هل حقًااولادك أغلى ما تملك؟؟

بقلم الشيخ كمال خطيب

إذا كنت تردد أن أولادك هم أغلى ما في الوجود بالنسبة لك -وهذا صحيح- لدرجة أن من الناس من إذا أقسم فإنه لا يقسم إلا بالأولاد أولًا وبالله ثانيًا (وحياة أولادي والله). إن هذا القول يجب أن يدعّم بالعمل، لا لشيء إلا لأن كثيرين من الآباء كما يقول الدكتور حسان باشا في كتابه الرائع “كيف تربّي أبناءك في هذا الزمان”، يقول: “يخبّئون الكلام المهذّب والأسلوب اللطيف ليقدّموه للغرباء، ولا يكادون يقدّمون شيئًا منه لأولادهم وزوجاتهم، مع أن هؤلاء أولى من غيرهم بالكلمة اللطيفة والتعامل اللبق”. وقد قال صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله”.
وإذا كان ذلك الطالب في قصته مع أمنيته قد تمنّى أن يكون تلفازًا في الزمن الذي استحوذ فيه التلفاز على اهتمام الناس، فماذا عسى طالبنا وطفلنا اليوم يتمنى وهو يرى أن الهاتف الذكي وأشباهه قد استحوذوا على اهتمام الصغار قبل الكبار والأمهات أكثر من الآباء بشكل مجنون، وإذا كان التلفزيون ورغم الاهتمام به إلا أنه يُترك في مكانه في الصالون ويستريح لساعات حينما يذهب أفراد الأسرة إلى غرفهم للنوم بينما الهاتف النقال الذي يؤدي دور ومهمة التلفزيون والهاتف والحاسوب وأكثر من ذلك في آنٍ واحد، فإنه يدخل معنا إلى غرف نومنا بل إنه يكون إلى جانب وسائدنا نقّلبه قبل النوم بلحظة ولا نفتح أعيننا عند الاستيقاظ إلا على تقليب صفحاته، لا بل إنه الذي لا يفارقنا ونحن نتناول طعامنا، وإذا جلس أفراد الأسرة في جلسات أصبحت نادرة في صالون البيت، فإن كل واحد منهم مشغول بهاتفه يقلّبه، وكل واحد متفاعل ومشدود لما يراه أو يقرأه، فلعلّ ابننا اليوم وهو يرانا على هذا الحال ليتمنى فيقول اللهم اجعلني تلفزيونًا، بل لعله سيقول ويكتب: “اللهم اجعلني آيفونًا” مما يراه من اهتمام الوالدين والإخوة والأخوات بهذا الجهاز على حساب علاقات المودّة والتواصل بين أفراد الأسرة بعضهم ببعض.
أيها الآباء أيتها الأمهات، تذكروا: أنه حين يضرس الأبناء فهذا يعني أنكم أنتم قد أفرطتم في أكل الحصرم، ألم يقل المثل: “الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون” ؟

الحصرم هو العنب غير الناضج ، ويتميز بانه حامض يؤثر على الاسنان يحدث فيها شعور  يسمى ضرسا.  والمعنى ان الاباء هم يقومون بافعال  يتأثر بها الابناء من بعدهم وليس هم.

حين يضرس الأبناء ، أي: تظهر منهم بعض السلوكيات الخاطئة أو الإنفعالية يغفل الآباء والأمهات عن دورهم الأساسي و انهم سبب المشكلة ، فالأبناء مرآة صافية تعكس بدقة نوعية الممارسات التربوية التي يتلقونها في البيت أو المدرسة ، فحين يجنح المربون إلى التسلط ويحاولون زيادة السيطرة على الابن ويتدخلون في كل كبيرة وصغيرة من شؤونه ينشأ ضعيف الشخصية ومهيئاً لمشاكل نفسية لا حصر لها . و الأمثلة عديدة.
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}

شاهد أيضاً

300الف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،