“اﻷمر ممكن”و اسألوا التاريخ

بقلم : أحمد جمال البلوشي

قد يكون الأمر المستحيل في الظاهر ممكنا في الواقع ، فلا تؤمن بما توحي إليك نفسك ، من أن الأمر مستحيل وأنك غير مكلف فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، ولأنك كلفت فالأمر ليس مستحيلا وإلا لم تكلف ، فالأمر الذي وكل إليك أو تطلبه الواقع منك أو عرفت أنه واجبك الديني أو الإنساني أو الأخلاقي كان ذلك في وسعك وإلا لم تكلف به ودين الإسلام دين إنسانية وأخلاق فأنت مكلف بنصرة دينك فأنت مطلوب والأمر ممكن.

أنت مكلف بأن تملأ الفراغ وتبادر بالقيام بما يجب عليك لتدارك القصور وسد فراغات دينية وأخلاقية وإنسانية فسيأتي اليوم الذي تدرك أن الأمر كان ممكنا ، أنت مكلف بأن تحمل قلمك ولسانك ومدفعك للدفاع عن قضاياك و لتقوم بكتابة تاريخك ، أنظر إلى السماء لترى كم يبعد القمر عن الأرض ، فقد سار البشر على سطح القمر بعدما كان ذلك أمرا مستحيلا فإن كانت المسافة بينك وبين ما تحلم به وتعتقد أنه مستحيل أبعد من المسافة بينك وبين القمر فأنت غير مكلف والأمر خارج عن وسعك وإذا كان دون ذلك فالأمر ممكن لتعرف إلى أى مدى قد تكون المسافة بين الإنسان وبين أهدافه ولكنه سيصل في يوم ما إلى ما يريد .

فقد كان الطيران مستحيلا في يوم ما وعندما إبتكر المسلم فكرة الطيران استخفه الناس و لكنهم صنعوا أحدث الآلات للطيران ، وانظر إلى تاريخ الحركات في التاريخ الإسلامي سواء كانت حركات علمية أو جهادية أو تحريرية أو سياسية أو إصلاحية ، معظمها بدأها شخص واحد أو أشخاص معدودين وكانوا فترة من الزمن مجهولين لا يرحب الناس بهم ولا يعرفونهم ومن يعرفهم يستخف بهم
ثم انظر كيف قادوا الأمم ، وانظر إلى محمد الفاتح وإلى طارق ابن زياد وإلى صلاح الدين الأيوبي وإلى عثمان ابن أرطغرل لو صدق هؤلاء أن الأمر مستحيل لما فتحت لنا القسطنطينية والأندلس ولما تحرر القدس ولما رفعت راية الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ولما كانت للإسلام قوة عظيمة وشوكة في العالم وبطولات تسجل على صفحات التاريخ

لا تسلك الطريق المألوف :

السير في الطريق الممهد سهل ميسور لكنه لن يضيف إليك ما يميزك عن هؤلاء الناس إنه كاف ليجعلك نسخة متكررة مشابهة لألاف النسخ المملة ، إبحث عما يميزك إبتكر هدفا وابتكر طريقا ، فالطريق المؤدي إلى مسار معين وجهة معلومة لن يوصلك إلى هدفك ولن يخرجك من الحالة الروتينية المألوفة وطريق النجاح ليس مفروشا بالورود ، إن الذين يخاطرون بأنفسهم في سبيل أهدافهم هم من يعرفون إلى أى مدى يمكن للمرء أن يتقدم وهم من يأتون بالإبداع والتحول وهم من يمهدون الطريق ، لن تلاحظ التغيير في حياتك و في أفكارك ومعتقداتك العقلية والفكرية بالمضي في الطريق المعتاد فضلا عن تغيير من حولك.

لا تقل لا يعنيني الأمر أو أنا لست أهلا لذلك أو غيري يفعل ذلك كأنك ما خلقت إلا لتكون في الحاشية ، أثبت أنك الشخص المطلوب وأن بامكانك فعل أى شئ وأن العالم بإنتظارك .

التغيير مطلوب :

ما دام مجال التغيير مفتوحا شرعا وعقلا فلماذا الركود الفكري ومادام الله يدعونا إلى التدبر والتعقل فلماذا إهمال العقل وركود الفكر والاقتناع بالدون وإذا لم تأت أنت بالتغيير فسوف يأتي به غيرك وإذا غيرت نفسك فأنت مسؤل عن تغيير من حولك إن التغيير الذي ترونه في العالم سواء سلبيا كان أو ايجابيا إنه لا يأتي من تلقاء نفسه بل إن وراءه من يقول لنفسه : ” عليك بتغيير العالم ” أو ” بامكانك تغيير العالم “

ونحن نملك تغيير اللحظة التي نعيشها لأننا لا نملك اللحظات الفائتة واللحظات المستقبيلة ليست بين أيدينا ولحظاتنا الحالية هي كل ما نملك ، معناه أن التغيير ممكن إذا بدأنا الأن وبهذا فالمتحسرون على الماضي وكذلك المتسوفون للمستقبل لا يظفرون بالتغيير (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

https://telegram.me/menoathgafi

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.