عقليات بالوكالة¿ !

ميز الله كيان الإنسان عمن سواه من المخلوقات بأن جعله في أحسن تقويم، ومن الأثر الذي يُستدل به في التمييز هو “نعمة العقل” الذي أوجده الله لكل إنسان على حده، ولإن العقل هو “مناط التكليف”؛ فلم يجعل الله عقل يشترك فيه اثنان، بل كل إنسان كرمه الله بعقلٍ خاص به يرتقي بصاحبه عن غيره، ويُسيِّر به حياته، ويفرق به بين تعرجات الزيغ واستقامة السوي، ثم يُسأل عنه في عاقبته أمام ربه هل أعطاه حقه واستخدمه بنفسه، أم جعل غيره وكيلاً في استخدامه وَ نائباً عليه في تفكيره.

إن أولئك الذين يجعلون غيرهم وصياً على عقولهم، ويضعون أُناس للتفكير بدلاً عنهم، وينصبون لأنفسهم راعٍ يقودهم كالقطيع مع اختلاف مسمى ذلك الراعي – رئيس، زعيم، شيخ، سيد، مرشد، مرجعية –؛ إنما يستخفون بكنزٍ لديهم أضاعوه في سبيل كُبرائهم فأضلوهم السبيل، هؤلاء إنما مثلهم كمثل فرعون وقومه عندما قال لهم {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} وكان الرد {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَه فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} هؤلاء وأولئك أضاعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، واشتروا تعاستهم بسعادة لؤماء قومهم.

✍ محمد أحمد

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.