ميدل ايست آي: السعودية تزيد من معاناة وبؤس أقلية الروهينجا المسلمة عبر اعتقالهم وترحيلهم إلى بنغلاديش

خسر محمد فاروق كل شيء، بعد سنوات من العمل الشاق في السعودية، ليجد نفسه في تلال بنغلاديش كلاجئ بعيداً عن وطنه ومنزله في ميانمار.

وقد وصل فاروق (25 عاماً) مع عشرات من الروهينجا إلى بنغلاديش في العام الماضي بعد أن تم اطلاق سراحهم من السجون السعودية وترحيلهم من البلاد.

كانت احلامهم تبحث عن فرصة للحياة في المملكة، ولكنهم وجدوا انفسهم في معتقلات، والأسوأ من ذلك، ترحيلهم إلى بنغلاديش، البلد الذي لم يعيشوا فيه من قبل، فرض عليهم المزيد من الاعباء الثقيلة على صحتهم العقلية والنفسية، إذ تم منعهم من العمل والتعليم والسفر.
في تقرير لصحيفة ” ميدل ايست آي”، جاءت قصة فاروق كنموذج لمعاناة هذه الاقلية التي تعرضت لعملية تطهير عرقي من قبل جيش ميانمار بمباركة من نُسّاك البلاد.

استقر فاروق في بنغلاديش في مكان مظلم من عيدان الخيزران، وكان يمضي الايام بالحديث مع اصدقائه من خلال تطبيقات المراسلة، قبل أن تقطع بنغلاديش خدمة الانترنت عن الاقلية.

ومثل المئات من الروهينجا الآخرين، غادر فاروق موطنه مكرهاً متوجهاً إلى السعودية، بعد أن اضطروا لرشوة بعض المسؤولين في بنغلاديش لمنحهم جوازات سفر، حيث قيل لهم إنهم سيجدون ملاذاً وفرصة في السعودية بموجب قانون للملك السابق عبدالله.
لفترة من الوقت، تمتع فاروق بالقليل من حرية العمل وكسب المال مستفيدا من لغته الانكليزية، وبدأ بإرسال أمواله إلى عائلته لكي تخرج من الفقر، ولكن الاسرة فقدت كل شيء عندما اجبر الجيش البورمي الروهينجا على الفرار إلى بنغلاديش، في حملة وصفتها الأمم المتحدة بأنها ابادة جماعية.

وبعد ذلك بوقت قصير، كما جاء في تقرير “ميدل ايست آي”، احتجزت شرطة الهجرة السعودية فاروق وأرسلته إلى مركز احتجاز الشميسي، المليء بالروهينجا وغيرهم من المهاجرين.

وقال فاروق: “بعد وفاة الملك عبدالله، انتهت الشفقة والإنسانية والرحمة، فهي صفر الآن في السعودية، وبعد عام 2014، أضاف فاروق بأن الاصلاحات التي فرضها ولي العهد محمد بن سلمان جعلت من الصعب على الروهينجا الحصول على تصاريح اقامة ومعاقبة أي شخص لم يفعل ذلك، على الرغم من الحماية التي سبق منحها للأقلية بسبب انعدام الجنسية”.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.