مفهوم السعادة

مفهوم السعادة” تتعدد المفاهيم التي وضعت سواء من الجهات المختصّة في المجال الفسيولوجي أو في مجال الطاقة الإيجابية حول مفهوم السعادة، فمنهم من عرفها على أساس بيولوجي بحت أي على أنّها تنتج عن هرمون معين في الجسم يُطلق عليه اسم هرمون السعادة، ومنهم من يرى أنها تتعلق بالحالة المزاجية للشخص والتي تتأثر بشكل مباشر بالعوامل الخارجية، كتأثير الآخرين والظروف المادية والعائلية والاستقرار العام في الحياة، وبناءاً على ذلك سنقوم بصياغة أكثر من مفهوم السعادة يشمل جميع هذه النظريات في هذه المقال.

يقصد بمصطلح السعادة بمفهومها العام: أنها ذلك الشعور الداخلي بالبهجة والسرور، بحيث ينعكس على الحالة النفسية والمزاجية للشخص، مما يجعله ينظر بشكل إيجابي للحياة وللأشياء، أي أنّه عبارة عن ذلك الإحساس الذي يعتبر مضاداً للحزن والكآبة، وبعيداً كل البعد عن التشاؤم والمشاعر والطاقات السلبية.

من عوامل السعادة ينبع عن استقرار داخلي وخارجي لدى الشخص السعيد، نظراً لوجود أسباب وعوامل تقف وراء شعوره بذلك الإحساس، كونه يتمتع بصحة بدنية جيدة، ويمتلك المال الكافي لتحقيق العيش الكريم له ولأسرته، ويمتلك عملاً يحب أن يقوم به، ولديه شبكة من العلاقات الاجتماعية الجيدة والتي تتمتع بالإيجابية، وذلك من منطلق أنّ السعادة تنتقل بالعدوى حسب علم النفس، وإن وجود الشخص في محيط مستقر نفسيّاً يساعده على الاستقرار ويزيد من راحته النفسية، ويجعل انفعالاته منطقية ومناسبة للمواقف والظروف التي يمرّ فيها.

مفهوم السعادة في الإسلام، حيث يرى الدين الإسلامي أن هناك علاقة وثيقة جداً بين السعادة والسلام والاستقرار الروحي والنفسي والعاطفي والسكينة الداخلية، وبين القرب من الله عز وجل، وذلك من منطلق إيمان الفرد من الداخل أنّ هناك قوّة عظيمة تسانده وتدعمه وتحميه، ولا إرادة تتحقّق فوق إرادة هذه القوة، وفي الوقت الذي أكّد فيه علم التأمل على أن اليوغا أساس للراحة النفسية والسعادة، أكد الدين الإسلامي أن الراحة لا تتحقّق إلا من خلال طاعة الله عز وجل.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.