ويلات الحرب

الدكتور حسام حمدان

اليوم صباحا وصلتنا هذه الطفلة الى مشفانا بعفرين
خرج والدها بها من خيمته التي تبعد عن مشفانا بضعة كيلومترات لانها تعاني من نزلة تنفسية بسيطة
احضر كل ما يملك في خيمته المهترئة ليدفئها
اشعل نفسه ليجعل من جسده موقدا يدخل الدفء لقلبها الصغير
ضمها بكل ما يملك من قوته واحتضنها بقلبه واغدق عليها بدموعه الدافئة يرطب وجهها الندي
ومشى منذ الخامسة فجرا بين الثلوج والرياح
مشى بين ما تبقى له من ركام وطنه
تعثر حينا فجعلها فوق رأسه باغتته الرياح فحماها بظهره
بين الحفر المملوءة جليدا مشى بحذائه المهترئ
تجمدت اطرافه لكن بقي قلبه يحضنها
مشى لساعتين ثم وصل لمشفانا
بصعوبة بالغة فصلنا جسده وقلبه عنها ثم كشفنا على وجهها الملائكي وجدناها مبتسمة لكن كانت بلا حراك
اصغيناها بسماعاتنا ….

انها ميتة !!!
ومنذ ساعة !!
كان يحمل جثتها على الطريق وهو لا يدري .
يا قهر العالم كله
يا عجزي وانكساري وكل دموع الارض
يا بحرا من عجز
يا ويلتنا نحن الدافئون خلف مواقدنا وتحت اسقف بيوتنا
يا اهل الشام والعراق والرافدين والحرمين والنيل والاناضول والعائمين على بحار نفطهم الاسود سواد قلوبهم
وكل ارض عليها بشر
كلكم شاركتم بقتلها

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.