صيام وإفطار في يوم واحد.. بريطانيا تحتفل بنصف عيد

سادت حالة من التخبط في كثير من الدول العربية بشأن مسألة إعلان رؤية هلال شوال، فبينما تعذرت الرؤية في بعض الدول، أعلنت دول أخرى مثل قطر والسعودية والبحرين والكويت وتركيا والإمارات، أن الثلاثاء أول أيام العيد.

لكن حالة التخبط تتضاعف في الدول غير الإسلامية التي تقيم بها جاليات مسلمة ضخمة، مثل بريطانيا التي لم يحسم بها رؤية الهلال بصورة عامة، فبينما يحتفل المسلمون في لندن بالعيد اليوم الثلاثاء، يواصل بعض المسلمين في أسكتلندا وغلاسكو الصيام، فلكل مسجد قراره الخاص بشأن الرؤية.

استعدادات لجذب الأسر المسلمة
مع التأكد من رؤية هلال شهر شوال، يبدأ القائمون على الساحات المتاحة لأداء صلاة العيد بها في الاستعداد لاستقبال المصلين، ففي كل منطقة تقام الصلاة بأحد المتنزهات، التي يقصدها الناس لإحياء شعائر صلاة العيد والاحتفال به.

ويحرص كثيرون على أداء صلاة العيد بالمركز الإسلامي في لندن وهو من أشهر المساجد وأقدمها، وتقام صلاة عيد على رأس كل ساعة، في الفترة الممتدة من وقت الشروق إلى ما قبل الظهيرة، مما يجعله مقصدا لآلاف المسلمين في مدينة لندن.

ويشهد المركز الإسلامي وساحات الصلاة العديد من الأنشطة التي تهدف إلى إضفاء البهجة على المصلين وعلى الأطفال الصغار، مثل توزيع الحلوى والبالونات وتوفير أماكن ألعاب في المتنزهات العامة التي تقام بها الصلوات لجذب أكبر عدد من المسلمين وأطفالهم وربطهم بأماكن التجمعات الإسلامية.

أعياد في ساعات العمل الرسمية
وفي الوقت ذاته، هناك تحديات تواجه المسلمين في العيد، وهي أن الأعياد الإسلامية ليست مدرجة على قائمة الأعياد الرسمية في بريطانيا، وبالتالي يجد عدد كبير من المسلمين مشكلة التوفيق بين أوقات العمل ومواعيد إقامة الصلاة وبعضهم لا يستطيع الحصول على إجازة أو إذن لحضور الصلاة.

ويواجه الطلاب في المدارس المشكلة ذاتها، إذ يستوجب الأمر الحصول على إذن مسبق من إدارة المدرسة التي عادة ما توافق على منحهم هذه الإجازة في أول أيام العيد، ويعتبر غياب دون إذن في اليوم الثاني وهو ما يتسبب في تغريم الأهالي غرامة مالية كبيرة تصل إلى 250 جنيها إسترلينيا، وهو ما يشكل عبئا وضغطا ماليا وقانونيا على الأهالي إذ إنه قد يعرضهم إلى المساءلة من قِبَل السلطات المحلية.

ويفضل البعض قضاء اليوم في التسوق في المجمعات التجارية الكبرى التي بدأت مؤخرا في إقامة فعاليات خاصة للمسلمين في العيد، مثل سوق ويست فيلد الشهير، حيث يتوفر أماكن بيع الطعام والحلوى الحلال.

وتعتبر زيارة القبور من طقوس أول أيام العيد وخاصة عند المسلمين المقيمين في بريطانيا منذ سنوات طويلة، حيث يتوجهون إليها عقب الانتهاء من الصلاة، ثم بعد ذلك يجتمعون في بيت العائلة لتناول الغداء وقضاء اليوم مع الأبناء والأحفاد.

احتفالات الجاليات العربية
وفي كل عام تقيم الجاليات العربية فعاليات للاحتفال بالعيد، ولا سيما الجالية الفلسطينية التي تقدم أنشطة في كبرى المتنزهات بلندن لمنح الأطفال أجواء العيد، خاصة وأن كثيرا منهم ولد خارج فلسطين. حيث توجد أنشطة للعب والقفز والرسم على الوجه والحناء وبيع المنتجات الغذائية والثوب الفلسطيني التقليدي بصناعة يدوية مميزة، وتشهد الفعاليات حضورا قويا من الأسر العربية بمختلف جنسياتهم.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.