مصر التي لا أعرفها

الزمان: ليلة أفضل أيام الدنيا يوم عرفة

المكان: العلمين الجديدة، مصر

الحدث: حفل المُطربة العالمية جينيفر لوبيز. ونشرت سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، في حسابها على موقع انستجرام، صورة لها مع وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي ووزيرة التخطيط والإصلاح الإداري هالة السعيد، بعد أيام من التفجير الذي أودى بحياة 20 شخصا أمام معهد الأورام بوسط العاصمة المصرية القاهرة.

سعر التذكرة: 3000 جنيه مصري للتذكرة العادية و 5000 جنيه مصري للـ VIP ونفذت جميع التذاكر خلال ساعات.

عائدات الحفل: 70000 تذكرة*3000 = 210 مليون جنيه = 12 مليون دولار.

الحضور: نُخبة من شخصيات عامة تتضمن وزيرات للحكومة المصرية، رجال أعمال، ممثلين، مطربين، فنانين وطبعا أولاد الناس الأغنياء جدا.

مع الأخذ في الاعتبار ما يلي:

  • قبل عدة أيام قليلة شهدت البلد حادث مأساوي راح ضحيته أبرياء فقراء من بينهم مرضى ربما لا يملكون ثمن الدواء.
  • قبل عدة أيام أيضا صرحت هذه المُطربة التي يحتفون بها كل هذه الحفاوة، بأن إسرائيل هي “الوطن الأم” وأساءت لفلسطين ولم تعترف بها!
  • بالتالي ظهرت دعوات لمقاطعة الحفل، فما كان من هؤلاء “النُخبة” إلا أن تجاهلوا هذه الدعوات.
  • لم يتقدم المحامي سمير صبري برفع دعوى قضائية ولن يجرؤ.
  • لم يظهر علينا نقيب الموسيقين هاني شاكر ليعترض على هذا الحفل ويطالب بإلغاءه كما فعل من قبل، ولن يجرؤ.
  • لم تتحدث الصحافة عن الملابس الفاضحة التي ترتديها المُطربة كما فعلت مع رانيا يوسف، ولن تجرؤ.
  • لم نشهد الأخت اللي طلعت تقول فلوس الحج دي أولى بيها شهداء معهد الأورام تتحدث عن هذه الملايين وإلى من ستذهب ومن سينتفع بها!
  • بعد ذلك يخرج علينا هؤلاء “النُخبة” يطالبون الشعب بالصبر والتحمّل والتبرع ولو بجنيه.
  • كذلك يخرج علينا من يُبرر لهم ويدافع عنهم تحت شعار بغيض سئمنا منه “حرية شخصية”..

قضية فلسطين أصبحت حرية شخصية!
التضامن مع المُتضررين من الحادث حرية شخصية!
البجاحة عندما يطلبوا من الفقراء التبرع بما يقدرون عليه بينما ينفقوا هذه المبالغ في حفل غنائي حرية شخصية!
عدم إظهار ذرة احترام لهذا الشهر الكريم ولهذه الأيام لدرجة أن يقام الحفل ليلة عرفة؟!

و لما نتكلم يقلبوا الآية ونصبح نحن الذين في موضع إتهام وردود مثل:

(إنتو زعلانين ليه، هما بيدفعوا من فلوسكم، دعوا الخلق للخالق، بطلوا مزايدة، ربنا اللي هيحاسبهم، متدخلش الدين في السياسة، بطلوا رجعية وتخلف بقى…).

سيداتي آنساتي سادتي.. أهلا بكم في مصر!

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.