فمن زحزح… فقد فاز…

يقول الحق سبحانه: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النار وَأُدْخِلَ الجنة فَقَدْ فَازَ} والفوز هو النجاة مما تكره، ولقاء ما تحب، مجرد النجاة مما تكره نعمة، وأن تذهب بعد النجاة مما تكره إلى نعمة، فهذا فوز. ونلحظ في {زُحْزِحَ} أن أحداً غيره قد زحزحه. نعم لأنّ الله تكرّم عليه أولاً في حياته بفيض الإيمان وهو الذي زحزحه عن النار أيضا.
فكلما اجتهدنا في الإيمان واجتهدنا في معرفة الله تأتي مقاييس الفوز عندنا مطابقة لمقاييس القرآن فأنت لا تعبأ بالدنيا ولا تعبأ بأهلها، لا تزدريهم, لكن لا تراهم مثلاً عليا أمامك، كل إنسان يرتفع في الدنيا بغير حق سوف يلقى يوماً صعباً.

البطولة أن تأتي مقاييس الفوز عندك مطابقةً لمقاييس الفوز في القرآن, معنى هذا أنك أنت مؤمن، عندما تأتي مقاييس الفوز عندك بأعماقك دون أن تشعر .الإنسان يجب أن تبقى معنوياته قوية مادام مطيعاً لله أنت المتفوق أنت الفائز أنت الفالح وهذا الفلاح، قال تعالى: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

لا يدخل العبد الجنة إلا بالتمحيص … قال الإمام ابنُ الـقَيّم/ رحـمَهُ الله :

العبدُ لا يمكن دخوله الجنة إلا بالتمحيص ؛ وهـذا التمحيص يكون في دار الدنيا بأربعة أشياء :

التــــــوبـــــة ،
الاستغــــــــــفار ،
الحســنات الماحـــية ،
المصــائب المكفــــرة .

وإن لم تـفِ هذه الأربعة بتخليصه وتمحيصه ؛ مُحـِّص في البـرزخ بثلاثة أشياء :

صـــلاة أهـــل الإيمان عليه ،
واستـغفارهـم لـه ، وشــفاعتهم لـه ،
فتنـــة القـــــبر ،

ما يُهـــــدي إليه إخوانـــــه
المسـلمون من هدايا الأعمال .

فـإنْ لـم تـفِ هذه الثلاثة بالتمحيص ؛ مُحـِّص في الموقف بثلاثة أشياء :

أهـوال القيامة وشـدة الموقـف ،
شفـــــاعـــــة الشفــــــــــعاء ،
عفـــــو الله عـــــز وجـــــل .

فـإن لم تـفِ هـذه الثـلاثة بتمحيصه ؛فتكـون النـار طهــرة له وتمحـيصًا لخـبثه ،

ويكـون مُـكثُه فيها على حسب كثرة الخبث وقِلَّـته ، وشـدته وضـعفه ، وتـراكمه ؛ فـإذا خـرج خبـثه وصـار خالـصًا طيـبًا : أخـرج مـن النـار ، وأدخـل الجـنة .

اللهم اجعلنا من الفائزين…

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.