تدهور صحة أسيرين مضربين يعزلهما الاحتلال الإسرائيلي

خيمة صغيرة ومجموعة من الصور واللافتات وضعت على الشارع العام ببلدة دير سامت جنوب غرب مدينة الخليل بالضفة الغربية.. هنا تستقبل عائلة الأسير الفلسطيني عودة الحروب (31 عاما) الصحفيين والمتضامنين معها والمساندين لابنها المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهر ونصف الشهر.

يوما بعد يوم يزداد قلق العائلة على حياة ابنها خاصة مع استمرار تجاهل الاحتلال لوضعه الصحي، ورفضه السماح لذويه بزيارته في معتقله بعيادة الرملة المخصصة للأسرى المرضى.

ما يرِد عبر محامين سمح لهم بزيارته لا يطمئن العائلة، ويؤكد تراجع وزن الأسير الصحي بنحو أربعين كيلوغراما، وإصابته بأمراض مزمنة لم يكن يعاني منها قبل اعتقاله وخاصة السكري وضغط الدم.
عشرة أطفال
ويشفق الحاج محمد ذيب الحروب (عم الأسير) على زوجتين وعشرة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 12 عاما، يغلب على وقتهم البكاء ويعيشون حالة من القلق والخوف على حياته في ظل إصراره على مواصلة الإضراب رفضا لسياسة الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة.

وأكثر ما يخشاه الحاج ذيب خروج ابن أخيه وزوج ابنته بإعاقة أو تلف دائم في أعضاء حيوية من جسمه نتيجة الإضراب، محملا الاحتلال ومخابراته المسؤولية عن إهماله وتجاهل مطلبه العادل وهو إما المحاكمة أو الإفراج.

لا يبدو المسن راضيا عن حجم التضامن مع عائلة الأسير، فالحضور إلى خيمة التضامن متواضع بالمقارنة مع مناسبات أخرى، لكنه يحاول التماس العذر فيعزو السبب لأجواء رمضان وانشغالات الناس وتكرار إضرابات الأسرى السنوات الأخيرة.

أما الصغيرة خلود، فتمالكت نفسها خلال الحديث عن والدها لكاميرا الجزيرة نت ووجهت رسالة تضامن تؤكد مساندتها واشتياقها له، لكن سرعان ما أجهشت بالبكاء بعد انتهاء التصوير.

وعلى مائدتي السحور والإفطار تفتقد خلود والدها وتتمنى لو يتحقق مرادها ويتم الإفراج عنه ليقضي معها ومع أخوتها ما تبقى من الشهر الكريم.

وعودة أسير سابق أمضى في سجون الاحتلال ستة أعوام، وتم اعتقاله الأخير يوم 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي وصدر بحقه أمر اعتقال إداري لأربعة أشهر، مددت بأربعة أخرى، مما دفعه لإعلان الإضراب.

أوجاع الإضراب
وإلى جانب الحروب يواصل حسن العويوي من الخليل -المعتقل منذ 15 يناير/كانون الثاني الماضي وهو أسير سابق وأب لثلاثة أطفال- إضرابه عن الطعام لليوم 48 على التوالي، في حين علق أمس الأسير سليم رجوب إضرابا استمر 25 يوما بعد قرار تحديد يوم 29 أغسطس/آب موعدا للإفراج عنه وإنهاء اعتقاله الإداري.

من جهتها حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بالسلطة الوطنية من تدهور صحة الأسيرين المضربين، موضحة أنهما يعزلان في زنزانتين ضيقتين بسجن “نيتسان” بمدينة الرملة في أراضي الـ 48، ونقلا إلى المشافي عدة مرات نظرا لتدهور وضعهما الصحي.

وذكرت الهيئة من الأعراض المرضية لهذين الأسيرين الصداع الشديد وصعوبة الحركة وآلام الأمعاء والغثيان وآلام المفاصل فضلا عن تراجع الوزن.

ويقبع في سجون إسرائيل نحو 6500 أسير بينهم نحو خمسمئة معتقل إداري بموجب ملف سري ولا يمكن للمتهم أو المحامي الاطلاع على محتواه.

وأصدرت سلطات الاحتلال منذ عام 1967 أكثر من 52 ألف قرار بالاعتقال الإداري ما بين جديد أو تجديد للاعتقال.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.