”التايمز” تكتب عن “نفاق” حلفاء حفتر الروس والأوروبيين!

قالت صحيفة “التايمز” إن وزير الخارجية البريطانية جيرمي هانت حذر مع وزراء مجموعة الدول السبع الجنرال خليفة حفتر، قائد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي وطالبوه بوقف هجومه على العاصمة طرابلس وتهديده بالإطاحة بحكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وإلا فسيواجه تحركا دوليا. وتعلق الصحيفة في افتتاحيتها أن الجنرال أوقف تقدمه، على الأقل في الوقت الحالي، مضيفة أن هذا لا صلة له بالتهديدات الدولية أكثر من المواجهة التي لقيها جيشه من الميليشيات المتمركزة حول العاصمة والمقاتلين الذين أطاحوا بالنظام السابق ويخشون أنه سيقيم نظاما بغيضا مثل النظام الذي خدمه مرة ما. ومع ذلك فلا أحد يشك في تصميم حفتر الذي استطاع السيطرة على بنغازي وشرق ليبيا والمناطق التي تعاني من فوضى، الإطاحة ببقايا الحكومة العاجزة في طرابلس. ويعتقد أن الوقت قد حان لدفعة أخيرة وتوحيد البلاد تحت قبضته وتوفير الإستقرار.

وتقول الصحيفة إن حفتر الذي قضى 20 عاما في المنفى لديه حلفاء أقوياء. ويحظى بدعم غير محدود من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يرى أن رجلا قويا على شاكلته يستطيع فرض النظام على الجار الليبي. وكذا الإمارات العربية المتحدة التي تستخدم مالها وطموحاتها للعب دور مؤثر في الشرق الأوسط. وروسيا التي قدرت أن حفتر سينتصر في المنافسة المتعددة الأطراف. وتريد استعادة علاقاتها القوية مع البلد الذي اتسمت العلاقة معه بالتقلب منذ سيطرة القذافي على الحكم في عام 1969 ولكنها لم تتخل عن حلم بناء موطئ قدم لها في شمال أفريقيا. وأضافت أن جيران ليبيا من الشمال يشعرون بالدهشة من التطورات الأخيرة. فقد دعمت الدول الأوروبية الجهود الضعيفة للأمم المتحدة لتحقيق الوحدة الوطنية في ليبيا ووقفت وراء حكومة فائز السراج في طرابلس والتي تريد التفاوض لإنهاء الإنقسام التاريخي بين الشرق والغرب. ولكن الأوروبيين يعترفون على تردد أن السراج أثبت عجزه وعدم قدرته وأن سلطته لا تتعدى العاصمة ولم يستطع ضمان سلامة المنشآت النفطية الحيوية ويعتمد على مجموعات من الميليشيات والجماعات الإسلامية التي تتنافس على السلطة في العاصمة. وتشير الصحيفة أن إيطاليا وفرنسا اللتان تحتفظان بمصالح اقتصادية في البلد رحبتا بما قام به الجنرال في الجنوب الذي يعاني من خلافات اثنية وقبلية. وتقوم عصابات الجريمة فيه بإدارة عمليات تهريب مهاجرين ومخدرات. ويواجه الأوروبيون والروس معضلة الآن، فزحف الجنرال نحو العاصمة لم يكن موقتا بشكل جيد وتزامن مع زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريس الذي جاء للتفاوض حول مؤتمر المصالحة الوطنية الذي من المقرر عقده الأسبوع المقبل. وربما كان الجنرال يحاول إفشاله أو أنه لم يعد ينتظر طويلا خاصة بعد حديث عن مرضه. ولكنه أهان b3athtla وأغضب حلفاءه الذين طالبوه بضبط النفس، إلا أن روسيا وأوروبا تعرف أنه القوة هي التي ستظهر، كما هو الحال في نزاعات الشرق الأوسط.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.