غارات روسية – سورية تتسبب بمجزرة جديدة في ريف إدلب

ووكالات:
بقي ملف إدلب مشتعلاً حيث تتواصل العمليات العسكرية في إدلب شمال غربي سوريا، بينما ارتكبت القوات الروسية والنظام السوري مجازر في معرة النعمان ذهب ضحيتها العشرات أغلبهم أطفال إثر غارات وحشية، حيث ترمي قواتهما لفتح الطرق الدولية التي تربط حلب بدمشق واللاذقية، وهو الهدف من وراء مواصلة التصعيد الروسي والإصرار على تطبيق نموذج القضم «خطوةً خطوةً» الذي تحدث عنه لافروف قبل أشهر، بإشراف مباشر من القوات الروسية الخاصة التي يتواجد منها نحو 200 مقاتل شمال غربي سوريا، في ما يبدو أن ملفي شمال سوريا وضعا على نار حامية فالروس والنظام يواصلون القضم في إدلب والأتراك يفككون مع الأمريكيين عقد شرقي الفرات.

فقد تقدمت قوات النظام والقوات الخاصة الروسية المهاجمة أمس في محاور استراتيجية، ودخلت إلى قريتي الزرزور وتل أغبر في المحور الجنوبي الشرقي من المحافظة. وذلك بالتوازي مع حلحلة بعض عقد ملف شرقي الفرات، حيث بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مستجدات الأوضاع في سوريا، وذلك في اتصال هاتفي جرى بينهما، حسب بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصالات في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة. وأوضح البيان، أن الرئيس أردوغان وترامب اتفقا على مواصلة التعاون بين البلدين، وذلك في أعقاب انسحاب الميليشيات الكردية، من ريف الحسكة شمال شرقي سوريا، وإعلان الإدارة الذاتية سحب قواتها وتدميرها تحصينات قرب الحدود السورية – التركية، بناء على تفاهمات أمنية أمريكية – تركية، حسب ما قال الرئيس المشترك لمكتب الدفاع في الإدارة الذاتية، زيدان العاصي، في تصريحات صحافية، لافتاً إلى أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» سحبت مقاتليها، ودمرت تحصيناتها، وردمت الخنادق، في مدينة رأس العين في ريف الحسكة.

مجلس الأمن يناقش مشروع قرار كويتي ـ ألماني ـ بلجيكي حول الأحداث

وفي خضم هذه التطورات، تقدمت قوات النظامين الروسي والسوري، بعد أكثر من 900 ضربة جوية وبرية استهدفت ريف ادلب، وجبال اللاذقية بالتزامن مع معارك عنيفة تشهدها محاور ريف مدينة معرة النعمان، بينما كثفت الطائرات الحربية الروسية والسورية، أمس، قصفها الأطراف الشرقية لمدينة إدلب، وخلفت أكثر من 30 قتيلاً بينهم 6 أطفال، وعشرات الجرحى، خلال الأربع والعشرين ساعة الفائتة.
وتتركز المعارك المستمرة بوتيرة عنيفة بين فصائل المعارضة، وقوات النظام والميليشيات المساندة لها بدعم روسي، على محاور عدة في محيط معرة النعمان، وتشتد الاشتباكات في محور الزرزور ومحور سكيات، تترافق مع قصف جوي وبري مكثف، ومعلومات عن مزيد من القتلى والجرحى بين طرفي القتال، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقالت فرق الدفاع المدني، ان النظام السوري اقترف مجزرة مروعة، أمس بعد استهداف منازل المدنيين في مدينة معرة النعمان بحمولة كاملة 12 صاروخاً دفعة واحدة، مخلفة ضحايا معظمهم من الأطفال، كما استهدفت المقاتلات الحربية الخميس، الأطراف الشرقية لمدينة إدلب بثلاث غارات روسية تلتها غارتان من طائرات النظام.
سياسياً، ذكر دبلوماسيون أن مناقشات بدأت خلال الأسبوع الجاري بين بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار يطالب بوقف لإطلاق النار في ادلب، بمبادرة من الكويت وألمانيا وبلجيكا. ويهدف مشروع القرار أيضاً إلى وقف الهجمات على منشآت طبية في هذه المنطقة الواقعة في شمال غربي سوريا، ومطالبة الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين والطواقم الطبية، حسب المصادر نفسها. ويأتي ذلك بينما يفترض أن يستمع مجلس الأمن الخميس إلى تقارير حول الوضع الإنساني في سوريا وتقدم الوساطة السياسية التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.