صدمة وجدل في الجزائر من استيراد مسحوق الحليب من الإمارات

أثار إعلان وسائل إعلام جزائرية استيراد الجزائر مسحوق الحليب لأول مرة من الإمارات جدلا كبيرا، وعبّر كثير من المعلقين على مواقع التواصل عن صدمتهم وغضبهم من استيراد الجزائر، البلد القارة المترامي الأطراف، والمراعي، يلجأ إلى استيراد مسحوق الحليب من الإمارات، البلد الصحراوي، الذي تبلغ مساحته المقدرة بـ83 ألف كيلومتر مربع، مقارنة بمساحة أكبر بلد في إفريقيا والمقدرة بـ 2.3 مليون كيلومتر مربع.

وأعطى معلقون للموضوع بعدا سياسيا مع الاتهامات الموجهة للإمارات بالتدخل في الشأن الجزائري والسعي لعرقلة التغيير في البلاد، وتجسد ذلك في الشعارات المعادية لها في مظاهرات الحراك الشعبي، من بينها شعار “اجروا الانتخابات في الإمارات”. وعبّر معلقون عن أسفهم من الوضع، الذي آلت اليه الجزائر، واستشهد بعضهم بالقول إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان قد عبّر للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين في بداية السبعينات أن حلمه أن تحقق الإمارات ما حققته الجزائر حينها!.

وعلق الخبير الاقتصادي فرحات آيت علي على حسابه على “فيسبوك”

وقالت صحيفة “المحور” الجزائرية إنه بعد ان كانت وزارة التجارة تستورد مسحوق الحليب من الدول الأوروبية فقط، على غرار فرنسا، غيرت بوصلتها هذه المرة نحو دولة الإمارات المتحدة وعبر مجمع «هاكان أغرو» من أجل استيراد هذه المادة التي فاقت فاتورة استيرادها 50 في المائة مقارنة مع احتياجات الجزائر من الحليب التي تفوق 6 مليار لتر في السنة.

و«بودرة الحليب» المدعمة من طرف الدولة تستنزف مليارات الدولارات من الخزينة العمومية دون تغطية حاجيات السوق المحلية، حيث لايزال الإنتاج المحلي يقارب3.5 مليار لتر فقط سنويا، و يوجد بالجزائر 36 ألف مربي يتعاملون مع الديوان الوطني للحليب و171 ملبنة للحليب الطازج خاصة وعمومية.

وكان جدل كبير مماثل أثير قبل خمس سنوات بسبب استيراد الجزائر خبزا مجمدا من الإمارات، وقد أثار الموضوع حينها ردود أفعال غاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون كيف يمكن للجزائر، التي كانت تعرف منذ عهد الرومان باسم “الخزان الممون لروما ولأوروبا بالقمح”، أن تتحول إلى مستورد للخبز من بلد صحرواي لا يزرع ولا يحصد القمح؟

وقد أثار حينها معلقون إمكانية أن يكون استيراد الخبز مجمدا، مبررا لتحويل العملة الصعبة للخارج من قبل ما تسمى بـ”مافيا الحاويات” أو “بارونات الصادرات” في الجزائر، ولا يستبعد أن يكون المبرر نفسه مطروحا في استيراد مسحوق الحليب حاليا!

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.