مريم العذراء أشرف من الشرف وأطهر من الطهر

بقلم الشيخ كمال الخطيب

لا نكتب تحت هذا العنوان تملقًا لأحد ولا تزلفًا لمخلوق أيًا كان. لا نريد من أحدٍ كلمة ثناء ولا ننتظر تحية إطراء، وإنما نحن المسلمين نتعبد إلى الله سبحانه بهذه القناعة ونتقرب إليه سبحانه بهذا الإيمان والاعتقاد في مريم العذراء البتول أمّ سيدنا عيسى عليه وعلى أمه الصلاة والسلام.
ليس فقط أن اسم مريم قد ورد في قرآن المسلمين وكتابهم وإنما هي السورة الكاملة خصّها الله بها “سورة مريم” والسورة الأخرى خصّ الله بها نسب مريم أم المسيح سورة “آل عمران” وعليه فإننا لا نقبل أبدًا في أن يزعم أحد أيًا كان أنه أولى منا بعيسى ولا بأمه مريم، وكيف لا يكون ذلك ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: “الأنبياء أخوة ودينهم واحد وأمهاتهم شتى، وأنا أولى بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي”. وهو القائل صلى الله عليه وسلم: “من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبد الله ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان عليه من العمل”.
نعم إننا نتقرب إلى الله تعالى ونتعبد له جلّ جلاله باعتقادنا أن عيسى عليه السلام هو نبت طيب طاهر من أم طيبة طاهرة هي مريم البتول العذراء الصدّيقة، وهي التي نذرت أمّها نذرًا لله سبحانه إن هو وهبها ذرية ولدًا أن تهبه لخدمة بيت الله، ورغم أن المولود قد جاء بنتًا أنثى، إلّا أن زوجة عمران المرأة الصالحة قد أبرّت بقسمها ووفّت نذرها {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَظِيمُ، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } آية 35-36 سورة آل عمران.
مات عمران والد مريم وهي صغيرة فكفلها زكريا زوج خالتها، وخصّها بمكان في المعبد تتعبد فيه لله تعالى، وكان يرى بعينيه كيف يرزقها الله تعالى رزقًا وثمرًا لم يكن وقت نضجه قد جاء {كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقًا، قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ} آية 37 سورة آل عمران. وأمام رؤية زكريا هذا المشهد المبهر فما كان منه إلّا الدعاء {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} آية 38 سورة آل عمران. فذكر أنه كان يدعو الله بالقول “اللهم يا من يرزق مريم الثمر في غير أوانه، ارزقني وهب لي ولدًا وإن كان في غير أوانه”. ذلك أن زكريا يومها قد بلغ من العمر عتيًا وكانت زوجته عاقرًا.
إنها مريم بنت عمران، نعتقد نحن المسلمين أنها من خيرة نساء العالمين الأربع، كما قال صلى الله عليه وسلم: “خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسيا زوجة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم”. وكيف لا تكون كذلك وقرآن ربنا يبيّن أن الله اصطفاها على نساء العالمين {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} آية 42 سورة آل عمران.
إنها مريم بنت عمران، هي أطهر من الطهر وأشرف من الشرف وأنقى من النقاء وأعفّ من العفة. ننزه قلوبنا وألسنتنا مما رماها به شذاذ الأفاق في قصة حملها وولادتها لابنها نبي الله عيسى ابن مريم، وقد دافع القرآن الكريم عن مريم وعن طهرها، وأن مولودها إنما كان معجزة من الله تعالى وأن عيسى إنما هو “عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه” وأنه ليس ابن زنا كما زعموا وقالت ألسنتهم المريضة ولعنوا بما قالوا.

عن المسيح وأمه: قالوا وقلنا

لقد قالوا في مريم البتول الطاهرة أنها زنت مع يوسف النجار وأنها بغيّ ارتكبت الفاحشة، أما نحن فقد قال الله في قرآننا أنها طاهرة وعفيفة ومحصنة {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} آية 12 سورة التحريم {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} آية 42 سورة آل عمران.
وقالوا في عيسى عليه السلام أنه نتاج زنى وابن بغيّ، أما نحن فقد قال الله في قرآننا عنه {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} آية 171 سورة النساء. {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} آية 30 سورة مريم.
وقالوا مشككين فيه وفي أمه، كيف يولد طفل من غير أب، وقال الله في قرآننا مبينًا أن ولادة عيسى أهون من ولادة آدم من غير أب ولا أم {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونْ} آية 59 سورة النساء.
وقالوا أنهم قتلوا المسيح عليه السلام وأنه صلبوه ورجموه بالحجارة، وقال الله في قرآننا نافيًا ذلك ومبينًا سخف قولهم {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُم} آية 157 سورة النساء.
قالوا يومها ويقولون اليوم عندما يذكر اسم المسيح “ليمح اسمه وذكره” حقدًا وكيدًا وكراهية من اليهود له، بينما قال الله تعالى في قرآنه الذي تلي يومها واليوم وإلى ما شاء الله تعالى {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} آية 30-35 سورة مريم.

محمد والمسيح راكب الجمل وراكب الحمار

لقد تحدث عيسى ابن مريم عليه السلام في خبر أخيه محمد الذي سيأتي من بعده، وتحدث محمد صلى الله عليه وسلم في أخيه عيسى الذي سبقه وقد كانت المدة الفاصلة بين مبعث عيسى وميلاد محمد عليه الصلاة والسلام 570 سنة، بينما امتدت الفترة بين رسالة موسى ورسالة عيسى إلى 1220 سنة، وكان فيها أنبياء ورسل آخرون من بني إسرائيل “أنا أولى بعيسى ابن مريم، فليس بيني وبينه نبي”.
إنه نبي الله عيسى الذي بشّر بمحمد صلى وسلم {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُواْ هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} آية 6 سورة الصف. وإنه الإنجيل كتاب الله الذي أنزل على عيسى عليه السلام، فقد زخر بذكر أوصاف ومناقب محمد صلى الله عليه وسلم {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} آية 157 سورة الأعراف.
وقد قال الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه في بيان ما قاله وأوحاه الله إلى عيسى عليه السلام عن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم: “يا عيسى جدّ في أمري ولا تهن، واسمع وأطع يا ابن الطاهرة البتول. أنا خلقتك آية للعالمين، إياي فاعبد وعليّ فتوكل، بلّغ من بين يديك أنني أنا الله الحيّ القائم الذي لا أزول. صدّقوا النبي العربي الأميّ، تكفّله يا عيسى في آخر الزمان كما تكفل زكريا أمك، فإن له عندي منزلة ليست كسائر البشر، كلامه القرآن دينه الإسلام، طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيامه وسمع كلامه. قال عيسى: يا رب وما طوبى؟ قال: غرس شجرة أنا غرستها بيدي من شرب من ثمرها لم يظمأ بعدها أبدًا. قال عيسى: يا رب اسقني منها، قال: حرام على النبيين أن يشربوا حتى يشرب ذلك النبي، وحرام على الأمم أن يشربوا حتى تشرب أمة ذاك النبي”.
وإنه النجاشي ملك الحبشة رضي الله عنه وبعد أن وصل إليه المهاجرون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحق بهم مبعوثو قريش ليحرّضوا عليهم ويرجعوا بهم إلى مكة، فسمع النجاشي ما قاله عمرو بن العاص ومن معه من وفد قريش من افتراءات بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه، ثم سمع النجاشي ما قاله جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عمّا جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، عندها قال النجاشي “أشهد بالله أنه النبي الأميّ الذي ينتظره أهل الكتاب وأن بشارة موسى براكب الحمار كبشارة عيسى براكب الجمل وأن العيان ليس بأشفى من الخبز” أي أن موسى عليه السلام قد بشرّ بأخيه عيسى وأنه سيتخذ من الحمار دابة له، وأن عيسى عليه السلام قد بشرّ بأخيه محمد وأنه سيتخذ الجمل دابة له.

تحالف العهر وتحالف الطهر

لألفيّ سنة خلت واليهود تلاحقهم تهمة المسيحيين بأنهم هم من قتلوا المسيح عليه السلام ومن صلبوه، مع أن عقيدتنا نحن المسلمين تنفي ذلك. إنها لا تنفي حقيقة المحاولة والمطاردة لإيقاع الأذى، ولكنها تنفي وقوع ذلك لأن الله سبحانه قد نجّاه منهم بعد إذ وقع في أيديهم وكادوا يقتلونه {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} آية 157 سورة النساء. حتى كان العام 1996 حين كان الإعلان الشهير من البابا يوحنا بولس الثاني بإعلان تبرئة اليهود من دم المسيح نافيًا بذلك وشاطبًا لمعتقد ساروا عليه ألفيّ عام وبنيت عليها طقوس وموروثات دينية رئيسية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما انقلب الأمر إلى الضد مع ظهور من سُمّوا بالإنجيليين الأصوليين في أمريكا خاصة ممن يؤمنون بقرب العودة الثانية للمسيح عليه السلام، وأن هذه العودة لن تكون إلّا في أرض يحكمها اليهود. ولأن فلسطين هي بقعة الأرض الوحيدة التي اغتصبها اليهود وأقاموا فيها دولة فإن الإنجيليين الأصوليين وعددهم يزيد على مئة مليون أمريكي، وكان منهم الرئيس بوش والرئيس ريغان وللرئيس ترامب علاقات وثيقة معهم، وهم من أشد داعميه انتخابيًا وسياسيًا واقتصاديًا. لذلك فإن لهؤلاء تأثير كبير جدًا على السياسة الأمريكية في استمرار دعم إسرائيل وبكل أسباب الدعم على أمل أن تتحقق فيها أحلامهم بعودة المسيح عليه السلام. إنه تحالف مشبوه بل تحالف دنس بين السياسة الأمريكية والصهيونية تحت عباءة المسيح عليه السلام وهو براء منهم وعن سياستهم، بينما الضحية هم المسلمون عمومًا والفلسطينيون على وجه الخصوص. فهل يصدق عاقل عن علاقة إيمان ودين تربط بين العاهر ترامب والمتهم بالسرقة والرشوة نتنياهو، وبين المسيح عليه السلام نبي الرحمة والمحبة والطهر والصفاء والنقاء هو وأمه عليهما الصلاة والسلام.
فاذا كان التحالف الحاصل بين من يزعمون أنهم أتباع المسيح عليه السلام في أوروبا عمومًا وفي أمريكا خصوصًا وبين حكام إسرائيل هو تحالف العهر والدنس، فإن تحالفًا أصيلًا وطاهرًا سيكون بين المسيح عليه السلام وبين أمة أخيه محمد صلى الله عليه وسلم، إنه تحالف الطهر الذي فيه يكشف المسيح عليه السلام زيف المسيح الدجال وكذبه وزعمه أنه هو المسيح الحقيقي وهو ما سيكون في آخر الزمان وهو واحدة من علامات الساعة الكبرى التي تسبق يوم القيامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يخرج الدجال في أمتي أربعين، لا أدري أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين سنة، فيبعث الله عيسى بن مريم فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة. وقال صلى الله عليه وسلم: “يقتل ابن مريم الدجال بباب لُد” إنه المسيح عليه السلام يأتي القدس والمسجد الاقصى ليجد الإمام المهدي إمامًا للمسلمين فيه فيقدمه المهدي للصلاة بالمسلمين، فيرفض المسيح عيسى عليه السلام ويصلي مأمومًا خلف إمام المسلمين. نعم إنه تحالف الطهر والفضيلة والتوحيد والصفاء بين عيسى ابن مريم عليه السلام وبين أخيه محمد صلى الله عليه وسلم ليس كتحالف العهر والدنس بين فاسدين ومنحرفين يزعمون أنهم على هدي موسى وعيسى عليه السلام كما في حاله ترامب ونتنياهو.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى بن مريم فإن عجّل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه السلام”. وقال صلى الله عليه وسلم مبينًا أن المسيح عليه السلام سيؤدي الحج والعمرة على شريعة الإسلام والمسلمين، لا بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فصّل وقال: “وليأتين قبري حتى يسلم عليّ ولأردّن عليه السلام”. لا بل إنه عندما يموت المسيح عليه السلام فإنه يدفن إلى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها: “يا رسول الله إنّي أرى أنّي أعيش من بعدك فتأذن لي أن أدفن إلى جانبك؟ فقال: وأنّى لك بذلك الموضع وما فيه إلا موضع قبري وقبر أبي بكر وعمر وعيسى بن مريم”. ولقد قال في ذلك الإمام البخاري عن الصحابي الجليل عبد الله بن سلام: “يدفن عيسى بن مريم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فيكون قبره رابعًا”.
وسنظل بإذن الله نسير على طريق ونهج محمد صلى الله عليه وسلم وعلى خطى المسيح عليه السلام نقارع فلول تحالف الشر والعهر حتى يأذن الله سبحانه برفع راية تحالف الطهر والاستقامة، إنه تحالف عيسى بن مريم مع أمة أخيه محمد صلى الله عليه وسلم حيث للإسلام دولة وصولة وجولة.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.