“أبو دياك”.. أسير فلسطيني حرمته إسرائيل من أمنيته الأخيرة

الأناضول

“أريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضان أمي”.. تلك كانت آخر كلمات وآخر ما تمناه الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك قبل أيام قليلة.

أمنية كسرها حاجز المعتقل والموت، حيث استشهد أبو دياك، الثلاثاء، في السجون الإسرائيلية دون أن يحقق أمنيته الأخيرة، بقضاء ساعاته الأخيرة بجانب والدته.

“وقبل أيام، وجه أبو دياك” رسالة للعالم قبل استشهاده قال فيها: “إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون (..) إلى جانب والدتي وأحبائي من أهلي”.

وتابع: “أريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها (والدته)، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) استشهاد المعتقل أبو دياك، في مستشفى “سجن الرملة” الإسرائيلي.

وأبو دياك (37 عاما)؛ من سكان بلدة “سيلة الظهر” بمحافظة جنين شمالي الضفة الغربية، واعتقل في يوليو/ تموز 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد 3 مرات، و30 عاما.

وتتهم إسرائيل “أبو دياك” بتنفيذ عمليات مسلحة ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وملاحقة المتعاونين مع الاحتلال.

** الزيارة الأخيرة

والخميس الماضي، تمكنت والدة أبو دياك من زياته في عيادة سجن الرملة، وسط إسرائيل، وكانت تلك المرة الأخيرة التي تلتقيه فيها قبل أن يفارق الحياة.

وتقول آمنة أبو دياك (الوالدة)، في مقطع مصور تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب زيارة نجلها: “كان فاقدًا للوعي، ولم يقوَ على رفع رأسه أو حتى الكلام، ولم يشعر بوجودي من الأساس، ولم يتعرف عليّ”.

وتضيف: “كلّمته فنظر إلي ولم يرد، كان منهكًا، جسمه كله تقرحات، وأشبه بهيكل عظمي، جراء إهمال الاحتلال لحالته، ذلك الاحتلال الذي سرق شبابه وصحته”.

وتابعت: “أمنيته الوحيدة وأمنيتي أن أحضنه ويموت بين أهله”.

** أمنية الدفن

تقول عائلة أبو دياك إن أمنيها باستقبال نجلها حيا يرزق لم تتحقق، وتأمل بالعمل الرسمي والحقوقي لاسترداد جثمانه ودفنه.

وقال شقيقه صالح أبو دياك، للأناضول، إن الاحتلال الإسرائيلي حرمهم من القيام بواجبهم تجاه شقيقهم، برعايته والموت بينهم.

وأعرب عن أمله بأن تعمل “القيادة الفلسطينية، والمؤسسات الدولية بشكل جاد، للإفراج عن جثمان شقيقه”، مشيرا إلى أن العائلة لم تتلقى بعد أي معلومات حول نية السلطات الإسرائيلية تسليم جثمانه نجله.

من جانبه، قال زياد أبو دياك (خال الشهيد)، إن “السلطات الإسرائيلية تمعن في قتل المعتقلين، عبر الإهمال الطبي، لمحاولة كسر إرادتهم”.

وأضاف للأناضول إن “إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون، تقتل المعتقلين، وتحتجز جثامينهم”.

ولفت إلى أن “جسد سامي بات مؤخرا لا يتقبل أي علاج، هذا ما قاله الأطباء، ويعلمون أن حياته باتت ساعات معدودة، لكن إسرائيل رفضت أن تحقق أمنته بالعيش بضعة ساعات حرا بين أهله”.

** معاناة مع المرض

سامي أبو دياك كان من أخطر الحالات المرضية في السجون الإسرائيلية؛ حيث عانى على مدار 4 سنوات من كتلة سرطانية في الأمعاء.

وفي عام 2015، بدأت معاناته مع المرض، حين شكا من ألم في البطن أثناء وجوده في معتقل ريمون، ليتم نقله إلى مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي، ويتبين وجود كتلة سرطانية في الأمعاء، وتم استئصال 30 سنتمتر منها، وفق تقرير سابق لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (فلسطينية غير حكومية).

وأوضح التقرير أن أبو دياك عانى أيضا من كتلة سرطانية أخرى في أعلى بطنه، وأن معاناته وأوجاعه تجعله لا يستطيع النوم أو الأكل بشكل طبيعي، ولا يقوى على الحركة إلا على كرسي متحرك، ويحتاج لرعاية خاصة ومستمرة لممارسة حياته اليومية.

ونددت الرئاسة الفلسطينية، وفصائل ومؤسسات فلسطينية، باستشهاد “أبو دياك”، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة.

واستشهد خلال العام الجاري 5 معتقلين فلسطينيين، هم “سامي أبو دياك” و”فارس بارود” و”عمر عوني يونس” و”نصار طقاطقة” و”بسام السايح”، حسب نادي الأسير.

وأشار النادي إلى أن 222 معتقلا استشهدوا منذ العام 1967 في السجون الإسرائيلية، بينهم 67 معتقلا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.

ووصل عدد المعتقلين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية إلى 5 آلاف معتقل، بينهم 200 طفل و40 معتقلة، و400 معتقل إداريا (معتقلون بلا تهمة) و700 مريض، حسب بيانات رسمية فلسطينية.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.