ماذا ابقينا لله؟!

حياتنا كلها تفاخر ، وتباهي، ولفت نظر، وغفلة ومسارعة في الدنيا ، فماذا ابقينا لله .

حياتنا تتنازعها الاهواء، والشهوات، وحب المظاهر ، والتكلف، والتنمق فماذا ابقينا لله .
حياتنا صراع بين القوي ، والضعيف، و يملئها النفاق ، والكذب ، فماذا ابقينا لله.
حياتنا تعصف بها العصبية الجاهلية، والولاء فيها للقبلية، والعشائرية فماذا ابقينا لله.
لا يعنينا من يحكمنا حتى لو كان الشيطان نفسه ، ولا نثور عليه الا اذا جعنا، فماذا ابقينا لله .
مناسباتنا، وافراحنا ،تأسرنا فيها العادات والتقاليد ، والمظاهر ، رغم أننا نعلم أن اقلهن مهرا اكثرهن بركة، ولكن عند الجد ، يصعب التطبيق ، فماذا ابقينا لله.
حياتنا نسير بها وسط المن ، والاذى، والاستكثار، والنفاق، حساباتنا فيها دنيوية، اختلط فيها الحابل ، بالنابل، فماذا ابقينا لله .
نخشى كلام الناس ، وقدحهم ، وذمهم اكثر من خشية الله ، وشكلنا بين الناس هو غايتنا الكبرى ،فماذا ابقينا لله .
نقف مع الظالم لأنه فاجر ، ونعادي المظلوم لأنه بلا ظهر فماذا ابقينا لله .
سعينا بين الناس لانفسنا، لأجل الصدارة بينهم، أو تحقيق تقدم عليهم، ، او مآرب اخرى ،نحارب فيها الناجحين، ونصفق للفاشلين، ونشيد بهم ، ونعذرهم لانهم ليسوا اهلا للغيرة فماذا ابقينا لله .
نريد على المعروف جزاءا ، وشكورا، وننتظر على ذلك المقابل، والا قطعنا ، وهمزنا، وغمزنا فماذا ابقينا لله
نجحد معروف الكريم المتواصل لأنه لا يروق لنا ، ونبحث للئيم عن أي معروف صغير، لكي نبرهن بأنه ليس بأقل من غيره ، فماذا ابقينا لله .
حياتنا بلا قناعة ، ولا رضا ، ولا صبر ، ونعبد الله على حرف ،فإن اصابنا الخير رضينا ، وأن اصابنا الشر انقلبنا على وجوهنا صما وعميانا، فماذا ابقينا لله .
حياتنا ضاع منها الاخلاص لله رب العالمين، ويملئها النفاق، والرياء، والكذب، فكيف لهذه الحياة ان تستقيم .
اسلام بلا إخلاص…….. تضيبع للمعاني والقيم ، واهدار للعمل، واحباط للحسنات، ونفاق
تتساوى فيه أعمال المشركين مع أعمال المسلمين، لأن المشرك أحبط عمله لانه نسب إلى الله الظلم عندما أشرك معه غيره فيما خلق ،فلا حاجة لله لاي معروف يقدمه … والمسلم بلا إخلاص أحبط عمله لانه يسعى به إلى نفسه، وليس لله .

قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)الانعام

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.