً، فالمزارع الماهر يعتني بجودة البذرة (القيمة الحسنة)، والأرض الخصبة الطيبة (الطفل الذي تغرس فيه القيمة)، ثم يتحيَّن الموسم المناسب لغرس البذرة (مناسبة سن الطفل للقيمة المراد غرسها فيه). كما أن خبرة الفلاح وحذقه في الزرع (مهارة المربي وخبرته): لها أثرها في الحرث والزرع، وتجعله يحرص على استخدام آلات زراعية حديثة ومناسبة (الوسائل الحديثة لغرس القيمة الحسنة في الطفل).

وإذا وجدت الأرض الطيبة الخصبة، ثم تركت وأهملت في موسم الزرع: فإن الرياح والعواصف ستثير بذور الأشجار المجاورة، وربما الضارة أو التي لا فائدة منها، فتنثرها في تلك الأرض الطيبة، ويصبح من العسير على الفلاح تنقيتها وحرثها من جديد.

كذلك الطفل منذ نعومة أظفاره إذا لم يجد مربياً حصيفاً، يغرس فيه قيماً إيجابية وحسنة، ويستخدم معه أرقى الأساليب والوسائل؛ لغرسها في الوقت المناسب الذي يكون فيه الطفل على استعدادٍ تام لتقبلها، تنازعته الأهواء واحتوشته الفتن، وقضى عليه الفراغ، وقرناء السوء.

أما عن سبل غرس القيم في الأطفال في المدرسة، وهي المسؤول الثاني عن تربية النشء بعد البيت فيقول المرشد الطلابي بالمرحلة الابتدائية عدنان بخش، هناك العديد من الأساليب والنقاط الأساسية التي لا غنى عنها في العملية التربوية.داخل الأسرة

1 تقديم القدوة الحسنة:يتلقى الأطفال أول دروس القيم في حياتهم من خلال التقليد، فلذلك يجب أن يتجنب الأهل قول شيء وفعل عكسه.

2 التحدث عن القيم من خلال طبيعة الحياة التي عاشها الوالدان عندما كانوا أطفال:فيتناقش الوالدان معهم في الصعوبات والنجاحات التي حققوها في حياتهم.

3 استغلال النشاطات اليومية:اقرأ لأطفالك الكتب التي تناقش القيم والأخلاق عن طريق قصص مشوقة، أو قدم لهم كتبا تعلمهم القيم التي تحاول غرسها فيهم.

4 تشجيع الطفل على خوض التحديات:التحديات جزء لا يتجزأ من الحياة. يمكن أن يؤدي تشجيع الطفل على خوض تحديات مفيدة مثل زراعة حديقة مع أطفالك حتى يتعلموا قيمة الحفاظ على الزرع وعدم تقطيعه.

5 المناقشة وتجنب أسلوب النصيحة الصريحة:معظم الأشخاص وخاصة الأطفال يكونون أكثر تقبلا للمعلومات التي يتم مشاركتها خلال النقاش عوضا عن المعلومات التي توجه إليهم بصيغة الأمر.

في المدرسة

1 التعزيز بالتحفيز:هي من أفضل الطرق المستحدثة لصغار السن، حيث تعتمد على تعزيز القيم لديهم بالتحفيز عن طريق الهدايا والمدح.

2 عمل برامج وتطبيقها على الطلاب:وفيها يكون على المعلم عمل برنامج على شكل جدول مثلا للمحافظة على الصلاة أو النظافة.وتوضع علامة صح أمام اسم الطالب الذي يواظب على النظافة وإلقاء التحية وعدم التلفظ بألفاظ بذيئة ويتم تكريمه أمام زملائه وذلك يشجعهم على أن يفعلوا مثله.

3 البيئة:للمدرسة أثر واضح في جوانب نمو الأبناء الفكرية والوجدانية والبدنية والروحية والسلوكية وذلك من خلال النظام التعليمي والإداري وفريق العمل بالمدرسة ومحتوى المنهج الدراسي والأنشطة وما تهدف إليه من قيم، كل هذه العناصر تعمل مجتمعة داخل المدرسة لبناء شخصية الطفل.ولا يجب أن ننسى أيضا أن المسجد يحتل مكانة بارزة في تربية الأبناء باعتباره من معالم الدين البارزة فصلاة الجماعة تكسب الابن قيمة الترابط والطاعة، وحفظ القرآن يكسب الابن قيما إيمانية إصلاحية علمية.

من أكثر المشكلات التي نعاني منها مع الأطفال هي الكذب، فعند ارتكابهم لخطأ ما يلجؤون للكذب خوفا من العقاب، ونحن كتربويين نشجع الطالب على الاعتراف بالخطأ بدلا من اللجوء للكذب، كأن تضاف له درجة عند الاعتراف بالخطأ.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.