واشنطن بوست: بن سلمان يعتقد الآن أنه يستطيع اضطهاد أي أمريكي بدون عقاب من ترامب أو بومبيو


تناولت افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست” زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى السعودية وقالت إنها على ما يبدو ستركز على حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد إيران، ولكن جدول الأعمال سيشمل، ايضاً، “حقوق الإنسان والقضايا القنصلية المتعلقة بالسعودية”.

وعلى حد تعبير الصحيفة، فإن الأمل هنا أن يرفض بومبيو الأعذار والحجج السعودية في اضطهاد العديد من المواطنيين الأمريكيين.
وأوضحت هيئة تحرير “واشنطن بوست” أن النظام السعودي، وعلى مدار أشهر، قد وعد إدارة ترامب بإنهاء الملاحقة التي لا أساس لها من الصحة ضد وليد فتيحي، وهو الطبيب الذي كان يقدم الرعاية بشكل متكرر للعاملين الدبلوماسيين الأمريكيين المتمركزين في قنصلية جدة، وأشارت إلى أنه تم القبض على الدكتور فتيحي وتعرض للتعذيب في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، خلال إحدى حملات القمع التي شنها ولي العهد محمد بن سلمان.

ولاحظت الصحيفة أنه تم احتجاز فتيحي لمدة 21 شهراً دون تهمة، وعندما بدأت محاكمته الوهمية أخيراً، مُنع هو وسبعة من أفراد أسرته، وجميعهم من المواطنيين الأمريكيين، من مغادرة البلاد.

ووعد المسؤولون الأمريكيون، حسبما ذكرت الصحيفة، بأنه سيتم إطلاق سراح الدكتور فتيحي مع نهاية جلسة الاستماع في يوم 9 ديسمبر/ كانون أول الماضي، وبدلاً من ذلك، تم تأجيل الإجراءات لمدة شهرين، وتم تأجيلها بعد ذلك مرة أخرى إلى 2 فبراير.

الاستياء من تصرفات الرياض، كان واضحاً في افتتاحية الصحيفة، وهي تضيف ” من الملاحظ رؤية هذه الحالة من عدم الاحترام للمصالح الأمريكية، خاصة بعد قيام ترامب بنشر الآلاف من القوات والأصول الأمريكية في الخليج العربي للدفاع عن السعودية ضد الهجمات الإيرانية، ولكن بدلاً من ذلك، فهم بن سلمان أنه يستطيع اضطهاد الصحافيين والمعارضين والمواطنيين الأمريكيين بدون عواقب.

واشارت الصحيفة إلى قضية الصحافي جمال خاشقجي، الذي قُتل قبل 16 شهراً على أيدي فريق سعودي رسمي، وكان بومبيو يردد دائماً أن الولايات المتحدة تحقق في القضية وستحاسب المسؤولين عنها، ولكن، وبغض النظر عن منع منح التاشيرات للمتهمين، الذين لن يسافروا للولايات المتحدة أبداً، لم تفعل الولايات المتحدة شيئاً.
وأضافت أن إدارة ترامب فشلت في الشهر الماضي في الامتثال لتفويض من الكونغرس، مدرج في مشروع قانون الدفاع، بتقديم تقرير يحدد هوية أي سعودي متورط في “توجيه أو طلب أو التلاعب بالأدلة” في قضية خاشقجي، بما في ذلك ولي العهد السعودي.

واشارت الافتتاحية، ايضاً، إلى عدم اتخاذ أي إجراء ضد سعود قحطاني، وقالت إن الإدارة مارست الضغوط على النظام السعودي لاتخاذ إجراء ضد القحطاني، والذي من المعتقد بأنه مسؤول عن اعتقال وتعذيب عدد من الناشطات البارزات في مجال حقوق المرأة، ولكن القحطاني ما زال طليقاً.

وسخرت “واشنطن بوست” من استجابة إدارة ترامب للسلوك السعودي، وتناولت قصة مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أجاب في مؤتمر حول حقوق الإنسان رداًعلى سؤال بشأن التحقيقات في قتل خاشقجي أن العملية لا تنتهي أبداً، وهذا يعني أن استجابة الرياض قد تكون مماثلة لطلبات بومبيو بالإفراج عن فتيحي وغيره من الأمريكيين المسجونيين.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.