واشنطن بوست: هدية ترامب الجديدة لبن سلمان سابقة خطيرة على حساب الكونغرس

في افتتاحية “واشنطن بوست” بعنوان “اختار ترامب منح م ب س هدية وأسس لسابقة جديدة خطيرة” وأشارت إلى تصويت غالبية أعضاء الحزبين في الكونغرس الشهر الماضي ضد تقديم أي دعم إضافي للتدخل الكارثي السعودي في اليمن، وهو التدخل الذي فشل في تحقيق أهدافه وأنتج أسوأ كارثة إنسانية في العالم. وتقول الصحيفة إن الرئيس ترامب استخدم الفيتو ضد القرار وضاعف في الوقت نفسه دعمه المطلق للنظام السعودي وحلفائه. فقد أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس يوم الجمعة أنها صادقت على 22 صفقة سلاح للسعوديةوعدد آخر من الدول متذرعة بحالة الطوارئ ومتجاوزة الكونغرس الذي يقوم في العادة بالنظر في الصفقات. وتضم الصفقات ذخائر جديدة تقتل المدنيين في اليمن.

وتعتقد الصحيفة أن التحرك الجديد من الإدارة هو خرق آخر للمعايير المتبعة إن لم تكن خرقا للقانون. وتقول الصحيفة إن الإشعار الذي قدمته الإدارة للكونغرس لم يوضح طبيعة “الحالة الطارئة” التي سمحت لها باستخدام ثغرة في قانون التحكم بتصدير السلاح والذي يعطي الكونغرس الصلاحية لمراجعة صفقات الأسلحة. ورغم حديث وزير الخارجية مايك بومبيو عن حاجة الدول العربية “لردع وحماية أنفسها” ضد إيران إلا أن الأسلحة لن تتوفر إلا بعد سنين، وهو ما يعني أنها ليست مرتبطة بالحرب الأهلية في اليمن ولا التوتر المتصاعد في مكان آخر. وستذهب بعض الصفقات إلى الأردن الذي ليس في حالة حرب مع اليمن أو مكان آخر. وترى الصحيفة أن المناورة تزيد من تحدي الرئيس ترامب لدور الكونغرس الشرعي في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.

وتضيف الصحيفة أن الحزبين وضعا قيودا على مبيعات السلاح للسعودية بسبب قصفها المتعمد والبادي للمدنيين ولرفضها معاقبة المسؤولين البارزين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك جريمة قتل وتقطيع الصحافي المساهم في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي العام الماضي في قنصلية بلاده باسطنبول. ومن أجل منع بيع الأسلحة وبشكل دائم على الكونغرس أصدار تشريع يمكن لترامب مراجعته. ولكنه تجاهل مرة أخرى سلطة الكونغرس ليحابي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي شن حرب اليمن والذي أمر حسب تقييمات “سي آي إيه” بجريمة قتل خاشقجي. وفشل ترامب بداية العام الحالي الإستجابة لمطلب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ القاضي بتحديد مسؤولية ولي العهد عن الجريمة. وتقول الصحيفة إنه في حالة السماح لهدية ترامب الجديدة إلى ولي العهد فسيكون الرئيس قد وضع سابقة جديدة: يجوز للرؤساء بيع السلاح لأي مكان في العالم بناء على حالة طوارئ ليست واضحة، وبدون أن يسمح للكونغرس بمراجعة الصفقة.

وتشير الصحيفة أن مؤيدي ترامب قلقون من ترامب وصفقات السلاح إلى السعودية. فرئيس لجنة الشؤون الخارجية، الجمهوري عن ولاية إيداهو السناتور جيمس ريستش يفكر بالموضوع. وقال في بيان إنه يراجع ويحلل مبرر هذا التحرك والتداعيات المرتبطة به. ولدى السناتور العلاج الجاهز للموضوع، فهو يستطيع تنظيم تصويت في لجنته على تشريع يمنع بيع السلاح للسعودية حتى توقف قصفها لليمن وتطلق سراح كل الناشطات المطالبات بحق المرأة واللاتي تعرضن للتعذيب. فوظيفة الكونغرس في النهاية هي الحد من تبنيترامب الغاشم لرجل السعودية القوي، وعليه أيضا الدفاع عن صلاحياته في رسم المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية. وعلى ريستش إظهار أنه قدر هذا التحدي.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.