إسرائيل تكشف تفاصيل خطة التهدئة الجديدة مع غزة.. وحماس تنفي

في الوقت الذي كشف فيه النقاب في إسرائيل عن وجود تقدم في مباحثات تطوير التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، وتأكيد مسؤولين في تل أبيب ذلك، نفت حماس صحة ما يتردد، بالتأكيد على عدم وجود أي حديث عن تسوية مع الاحتلال.

ورسميا، أعلن في إسرائيل أن رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، ناقش أمام المجلس الوزاري “الخطوط العريضة“، لاتفاق التسوية الذي تمت بلورته مؤخرا مع مصر والهادف إلى ضمان الهدوء في المنطقة الجنوبية.

وكشف النقاب أنه بموجب هذا الاتفاق ستمنح إسرائيل تسهيلات لسكان القطاع، مقابل عمل حماس على منع الإطلاقات الصاروخية والحد من نطاق “مسيرات العودة” إلى أن يتم وقفها كليا.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن المباحثات تجري بوتيرة عالية، حيث يجري الحديث عن تعهد إسرائيلي بتقديم تسهيلات مدنية لسكان القطاع، منها زيادة التصاريح الممنوحة للتجار للخروج من القطاع عبر المعابر مع إسرائيل بشكل تدريجي، وزيادة مساحة الصيد في البحر، ودفع مشروع مد أنبوب غاز في القطاع، وزيادة في إدخال المعدات لمستشفيات القطاع.

وترى جهات أمنية أن الإعلان من قبل الهيئة الوطنيّة العليا لمسيرات العودة في غزّة، نهاية الأسبوع الماضي، عن تعليق مسيرات العودة في قطاع غزة حتى نهاية مارس/آذار المقبل، هو مؤشر على أن حماس مستعدة للتوصل إلى تهدئة، وأنه ينسجم مع تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، التي قال فيها: “إن جلّ اهتمام حماس هو تحسين رفاهية سكان القطاع، وتوجد رغبة قوية لدى حماس بعدم تصعيد الوضع ودفع عملية التهدئة”.

نقل عن الوزير الإسرائيلي تساحي هنغبي قوله إن التسوية في القطاع “باتت أقرب من أي وقت مضى”، لكن حماس نفت

ونقل عن الوزير الإسرائيلي تساحي هنغبي قوله إن التسوية في القطاع “باتت أقرب من أي وقت مضى”، إلا أنه أشار إلى وجود عقبات مثل إصرار حماس على عدم فتح ملف الجنود والإسرائيليين الأسرى، قبل الاتفاق على إبرام “صفقة تبادل”.

لكن ما ينقل من إسرائيل يشير إلى استمرار الخلاف القائم بين جهاز الأمن العام “الشاباك” والجيش الإسرائيلي حول دخول عمال من القطاع إلى إسرائيل، إذ يعارضها “الشاباك” بزعم أن قسما من العمال يمكن أن يشكلوا “خطرا أمنيا”، فيما يقول موقف الجيش إنه بالإمكان تحمل مخاطر محسوبة وإدخال عمال كبار في السن ومن دون ماض معروف بـ”نشاط أمني”، بحيث يتم السماح بدخول عمال فلسطينيين لديهم عائلات للعمل في الزراعة والبناء، ويضخون أموالا إلى داخل القطاع ليحسنوا الوضع الاقتصادي.

وكانت الهيئة العليا لمسيرات العودة أعلنت، بعد عملية تقييم، عن برنامج فعاليات للعام القادم، يبدأ مع نهاية مارس، ويشمل إقامة الفعاليات الشعبية على الحدود مرة كل شهر، وليس أسبوعيا كما جرت العادة.

وفي السياق أيضا، ذكرت إذاعة إسرائيلية أن حركة حماس رفضت التعهد بوقف العمليات في الضفة الغربية في إطار التسوية التي يجري الحديث عنها في قطاع غزة، وذلك في ظل تخوف أجهزة الأمن في إسرائيل من مواصلة حماس توجيه العمليات في الضفة الغربية.

وقالت إن رفض حماس هو السبب الذي يجعل “الشاباك” يرفض حتى الآن السماح لآلاف العمال من غزة بالعمل في إسرائيل، إذ يُخشى من تجنيد حماس لعمال لغايات جمع المعلومات أو التواصل مع خلايا الحركة بالضفة الغربية.

لكن رغم الحديث الإسرائيلي، نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي جملة وتفصيلًا أي حديث عن تسوية مع إسرائيل.

وقال الهندي لقناة “الميادين” إنه لا صحة لما نشره الإعلام الإسرائيلي حول تسهيلات إسرائيلية لغزة مقابل وقف حماس إطلاق الصواريخ.

يشار إلى أن تفاهمات هدوء جرى التوصل إليها قبل أشهر بين الفصائل الفلسطينية في غزة بقيادة حركة حماس وإسرائيل، برعاية عدة أطراف، وذلك بعد انطلاق مسيرات العودة التي تنادي بكسر الحصار، حرى خلالها الاتفاق على تنفيذ مشاريع إغاثية عاجلة في قطاع غزة، لمساعدة السكان المحاصرين، حيث أن عددا من المشاريع بدأ فعليا بالتنفيذ منذ أشهر.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.