اكثر الدعاء فالله جزيل العطاء…

‌‌‌‌‌‌‌‌{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيل وَإسِحُاقًَ}

ما أجمل استشعار العبد لنعم الله و الأجمل أن يعبد الله عبادة الشاكر لنعمه المعترف بفضله و يسأل الله المزيد . و ها هو إبراهيم عليه السلام بعدما حمد الله و اعترف بنعمة الذرية الصالحة التي حرمها طويلاً يسأل الله أن يعينه و ذريته على توحيده و ذكره و حسن عبادته مشفوعا بطلب المغفرة و الرحمة التي لا يملكها إلا هو سبحانه.

ليعلم إبراهيم أبناء الملة الحنيفية كلهم كيف يكون شكر النعم.

قال السعدي في تفسيره: فهبتهم من أكبر النعم، وكونهم على الكبر في حال الإياس من الأولاد نعمةٌ أخرى، وكونهم أنبياء صالحين أجل وأفضل، {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} أي: لقريب الإجابة ممن دعاه وقد دعوته فلم يخيب رجائي، ثم دعا لنفسه ولذريته، فقال: { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} فاستجاب الله له في ذلك كله إلا أن دعاءه لأبيه إنما كان عن موعدة وعده إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه.

و مما يستفاد كذلك، أن تأخُر الخير مع إلحاحك بالدعاء .. لا يعني أن الرزق قد تعداك ولن يصل إليك.. بل سيأتي وتدهشك كمية العطاء التي توازي سنوات الصبر والإنتظار وترقب الفرج.

‏ ﴿ اُدْعونِي أَسْتَجِبْ لكُم﴾
يقول ابن تيمية : إذا ناجى العبد ربهُ في السَّحر واستغاث به وقال : يا حيُّ يا قيُّوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث ؛ أعطاه الله من التمكين ما لا يعلمه إلا الله .

‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏صبـــاح الأمــــل

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.