واشنطن بوست: ترامب قدّم ليهود فلوريدا سجله لدعم إسرائيل وهاجم إلهان عمر وبيلوسي

في خطاب استمر 40 دقيقة أمام المجلس الإسرائيلي- الأمريكي قدّم الرئيس دونالد ترامب جردة حساب من الخدمات التي قدمها لإسرائيل في محاولة منه للحصول على دعم اليهود الأمريكيين بولاية فلوريدا.

وفي تقرير أعده جوش دوسي لصحيفة “واشنطن بوست” قال فيه إن الرئيس قدم سجل إدارته دفاعا عن إسرائيل مهاجما كالعادة أعداءه السياسيين في محاولة منه لإقناع اليهود بضرورة التصويت له بانتخابات عام 2020 حتى لو كانوا لا يحبون أساليبه. وقدّم ترامب أمام حشد ما قامت به إدارته من إلغاء المعاهدة النووية مع إيران في عام 2017 ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقطع التمويل عن السلطة الوطنية، وهي إنجازات تؤهله لكي يفوز بولاية ثانية. ورفض ترامب غياب خطة سلام الشرق الأوسط التي تحدث عنها ووصفها بصفقة القرن قائلا إنها من أصعب الصفقات التي يمكن تحقيقها. وقال في خطابه: “لو لم يكن كوشنر قادرا على فعلها فلن تتحقق” في إشارة إلى زوج ابنته جاريد الذي كلفه بملف التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وترافق خطابه أمام اليهود الأمريكيين مع خطاب خاص ألقاه أمام ناشطي الحزب الجمهوري في مكان لا يبعد عن القاعة سوى عدة أميال وكان الهدف منهما هو الحصول على دعم فلوريدا وتعكس شعبيته بين المحافظين اليهود ولمديح شيلدون إدلسون، المعروف بملك الكازينو والذي يعد من كبار المتبرعين لترامب.

وذكر الرئيس إدلسون عددا من المرات في خطابه، وقال: “كيف حدث هذا، شيلدون؟” والذي يعد مستشارا دائما للرئيس وداعما كبيرا للحزب الجمهوري. وبحسب استطلاع غالوب، أجري هذا الصيف فشعبية الرئيس بين اليهود الأمريكيين هي 29% ولكنها كانت أعلى في القاعة، حيث تمت مقاطعة خطابه بالهتافات “أربع سنوات أخرى”.

وكانت رسالة ترامب من جزأين: لقد حقق وعوده للناخبين اليهود، والثانية أن من لا يحبه يجب أن يصوت له لأن المرشحين الآخرين لن ينفعوهم. وقال إن على اليهود الأمريكيين التعبير عن حب أكبر لإسرائيل.

وأضاف: “هناك أناس يهود، وهم جيدون جدا، لكنهم لا يحبون إسرائيل بالقدر الكافي”. وقال إن سياسات الديمقراطيين وخطابهم هي سبب كاف للتصويت له، وتابع مازحا إن الكثير من الحضور يمقتونه لكن لا أحد يريد دفع 100% ضريبة على الثروة، وهو تصوير خاطئ لسياسات الديمقراطيين.

وهاجم ترامب النائبة عن مينسوتا إلهان عمر، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وشجب الرئيس السابق باراك أوباما الذي لم يقدم الدعم الكافي لإسرائيل. وقال: “لن تصوتوا لبوكاهونتاس، هذا ما أقوله لكم” في إشارة إلى إليزابيث وران التي تتسابق على ترشيح الحزب الديموقراطي لها لانتخابات 2020، واستخدم إهانة عادة ما يكررها ضدها.

وواصل قائلا: “لن تصوتوا لكي يفرض عليكم ضريبة الثروة” و”حتى لو لم تكونوا تحبونني، وبعضكم لا يحبني، صوتوا لي لأنكم ستخسرون أعمالكم في ربع ساعة” لو فاز الديمقراطيون.

ولم يتحدث ترامب عن إجراءات عزله إلا بقدر قليل. ودعا النائب الجمهوري عن أوهايو جيم جوردان للدفاع عنه، مع أن النائب دائما ما يعبر عن دعمه للرئيس والحزب في المقابلات التلفازية.

ولم يعلق الرئيس على الهجرة إلا بقدر يسير، حيث تحدث عن “مشاكل” المكسيك وجهود إدارته لمنع المهاجرين من دخول الولايات المتحدة. وأعاد ذكر مقتل زعيم تنظيم الدولة ابو بكر البغدادي بعملية للقوات الخاصة في سوريا. وقال إنه شاهد العملية، وأنه تم تدمير الخلافة بنسبة 100% وهذا ليس صحيحا.

وأشار ترامب إلى فتح 266 ألف وظيفة أعلن عنها يوم الجمعة، والإفراج عن المواطن الأمريكي في عملية تبادل مع إيران. ولكن الخطاب ظل مركزا وبطريقة تدعو للسخرية على إنجازاته التي قدمها لإسرائيل.

وقدم الرئيس سلسلة من المعلومات التي يصعب فحصها، وجهوده من خلف الأضواء التي رفض فيها دعوات قادة أجانب بألا ينقل السفارة من تل أبيب. وقال إنه “تجاهل دولا لم تسمعوا بها أبدا” إلى جانب الملوك الأقوياء ورؤساء الوزراء عندما قرر نقل السفارة عام 2017. وأخيرا قرر المضي بما يريد عمله، متجاهلا مكالمات الملوك، ولعب دور الأحمق “ماذا تريد أيها الملك؟” كما قال.

واتهم ترامب قناة “سي إن إن” بدون أن يقدم أدلة عن وضع كاميرات في القدس لكي تظهر العنف: “قلت هذه زاوية غريبة ولم أر زاوية كهذه”. وبدا الرئيس مغرما بالحديث عن إنجازاته، ووصف مكالمة إدلسون له والذي كان يريد التأكد من إنجازه. وتفاخر بأنه قرر اتخاذ القرار المتعلق بالجولان في 30 ثانية. وكان سعيدا بحضور مسؤولين من البلدية والقادة السياسيين في فلوريدا حيث ظل يحيي من يعرفهم “كيف حالك جوي؟”.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.