كيف تمنعين طفلك من ضرب الأطفال الآخرين؟

المصدر : الصحافة الأميركية

معظمنا يشعر بالانزعاج عندما يضرب طفلنا طفلا آخر، فهذا مؤشر أنه غارق بمسألة نفسية شائكة يجب علاجها، خاصة وأن معالجة الأمر بالضرب سيزيد الأمر سوءا.

وذكرت الكاتبة، لورا ماركهام، في تقرير نشرته مجلة “سايكولوجي توداي” الأميركية، أبرز الأساليب للتخلص من عادة الضرب وللأبد، ومعالجة المشاعر المتسببة بالعدوانية من الجذور:

التقليل من استخدام الطفل للعنف
في حال تعود طفلك على استخدام العنف مع الأطفال الآخرين بجميع المواقف، فمن الطبيعي أن يلجأ للضرب كلما رغب بالتعبير عن غضبه. وهذا الأمر لن يتغير إلى أن تتدخلي.

وأفضل طريقة لتجنب النزعة العدائية للطفل إبداء التعاطف مع جميع ردود الفعل التي يبديها عندما يتعلق الأمر باللعب الخشن وطريقة معاملته للأطفال الآخرين، إضافة لاتخاذ تدابير روتينية لمساعدته في الشعور بالأمان وتقبل جميع مشاعره مع الحرص على السماح له بالبكاء كلما رغب بذلك، مما يحفظ التوازن العاطفي لطفلك، ويجعله أقل عرضة لاستعمال العنف.

لا تشعري بالذعر عندما يستخدم طفلك العنف
عليك مساعدة طفلك عندما يلجأ لاستخدام الضرب لأنه يشعر بالخوف وبحاجة ماسة لعطفك. وتستطيعين التدخل بينه وبين الطفل الآخر تجنبا لحدوث عنف، إذ يتمثل دورك بمنحه شعور الأمان والانضباط الذاتي بالتحدث معه بصوت منخفض، والمحافظة على هدوئك والتخفيف من حدة توترك.

نموذج الرعاية والإصلاح
من الجيد أن يكون هناك شخص بالغ يرعى الطفل الذي تعرض للضرب. لكن في حال عدم وجوده، ينبغي عليك احتضانه ورعايته بنفسك مما يمنحك الوقت الكافي لتهدئة أعصابك والتخلص من التوتر قبل التفاعل مع طفلك. وعندما يهدأ الطفل الذي ضربه ابنك، احتضني طفلك وتوجهي للتحدث مع الطفل الآخر.

تجنب لوم طفلك
يمكنك مساعدة طفلك في تطوير حس التعاطف لديه بتوضيح تأثير الضرب على الطفل الآخر، لكن جعل طفلك يشعر وكأنه شخص سيئ من شأنه أن يؤدي لنتائج عكسية.

كما أن هذا الخوف هو ما يسبب شعوره بالذنب عندما يقوم الطفل بسلوكيات عدوانية. ويعد تقديم دروس لطفلك بأسلوب صارم بشأن الأخطاء التي ارتكبها، أمرا مخيفا يضعه بموقف دفاعي. وفي هذه الحال لن ينصت إليك ولن يفتح لك قلبه.

انظري للأمور من وجهة نظر طفلك
يعتبر طفلك شخصا صغيرا، ويرتبك بسهولة في هذا العالم المضطرب، حيث يشعر بالإثارة المفرطة وبإحساس بالوحدة والخوف العميق. ومن المحتمل أن يكون لديه بعض المخاوف الدفينة والمرتبطة بتجاربه السابقة، حيث لم يتمكن خلال هذا الموقف الجديد، أن يأخذ على عاتقه هذا القدر من الجزع.

لذلك، تبدأ مخاوفه السابقة بالظهور. ويشار أن الطفل لا يستطيع تحمل الكم الهائل من المشاعر السلبية، ما يدفعه لإظهار نوبات انفعال حادة وتهجم على الآخرين. عندما تأخذ هذه الأفكار بالحسبان، يمكنك تفهم مواقفه وإظهار مشاعر التعاطف معه.

أبعِدي طفلك عن الموقف
ينبغي عليك الحفاظ على هدوئك وإخبار طفلك أن “الضرب يعتبر فعلا مؤذيا… لقد عشت وقتا عصيبا مع الأطفال الآخرين. لذلك، نحتاج لبعض الوقت لنُهدّأَ أنفسنا”.

كما ينبغي عليك أن تكوني لطيفة ومُتفهة له. وتذكري أنك بصدد اتخاذ إجراءات وقائية لمساعدة طفلك. ويشار أنه سيواصل استخدام العنف إلى أن تساعديه في التغلب على هذه المشاعر.

لذلك، عليك فتح المجال له إما للبكاء أو للضحك مما سيساعده في التعامل مع الخوف. وبمجرد أن تساعده في الشعور بالأمان الكافي عن طريق الإحساس بمخاوفه، سيتوقف عن ضرب الأطفال.

قاومي الرغبة في تلقينه دروسا
الطريقة الأنسب لإيقاف ابنك عن استخدام العنف والضرب تتمثل بمساعدته في معالجة المشاعر التي تدفعه للضرب، علما أنه لن يتخلص من تلك المشاعر إلا إذا كان يشعر بالأمان. وإخباره أنه قام بخطأ لن يساعده في الشعور بالأمان.

تحدثي مع طفلك
يمكنك دعوة طفلك للتفكير بأفضل الطرق للتعامل مع مشاعره في المرة المقبلة عند انفعاله في ساحة اللعب. ويمكنك القيام بهذا الأمر بلمسة خفيفة وروح من الفكاهة. وقد يتطلب إجراء هذه المحادثة بضع ساعات لتتمكني من فعل ذلك بهدوء.

تقبل حالات الانهيار
في حال كان طفلك يعاني من الانهيار لأنك حرمته من اللعب، فعليك تذكر أنه يظهر لك المواقف التي تدفعه لاستخدام الضرب والعنف. وبالنسبة لمعظمنا، يعد بكاء أطفالنا موقفا يصعب علينا تحمله، لأننا لا نستطيع تحمل معاناتهم.

لذلك، حافظي على هدوئك. فكلما زادت دموع ابنك، ستتحسن نفسيته بعد ذلك، وتقل احتمالية استخدامه للعنف والضرب.

راقب مشاعرك الخاصة
من المؤكد أن تشعر بالأسف حيال تصرفات طفلك، ولا سيما إذا كان يضرب زملاءه دائما. وفي الحقيقة، قد تختبئ وراء غضبه مشاعر دفينة من الخوف. وعليك الانتباه فقد يعاني طفلك من خطب ما، أو أنك والد غير صالح. فعندما نشعر بالخوف، يلاحظ أطفالنا ذلك ويزدادون توترا.

كما أنهم يخافون أن يخيبوا آمال والديهم، وهو ما سيكسرهم بطريقة أو بأخرى. ويزيد هذا القلق احتمالية انفعال الطفل ودخوله نوبات الغضب. أما إذا كنتِ ووالده قادرين على إدارة مخاوفكما والحفاظ على تعاطفكما، سيشعر طفلكما بالأمان الكافي للخروج من مخاوفه.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.