المقامة “الكورونية”

كان يا ما كان، في حديث الزمان، و حاضر العصر الأوان، جلس ملك فيروسات الكورونا في مدينة يوهان، يتفقد الغزوات و الانتصارات في كل حين و آن… فقال قائد الجيوش في استيكان:

  • علمنا يا مولاي أن جيوشنا قد انتشرت في الصين و كوريا واليابان، و قد وصلنا إلى بلاد العربان، فسجلت حالات في البحرين و العراق وسلطنة عمان، و نبشركم يا مولاي أننا وصلنا بلاد “الطليان” … بلاد البيزا و الفيراري والفاتيكان!!!
    أشرق وجه الملك و قال في افتتان:
    -و ماذا عن بلاد إفريقيا و الأمريكان؟؟
    طأطأ القائد العام رأسه و قال و هو “حشمان”:
    -لقد باءت محاولاتنا بالهزيمة و الخذلان!!! فأمريكا يفصلنا عنها محيط و أعماق و حيتان.. و أفريقيا هزمنا فيها كما هزم “الآتش وان”..
    وقف الملك و صاح وهو غضبان:
    -قسما لأغزونّ افريقيا ثم أمريكا لو بعد آن، و لأبدأن ب”أجمل البلدان” بلد مراكش و القصر الكبير و بين الويدان!!
    جهز الملك فيروسا و أرسله في علبة شاي “سلطان”، و قطع البحار و اجتاز البلدان، و مر من الجمارك و الشرطة و صار في أمان، و وجد نفسه على رف دكان، فاشتراه رجل يسمى سليمان، و صنع بيه “براد” و شربه شرب الظمآن، فبات مريضا و أصبح ميتا و هذا ما كان! فقال الناس إنما أجله قد حان. و هل لأمر الله من بطلان؟؟ مر يومان، فهلك جميع أهل بيته و بعض الجيران، فقال الناس لعنة أصابتهم و عين حسود “عيان” .. ثم مات أغلب سكان الحي و “المخزن” عن حالهم غفلان… فقال المذيع أمر الله و مشيئة الرحمان، و بعد أن هلك سكان تازة الحسيمة و وزان، اعترفت الدولة أخيرا متمنية للموتى الغفران… فأقفلت المدراس و الأسواق و الأفران، ففرح التلاميذ و أظهروا للفيروس الشكر والامتنان، و اشترى الناس أطنانا من البيصارة والعدس و زيت الزيتون و الأرڭان، و قضوا في بيوتهم شهورا يشاهدون “رشيد شو ” و شدى الألحان، و تداووا بالحلبة و الحبة السوداء و الزعفران، و بخروا بالجاوي و صلبان، فشعر الفيروس بالقهر و الغليان، ثم خرج من المغرب و هو غضبان، و قال لملكه في يوهان:
    -كيف تهزم قوما الأمر عندهم سيان؟ و الربح عندهم كالخسران؟؟ بلاد تعشق الذل و الهوان.. وما من شيء فيها أرخص من الإنسان!!.منقول

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.