لوس أنجليس تايمز: الحكومة السعودية أصبحت “سلعة سامة” في السياسة الأمريكية

أصبحت الحكومة السعودية “سلعة سامة” في السياسة الأمريكية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصليه بلاده في اسطنبول، على حد تعبير الكاتب بين فريمان وزميله وليام هاتينغ في مقال نشرته “لوس أنجليس تايمز”، حيث اسقطت شركات الضغط والعلاقات العامة البارزة السعوديين كزبون، وقطعت مراكز الفكر والرأي، بما في ذلك معهد بروكينغز، العلاقة مع الحكومة السعودية، وانسحبت الشركات من مؤتمر كبير في الرياض بعد وقت قصير من مقتل خاشقجي.

تلقت شركة واحدة هي “كورفيس كوميونيكيشنز” ما يقارب 18 مليون دولار من السعودية في الاشهر الثلاثة الأولى فقط بعد وفاة خاشقجي

وقرر مجتمع الاستخبارات الأمريكي أن السعودية مسؤولة عن القتل، وطالب أعضاء الكونغرس بالمساءلة، وقاد الديمقراطيون هذا الاتهام في سلسلة من مشاريع القوانين، التي من شأنها أن توقف مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية وأنهت الدعم للحرب الكارثية في اليمن، وغضب الجمهوريون، بما في ذلك ليندسي غراهام، الذي كان يدافع عن السعودية في مجلس الشيوخ لفترة طويلة قبل عملية الاغتيال.

وأشار الكاتبان إلى أنه على الرغم من رد الفعل العنيف الموجه إلى المملكة، الا أن القيادة السعودية لم تواجه عواقب وخيمة على ذبح خاشقجي أو ذبح المدنيين في اليمن، وهذا يعود بفضل رجل واحد هو ترامب، وأضاف الكاتبان أن الرئيس الأمريكي دافع بصوت قوي عن السعودية في كل فرصة، ووفقا لتقرير لجنة الرقابة في مجلس النواب، فقد كان ترامب يفكر في اعطاء الرياض تقنية نووية دون ضمانات مناسبة لمنع الانتشار النووي.

والحجة الرئيسة لترامب في الدفاع عن السعودية كانت تتعلق بالمنافع الاقتصادية المزعومة لمبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة، والتي تعني كما زعم ” وظائف وظائف للأمريكيين”، ولكن وفقا لما أكدته غالبية وسائل الاعلام فقد كانت الارقام الحقيقية أقل بكثير مما ادعته الإدارة، وأتضح أن مزاعم ترامب مبالغ بها إلى حد كبير- من 10 إلى 20 ضعف العدد الفعلي.

ومن الواضح أن ترامب هو القائد الأعلى لجهود العلاقات العامة السعودية في الولايات المتحدة، ولكنه ليس وحيداُ كما جاء في مقال” لوس انجليس تايمز” إذ ما زال “اللوبي السعودي” ممثلا في الولايات المتحدة بأكثر من 20 شركة، وفقا لوزارة العدل، من بينها شركة ” سكوير باتون بوغس” وشركة ” برؤاون شتين حياة فاربر شريك”، التي دفعت لها السعودية مبلغ مليون دولار في دفعة واحدة بسرعة بعد يومين فقط من مقتل خاشقجي.

وزادت السعودية بشكل كبير من تمويل شركات الضغط والعلاقات العامة، وتلقت شركة واحدة هي “كورفيس كوميونيكيشنز” ما يقارب 18 مليون دولار من السعودية في الاشهر الثلاثة الأولى فقط بعد وفاة خاشقجي.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.