… قرآنا عجبا …

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}
إن التدبر الواعى للآيات سالفة الذكر يكشف لنا أن نفر الجن الذين استمعوا إلى ما كان يتلوه النبي من قرآن قد تأثروا للغاية بما سمعوه إلى الحد الذى أنشأ لديهم إعتقادات جديدة غير التى كانوا يعتقدونها فى السابق.

تلك العقائد الجديدة قد استفادوها من إستماعهم لسورة من القرآن كان يتلوها النبي، إن هذا هو أول الخيط الذى سوف يقودنا إلى التعرف على ما سمعوه تحديداً ، فكيف ذلك ؟

إن ذلك يكون بالنظر فيما قالوه عما كانوا يعتقدونه من قبل ، ثم مقارنته بما علموا خلافه وضده والذى استفادوه من استماعهم لسورة من القرآن

فلننظر فى هذا الأمر بتدقيق أشد :

أولاً : نستفيد من قول الجن : ” وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً ”

أنهم كانوا يعتقدون أن الله له صاحبة ، أى زوجة ، وبالتالى يكون له ولد – تعالى الله – وأنهم لما استمعوا إلى سورة من القرآن علموا من خلالها أن هذا الإعتقاد كان خاطئاً تماماً ، هذه واحدة.

والآن ، إذا ما بحثنا فى القرآن كله عن المواضع التى نفت عن الله تعالى إتخاذ الصاحبة والولد معاً ، فلن نجد هذا المعنى إلا فى موضع واحد فحسب ، هو قوله تعالى فىسورة الأنعام :

” وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍبِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّايَصِفُونَ

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” سورة الأنعام – 100 ، 101

ويلفت نظرنا هنا عدة أمور ، منها : أن الآيتين المذكورتين قد بدأتا بالحديث عن الجن.

ومنها إشارتها الأولى إلى ما نسبه المشركون لله سبحانه من البنين والبنات بغير علم.

ثم أخيراً وهو الأهم إشارتها الثانية إلى نفى الولد والصاحبة معا ، وهذا هو مربط الفرس.

‏للذين أوقدوا مِصباح القُرآن في أرواحهم؛ حذاري أن يرى الله في قلبٍ سكنه النُّور شيئاً من ظلمات اليأس والإحباط أمام متغيرات الحياة وسرعة تقلبها ، فمن جعل القرآن له قائدا فلا يخذل ولا يهزم ولا يضل.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *