نيويوركر: الشر والبلاء يستفحلان في أميركا

وصف مقال بمجلة نيويوركر الأميركية حادثة إطلاق النار الجماعي داخل مركز تجاري بمدينة إل باسو بولاية تكساس السبت الماضي، بأنها تدل على استشراء البلاء في البلاد.

وجاء في المقال الذي كتبه الصحفي أندرو مارانتز أن وثيقة بلا توقيع نُشرت صبيحة السبت الماضي على موقع “8 شان” (8chan) الإلكتروني الذي يصف نفسه بأنه “أحد مواقع الإنترنت الأكثر ظلاما”.

وبدا أن مؤلف الوثيقة شاب أبيض يبلغ من العمر 21 عاما من منطقة بالقرب من مدينة دالاس في تكساس، كان قد قاد للتو سيارته يوم السبت في رحلة استغرقت زهاء تسع ساعات إلى مدينة إلباسو الحدودية.

وطبقا للوثيقة، فإن الجريمة التي أقدم عليها رجل أسترالي في مارس/آذار الماضي وأسفرت عن مقتل 51 شخصا أثناء صلاة الجمعة في مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا، قد ألهمت الشاب الأبيض على فعلته تلك.

وكانت شرطة إلباسو أعلنت السبت الماضي مقتل عشرين شخصا على الأقل وإصابة 26 في إطلاق نار بأحد الفروع المكتظة من متاجر وولمارت بالمدينة الواقعة جنوبي الولايات المتحدة.

تشغيل الفيديو

حرب عنصرية
ويعتقد أندرو مارانتز في مقاله أن الجاني كان يهدف على ما يبدو إلى إشعال “حرب عنصرية”، أو بالأحرى “التعجيل بحرب عنصرية” كان يظن أن رحاها تدور بالفعل.

وكتب ذلك الشاب في موقع “8 شان” موجها كلامه لمتابعيه ممن يؤمنون بنفس أفكاره، قائلا لهم: “قوموا بواجبكم وانشروا هذا أيها الإخوة، استمروا في قتالكم من أجل القضية”.

ويرى الكاتب أن ما يسميه “الإرهاب القائم على تفوق الجنس الأبيض” ليس بالأمر الجديد، لكن هذا “التجسيد المقرف له مُعدٍ على ما يبدو”، منبها إلى أنه بعد 13 ساعة من مجزرة إلباسو فتح رجل مسلح النار على جمهور خارج إحد الحانات بمدينة دايتون في ولاية أوهايو.

وفي يوم السبت نفسه، مرر مستخدمو موقع “8 شان” جدول بيانات غوغل يحتوي على معلومات عن حوادث إطلاق النار: تاريخها، وأماكن حدوثها، وأعداد القتلى. وأُدرج اسم منفذ هجوم إلباسو في أسفل الجدول.

ويعلق مارانتز على ذلك بالقول إن الاعتقاد السائد هو أن المعلومات الواردة في ذلك الجدول مرشحة للازدياد.

أيديولوجيا واحدة
ويتوقع الكاتب أن يتحول الحوار الوطني داخل الولايات المتحدة إلى تناول قضايا من قبيل حظر حمل السلاح والأمراض العقلية، إلى تصرفات الرئيس التي تؤجج التوترات العنصرية “التي ظلت إحدى هواياته طوال عقود من الزمن، وتبدو الآن إستراتيجيته الرئيسية لإعادة انتخابه”.

ويبقى السؤال: ما الذي يمكن فعله إزاء حقيقة أن إرهابيين كُثرا -ممن كانوا وراء الهجمات في إل باسو ودايتون وكرايست تشيرتش وغيرها- يجدون في مواقع إلكترونية شبيهة بموقع “8 شان” مصدر إلهام لهم؟

وفي ذلك يقول مارانتز إن كل قاتل في تلك الظروف ربما تصرف بملء إرادته، لكنهم جميعا “معتنقون متحمسون” لأيديولوجيا واحدة “قوامها غضب غشيم، وقومية متطرفة، وعدمية جنونية، ومخاوف من حدوث إبادة جماعية للجنس الأبيض”.

ويختتم الكاتب بأن هذا النمط من التفكير ينتشر بشكل كبير في أوساط العديد من شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتبر نفسها حصنا منيعا لحرية التعبير، مثل مواقع “4 شان” (4chan) و”8 شان” (8chan) و”غاب” (Gab).

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.