”نيويورك تايمز”: وليد فتيحي الأمريكي المعتقل في السجون السعودية تعرض للتعذيب

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يوم السبت، إن الطبيب السعودي من أصل أمريكي وليد فتيحي والمعتقل في السجون السعودية منذ نحو عام، قد تعرض للتعذيب.

وكانت السلطات السعودية اعتقلت الطبيب وليد فتحي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 في إطار ما أطلق عليه “الحملة على الفساد”، واحتجزته في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض مع عشرات من الأمراء ورجال الأعمال والوزراء السابقين ولكنهم خرجوا بينما نُقل الطبيب فتحي إلى سجن دائم.

واتضح فيما بعد، وفقا للعديد من المحللين، أن الاعتقال لم يكن بسبب تهمة محددة، وإنما لأنه لم يكن ينسجم مع واقع المملكة الجديدة التي يؤسس لها ولي العهد محمد بن سلمان.

وأشارت الصحيفة إلى أن فتيحي (54 عاما) لا يزال محتجزا دون أي تهم علنية أو محاكمة.

وقالت إنه أخبر صديقا له أنه تعرض للصفع وهو معصوب العينين، وتم تجريده من ملابسه وربطه بكرسي. كما أنه تعرض للصعق بالكهرباء في ما بدا أنه جلسة تعذيب واحدة استمرت لمدة ساعة تقريبا.

وأضافت أن صديقه، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب الانتقام، قال إن معذبيه جلدوه على ظهره بشدة لدرجة أنه لم يستطيع النوم عليه لعدة أيام.

وتابعت الصحيفة أن أصدقاء وعائلات المعتقلين الآخرين تحدثوا عن نوبات من التعذيب تعرضوا لها. إذ تم نقل ما لا يقل عن 17 معتقلاً إلى المستشفى بعد فترة وجيزة من حملة القمع، وفقاً لما ذكره طبيب في المستشفى ومسؤول أمريكي يراقب الحملة.

وأضافت أن ضابطا عسكريا توفي في الحجز وأن وفاته جاءت نتيجة التواء في الرقبة إلى جانب وجود علامات أخرى لسوء المعاملة على جسده، وفقا لشاهد.

وتابعت الصحيفة أن الجنسية الأمريكية التي يحملها فتيحي تعني أن سوء معاملته، الذي لم يُبلغ عنه سابقا، قد يشكل الآن تهديداً خاصاً للعلاقات السعودية مع واشنطن. وأشارت إلى أن إدارة ترامب تكافح في هذه الأثناء لإخماد رد الفعل العنيف من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ضد السعودية إثر مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده باسطنبول في الخريف الماضي.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى لقاء جاريد كوشنير، صهر الرئيس ترامب ومستشار الشرق الأوسط، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في الرياض، الأسبوع الماضي، وهو أول لقاء بينهما منذ مقتل خاشقجي الذي استنتجت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن بن سلمان هو من أمر بقتله.

وتابعت الصحيفة أنه وفي غضون ذلك، تحدت إدارة ترامب الموعد النهائي الذي أعلنه الكونغرس لتحديد المسؤول عن جريمة القتل. وبدلاً من ذلك، فإن الرئيس ترامب لم يتورع عن التشكيك فيما إذا كان بن سلمان بالفعل قد أذن بتصفية خاشقجي، بل واصل الإشادة بقيمة مبيعات النفط السعودي والعقود الدفاعية معها.

ويصعد الأصدقاء الأمريكيون حملة للضغط على واشنطن لتتولى قضية الطبيب فتيحي. ويقولون إن صمت إدارة ترامب العلني حول اعتقاله يتناقض مع تفاخره المتكرر حول “جهوده الناجحة لإطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المحتجزين في الخارج”.

وكان هاوارد كوبر، محامي فتيحي، ذكر في خطاب وجهه إلى وزارة الخارجية الأمريكية في يناير/ كانون الثاني أن فتيحي أخبر زوجته وعائلته أنه “يخشى على حياته، إذ أنه لا يستطيع تحمل وضعه بعد الآن”.

ولا يزال سبب احتجاز الطبيب غير واضح. لكن صديقه الذي نقل المعلومات عن سوء معاملته قال إنه تم استجوابه في البداية عن قريب له كان قد اعتُقل هو أيضا، وهو عادل فقيه، أحد كبار مساعدي ولي العهد السعودي. ويعتقد فتيحي أن المحققين كانوا يبحثون عن أدلة ضد فقيه، على حد قول الصديق.

يذكر أن فتيحي أمضى بعضا من سنوات حياته المفعمة بالنشاط في الولايات المتحدة، حيث حصل على شهادته من جامعة جورج واشنطن، ثم أكمل دراسته العليا وتدريبه في جامعة هارفارد.

ولم يكن فتيحي معارضا، ولم يكن يتحدث في أمور السياسة ولكنه طبيب لامع وإداري ناجح، تم تكريم إنجازاته العلمية في أكثر من مناسبة ولكن ذلك لم يمنع من اعتقاله.

ومنذ اعتقاله، تعاطف كثيرون معه، ومن بينهم الصحافي المغدور جمال خاشقجي، الذي كتب تغريدة على تويتر حينها قال فيها: “ما الذي أصابنا؟ كيف يعتقل شخص كالدكتور وليد فتحي وما مبررات ذلك؟ وبالطبع الجميع في عجز وحيرة”.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *