في خضم الجدل حول الإسلام والعلمانية.. ماكرون يلتقي بــ”ممثلي مسلمي فرنسا” الغاضبين من “الإسلاموفوبيا”

وسط تجدد الجدل في فرنسا حول موضوع ‘‘الإسلام والعلمانية’’، يلتقي الرئيس الفرنسي، اليوم الإثنين، ممثلين عن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وذلك في وقت أظهرت فيه نتائج استطلاع للرأي نشرته أسبوعية ‘‘لوجورنال دو ديمانش’’، أمس الأحد، أن 8 فرنسيين من أصل 10 يريدون حظرًا واسع النطاق ومتزايدًا لكل ما يرمز إلى ديانة ما بشكل علني في الأماكن العمومية.

ففي حوار مع إذاعة RTL الفرنسية، أوضح الرئيس الفرنسي أن اللقاء سيتناول ‘‘الطريقة التي يمكن من خلالها أن يعيش الفرنسيون المسلمون بهدوء مع احترامهم التام لجميع قوانين الجمهورية’’. وأشار ماكرون إلى أنه سيلعن ‘‘في الأسابيع القادمة’’ عن مجموعة من التدابير ‘‘لمحاربة الطائفية’’ في قطاعات ‘‘التعليم والصحة والعمل ومختلف القطاعات العمومية في الجمهورية’’؛ وهو ما يعني حظر بعض الممارسات التي لا تتفق مع قوانين الجمهورية وحل بعض الجمعيات.

وعن هذا اللقاء، صرح عبد الله زكري، المندوب العام للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، رئيس المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا، لوكالة ‘‘فرانس-برس”: ‘‘سنعبر لرئيس الجمهورية عن قلق المسلمين، خاصة النساء المسلمات، بشأن الحجاب الذي أصبح قضية هستيرية يقودها بعض السياسيين اليمينيين وحتى بعض اليساريين. فهذا النقاش حول الحجاب المستمر منذ عام 1989، يجب أن يتوقف، وعلى رئيس الجمهورية أن يتخذ موقفًا حازمًا لحل هذه المسألة’’.

يأتي هذا اللقاء بين ماكرون والمسؤولين في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عشية نظر مجلس الشيوخ، غدًا الثلاثاء، في اقتراح قانون قدمه أعضاء من حزب “الجمهوريون” اليميني لحظر ارتداء الرموز الدينية للآباء المرافقين للرحلات المدرسية. كما أنه يأتي غداة تظاهر مئات الفرنسيين في باريس ضد ظاهرة ‘‘الإسلاموفوبيا‘‘ و‘‘تشويه صورة المسلمين’’ في وسائل الإعلام ومن قبل بعض السياسيين، وذلك بعد أسبوع من مظاهرة مماثلة في ساحة “الجمهورية” بقلب باريس، للتنديد بالاستهداف المتكرر للمسلمين من قبل بعض السياسيين والإعلاميين، والربط المتكرر بين المسلمين والإرهاب والتطرف. وفي عريضة نشرتها صحيفة “لوموند” قبل أيام دعت 90 شخصية فرنسية الرئيس ماكرون إلى قول: ‘‘كفى للكراهية ضد مسلمي فرنسا’’.

وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد “إيفوب”، الأحد، أن غالبية كبيرة من الفرنسيين تريد حظرًا واسع النطاق ومتزايدًا لكل ما يرمز إلى ديانة ما بشكل علني في الأماكن العمومية. وكشفت نتائج هذا الاستطلاع عن تصلب ملحوظ لدى الرأي العام الفرنسي حيال كافة المظاهر الدينية في الفضاء العام. فبالنسبة لـ78 في المئة منهم، فإن النموذج الفرنسي المستمد من قانون عام 1905 بشأن الفصل بين الكنائس والدولة، بات اليوم “في خطر”.

فيما يرى 80 في المئة منهم أن مسألة العلمانية “تثار بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بالدين الإسلامي”. كما يرى 60 في المئة أن الإسلام “لا ينسجم مع قيم المجتمع الفرنسي”. وقال الرئيس إيمانويل ماكرون، الخميس المنصرم في مقابلة تلفزيونية، إن ارتداء الحجاب خارج أسوار المدرسة “ليس من شأنه”.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.