من راوئع النابلسي: حاجة ضعاف الإيمان إلى التعليل

عندنا اتجاهان في شرح الأحكام الفقهية:
الاتجاه الأول إذا آمنت أن لهذا الكون خالقاً عظيماً خلق السماوات والأرض، لأي أمر أمرك به، أو أي نهي نهاك عنه، لأنه أمر ولأنه نهي هذه علة كافية.
أنت عندك جهاز معقد قرأت التعليمات وجدت أن الشركة الصانعة عمرها مئة عام، وعندها ثمانية آلاف مهندس، أعطت توجيهاً تشعر بكل خلية بجسمك، وبكل قطرة بدمك، أن هذا الكلام صحيح، وهذه التوجيهات يجب أن تنفذ، ولا يخطر في بالك أبداً أن تناقش هذه الشركة الصانعة في هذه التوجيهات، لأنها هي الصانعة.

الميتة يحرم أكلها
عندنا اتجاهان؛ الأول أن تقول: لأن الله حرم علينا الميتة فهي حرام.
لكن إذا أردت أن تقنع ضعاف الإيمان, تحتاج إلى التعليل، لكن لو فرضنا أن الإنسان لم يعرف التعليل ألا ينبغي أن ينفذ الأمر الإلهي؟ لا ينبغي أن تعلقه على التعليل، لكن التعليل يقوي إيمانك، التعليل يجعل الشريعة معقولة، التعليل يجعلك تعلم الناس، أما المؤمن الصادق فلأن الله أمر انتهى، لأن الله نهى انتهى.
علة أي أمر أنه أمر، لكن هذه الدابة إذا ماتت دمها فيها، كل الأمراض والأوبئة وعوامل الضعف في الدم، فإذا بقي الدم في الدابة فقد أصبحت مؤذية في تناولها.

لذلك الآن حدثني أخ كريم حضر معنا الجمعة مقيم في أمريكا قال: صدر قانون فيدرالي يمنع قطع رأس الذبيحة على مستوى الولايات كلها، حين يقطعون رأس الذبيحة, القلب يضرب الضربات النظامية -ثمانون ضربة- هذه الضربات النظامية لا تكفي لإخراج الدم، فتبقى الذبيحة زرقاء الدم، وطعمها غير مستساغ، عرفوا هذا من التجربة عادوا إلى الشرع مقهورين لا متعبدين، لكن إذا قطعت أوداج الذبيحة جاء الأمر الاستثنائي من الدماغ إلى القلب، ورفع الضربات إلى مئة وثمانين ضربة، وهي تخرج الدم كله من الذبيحة، وهم بالتجربة وجدوا أنه لابد أن تكون الذبيحة خالية من الدم، كانت كل الطرق القديمة في المسالخ الأجنبية تقطع الرأس كالمقصلة تماماً، الآن منع قطع الرأس ليبقى الأمر الاستثنائي من الدماغ ساري المفعول، حتى القلب يضخ الدم كله خارج الذبيحة.

بربكم هل في عهد النبي وبعد عهد النبي عليه الصلاة والسلام وإلى قبيل خمسين عاماً هل يمكن أن يعرف الإنسان ما حكمة النبي حين أمر بعدم قطع رأس الذبيحة وبقطع أوداجها فقط؟ هذا ليس من عند النبي، هذا وحي يوحى، وسوف ترون أنه كلما تقدم العلم -وأنا أعني ما أقول- كشف عن إعجاز هذا التشريع، ولا يستبعد أن تروا يوماً العالم كله يطبق أحكام الشريعة الإسلامية، ربما ليس عن تعبُّد لله عز وجل، ولكن العلم يصل إلى أن هذا الذي وصل إليه القرآن هو عين الحقيقة.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *