المهمة المنسية.. كيف تجعلي ابنك فخورا بك

المصدر : مواقع إلكترونية

حينما تقومين ببذل كل الجهد المطلوب ليكون كل شيء على مايرام داخل بيتك وخارجه ومع أبنائك، في حين لا تنفك ابنتك الكبرى عن ذكر محاسن صديقتك الأنيقة التي تعمل ولديها أطفال يستمعون جيدا إليها حينما تتحدث، هل تشعرين بالغيرة الشديدة وأن تعبك كله ذهب هباء؟

هل تتشوقين أحيانا لسماع رأي أبنائك فيك، هل تشعرين باللهفة لسماع كلمات على غرار “أنا أقدر ما تقومين به ماما، أنا أحبك أنا فخور بك للغاية”.

صورة الأم لدى الأبناء
في مقال بموقع إيفلوشن Evolution الأميركي تحت عنوان “حينما يكون الأبناء فخورين بأبنائهم” تقول الكاتبة كريستال ريان “كأم، لا يجب أن تكتشفي بالطريقة الصعبة كيف أن أطفالك لا يقدرونك ولا يقدرون ما تفعلينه، يجب أن تنتبهي لصورتك لديهم. كثير من الأمهات بل أغلبهن يتفانين في تلبية رغبات أبنائهن من مأكل وملبس ومساعدة في عمل الواجبات، إضافة إلى الأعمال المنزلية التي لا تنتهي ولكنهن ينسين أنفسهن”.

قد تتلخص صورة الأم في نظر الأبناء كشخص متفان في الأعمال المنزلية، التي لا تجد وقتا لنفسها. وهذا ربما كان كافيا فيما مضى قبل أن يصبح العالم قرية مفتوحة على مصراعيها ويصبح لدى الأولاد رؤية مختلفة عن الأمهات الناجحات في مجال عملهن واللائي ينتبهن جيدا لأنفسهن.

تضيف ريان “يحب الأولاد الشعور بالفخر بآبائهم، قد تلاحظين ذلك حينما يركزون أثناء حكيك لهم عن قصة تفوقك الدراسي أو كيف تغلبت على رئيسك في العمل. أو كيف أصبحت صاحبة الوصفة الأشهى للبيتزا التي يحبها الجميع”.

وبدوره يقول الكاتب دان زيفين الذي يدون يومياته كاب على الموقع الأميركي “مشروع الآباء المميزون”، إن الحوار والتواصل مع الأبناء، وأن يتحدث الجميع عن نفسه أمام جميع أفراد الأسرة، يجعل الأسرة متماسكة وعلى دراية كاملة بطبائع بعضها البعض. وهذا يساعد بشدة أثناء الأزمات، إذا غضب أحدهم يعرف الآخر كيف يهدئه، وإذا حدثت مشكلة يعرف الأبناء إلى من يلجأون، إذا كانت الأم بطبيعتها شخصية إيجابية فسوف يلجأون إليها فورا لتساعدهم في حل مشكلاتهم.

تحدثي عن نفسك
دون قصد، نعود أطفالنا على عدم الاهتمام لمشاعرنا كآباء. لأننا لا نتحدث عنها في مقابل أننا نهتم أكثر من اللازم بما يشعرون به وبما يسعدهم وما يحزنهم. ربما تتخيلين في ذهنك أن أطفالك يعرفون بالفعل القدر الذي تكافحين به لتجعلي كل شىء على مايرام، ولكن الحقيقة أنه لا.. لن يعرف أطفالك أي شىء حتى تتعلمي أن تفرجي عن مكنون نفسك ومشاعرك واهتماماتك بالقدر المناسب وبدون إلحاح.

نصائح للأمهات

بمجرد الدخول إلى المنزل، لا تنغمسي بشدة في أعمال المنزل والترتيب وتوجيه الأولاد لما يجب أن يفعلونه، يجب أن تجلسي قليلا لترتاحي، وخلال هذا الوقت ربما يمكنك الحديث مع أبنائك عن يومك وماذا فعلت وما الإنجازات التي قمت بها والاحباطات التي حدثت لك. وتسأليهم بدورك عما فعلوا خلال يومهم.

لا تنشغلي أكثر من اللازم في أعمالك الأمومية لتنتهي من كل شيء وحدك، اجعلي أبنائك يشاركونك بعض الأعمال ليدركوا أهمية الدور الذي تقومين به.

يجب أن تخصصي وقتا لك وحدك، يحترمه الجميع، تتزينين فيه، أو تشاهدي برنامجك المفضل، أو تقضينه مع أصدقائك.

لا تنسي أن تتحدثي مع أبنائك حول مشاعرك واحتياجاتك كإنسانة. هذا يجعلك حاضرة في أذهانهم حينما يرون شيئا يسعدك أو يتجنبون أمرا قد يؤلمك.

يمكنك تحديد وقت خاص للعائلة كل أسبوع، يتحدث فيه الأبوين عن أحلامهما، وما الذي فعلاه لتحقيقها. كيف كانت الحياة في الماضي، كيف التحقا بالجامعة، ولماذا اختارا مجالات العمل هذه دون غيرها. وما هي خططهم المستقبلية. ما هي البلدان التي زاروها. ما هو أصعب موقف مر في حياة كل واحد منهما.

إذا سمعت أحد أبنائك يتحدث بشغف عن والدة زميلة وماذا تفعل، استمعي بتركيز دون أن تلفتي انتباهه لاهتمامك بالأمر. ولكن لاحظي ما الذي يعجبه في نموذج الأمهات بشكل عام. وما الذي ينقصه ليعرف أنك الأم الأفضل. لا تفقدي ثقتك بنفسك.

أيا كان العمل الذي تقومين به، اشرحي لأبنائك عنه، وعن الصعوبات التي تتخطيها كل يوم.

حاولي دائما أن يكون لديك معلومة شيقة تشاركيها أبنائك، ربما يمكنك أن تفعلي ذلك عن عمد، كأن تحضري معلومة لها علاقة بسياق اليوم الذي تعيشونه.
يحب الأبناء الاهتمام بالبيئة، والارتقاء بأخلاق المجتمع، والمشاركة في الأعمال الإنسانية، لذا ما المانع من أن تكوني عضوة في أحد الجمعيات التي تهتم بهذه الأمور.

حاولي أن يكون لديك في المنزل قواعد ثابتة خاصة بالثواب والعقاب، لا تكوني هينة أكثر من اللازم ولا تكوني تلك السيدة ربة المنزل الغاضبة طوال الوقت.

حينما تغضبين من أمر ما، وبعدما تهدأين، اشرحي لأبنائك سبب غضبك، وسبب قيامك برد الفعل هذا. حينما يعرف أبنائك السبب سوف يلتمسون لك العذر وسيتجنبون ما يغضبك في المرة القادمة.

لا تكثري من الشكوى أمام أبنائك، حاولي أن تكوني شخصا إيجابيا محبا للحياة يستطيع التغلب على المشكلات وصعوباتها. كوني شخصية لطيفة وممتعة، ولا تجعلي الأمر ينتهي بك كأم مزعجة ومحرجة.

تذكري أنك بحاجة إلى المشاركة في حياة أطفالك أيضا، أن تكون ذلك الشخص الذي يتمكنون من الوصول إليه بسهولة ليحكوا له أي شيء، وليس الشخص الذي يخشونه.

دافعي عن نفسك حينما يتطلب الأمر، لا تغضبي لأن أحدا لا يقدرك، ولكن دافعي عن نفسك وعما تقومين به.

بقيامك بهذه الأمور، فأنت تنقلينها بشكل غير مباشر إلى أبنائك. أن تعليمهم كيفية التكيف مع المشكلات اليومية، وأن يكونوا إيجابيين، ومحبين لك ولوالدهم.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.