الصبر على الابتلاء

كلّ إنسانٍ في هذه الدنيا مهما كان معتقده وفكره معرّض للابتلاء، ومن الابتلاءات التي يتعرّض لها الإنسان خلال حياته الإصابة بمرضٍ أو أمراضٍ عديدة، أو فقدان المال، أو موت شخصٍ عزيزٍ عليه، أو مفارقة الأهل والأحبة، أو المشاكل العائليّة. ويختلف التعامل مع حالات الابتلاء التي يمرّ بها الإنسان من حالةٍ إلى أُخرى، ولكن هناك قاسم مشترك للتعامل مع كل حالات الابتلاء، وهو الصبر.
وللصبر على الابتلاءفضل، وأسباب معينة، قال الله سبحانه وتعالى: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا )وشهر الصبر: شهر الصيام، والصبر عن المحبوب أي: حبس النفس عنه، والصبر على المكروه: احتماله دون جزع .
إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة حب من الله له ؛ إذ هي كالدواء ، فإنَّه وإن كان مُرًّا إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى – ففي الحديث الصحيح : ( إنَّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط )
فما أجمل تلك اللحظات التي يفر فيها العبد إلى ربه ويعلم أنه وحده هو مفرج الكرب ، وما أعظم الفرحة إذا نزل الفرج بعد الشدة ، قال الله تعالى : ( وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ) .

فاعلم إنك لن تتحصل على الصبر إلا بالتدريب .. قال رسول الله “.. من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر” وعلى قدر استعدادك، يكن صبرك على المشاكل والابتلاءات التي تعتريك في الطريق .
فعليك أن تستعد بأخذ الأسباب وخطوات التصبر حنى يهون عليك البلاء وتنال عظيم الثواب.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.