فايننشال تايمز: السعودية تخطط لفتح جبهة في حربها الدعائية ضد قطر بـ”ألف ليلة وليلة”!

قال مراسل صحيفة “فايننشال تايمز” سايمون كير إن شبكة أم بي سي السعودية ومقرها في دبي وسعت من الحرب الإعلامية من خلال الإعلان عن خدمات فيديو لمواجهة “نتفلكس”. وتخطط أم بي سي لفتح جبهة في الحرب الدعائية التي تقوم بها الرياض ضد إيران وقطر. وقال إن “الأرصدة” الإعلامية مثل الفضائيات الإخبارية وحقوق بث المباريات الرياضية أصبحت أسلحة و “قوة ناعمة” بيد الحكومات التي تضم الإمارات العربية المتحدة، حليفة السعودية في وقت تم فيه إعادة تشكيل النظام العربي بمرحلة ما بعد 2011.

وأضافت الصحيفة أن أم بي سي ستقوم بالإستعانة بخدمات المدير التنفيذي لشركة “هولو” يوهانيس لارتشر لتوسيع الخدمات فيديو رقمية بناء على الطلب باسم “شاهد”.

وبدأت “أم بي سي” مركز انتاج واستديوهات والعمل جاء على أفلام وبرامج لتغذية الخدمة. وقال العارفون بخطط القناة إن البرامج تضم أفلاما وثائقية عن القادة العرب ومسلسل درامي لألف ليلة وليلة. وتخطط “أم بي سي” لشراء برامج من ومحتويات من أماكن أخرى في العالم. وعلقت الصحيفة أن خطط تحدي نتفلكس في المنطقة تأتي في ظل تداعيات قتل الصحافي جمال خاشقجي والذي اتهمت فيه المخابرات الأمريكية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالأمر بقتله وذلك بناء على تقديرات تتراوح بين المتوسطة والعالية. وأثرت الجريمة على سمعة ولي العهد كمصلح والتي حاول تقديمها للغرب. وقامت نتفليكس وبناء على طلب من الحكومة السعودية بمحو حلقة من برنامج الكوميدي المسلم حسن منهاج “باتريوت آكت” (فعل وطني) والذي خصص حلقة كاملة لانتقاد محمد بن سلمان بشكل آثار مظاهر قلق بشأن حرية التعبير.

وقدمت السعودية 11 سعوديا للمحاكمة بقضية مقتل خاشقجي وأنكرت أن يكون الأمير بن سلمان متورط في العملية. وسيطرت الحكومة السعودية على معظم أسهم الشركة التي لديها 140 مليون مشاهد في المنطقة وذلك بعد اعتقال مديرها في الحملة التي أطلق عليها “مكافحة الفساد” في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 وسجن فيها أمراء ورجال أعمال بفندق ريتز كارلتون في الرياض. وكان منهم وليد الإبراهيم مالك القناة الذي احتفظ بنسبة 40% من أسهم الشركة ودور رمزي في إدارتها أما بقية الأسهم فقد تم تحويلها إلى شركية فرعية تحت سيطرة وزارة المالية. وأنشئت أم بي سي في عام 1991 وظلت بعيدة عن سيطرة الحكومة وبثت برامج منفتحة لا يقوم التلفزيون الرسمي عادة ببثها داخل حدود البلاد، ولكنها ظلت ضمن الإطار العائلي. وقال واحد من الأشخاص الذين يعرفون بخطط أم بي سي أن المعايير المتبعة في بث القناة ستطبق على خدمة “شاهد”. وتعلق الصحيفة أن السعودية حاولت استخدام قدراتها المالية في الإعلام العربي وتشكيل الخطاب في منطقة مضطربة حيث اصطفت الرياض وأبو ظبي وفرضتا حصارا على قطر بزعم دعمها الإسلام السياسي عبر قناة الجزيرة.

السعودية حاولت استخدام قدراتها المالية في الإعلام العربي وتشكيل الخطاب في منطقة مضطربة حيث اصطفت مع أبو ظبي لفرض حصار على قطر بزعم دعمها الإسلام السياسي عبر قناة “الجزيرة”

وأشارت الصحيفة إلى أن شركة الأبحاث والتسويق التي تملكها عائلة الملك سلمان وافقت على مبادرة مشتركة مع بلومبيرغ والبدء في خدمة بلومبيرغ الشرق إلا أن هناك تكهنات تدور حول مصير الإتفاق بعد مقتل خاشقجي. وعين مدير مشروع بلومبيرغ الشرق، نبيل الخطيب في الأسبوع الماضي كمدير عام لشبكة العربية وحل محل تركي الدخيل في عملية تغيير واسعة داخل القناة.

وتأمل أم بي سي أن يكون تقدمها في مجال الترفيه التلفازي في العالم العربي سيساعدها على منافسة وتحدي سيطرة نتفلكس على السوق العربي ومواجهة خدمات بث حي أخرى مثل “ستارزي بلي” و “وافو” و “أمازون”. وبلغ عدد مستخدمي خدمة “شاهد” العام الماضي 72 مليون بمن فيهم 600.000 مشترك في خدماتها المميزة. وتوسعت نتفلكس في الشرق الأوسط ولديها قاعدة من 1.7 مليون مشترك حول العالم العربي، حسب تقديرات سايمون موراي في “ديجيتال تي في ريسيرتش”.

وقال موراي “هناك منافسة قوية في العالم العربي ولكن نتفلكس متميزة لجاذبيتها الدولية والمحتوى الأصلي”. وقام مستثمرون سعوديون بإنشاء قناة إخبارية باللغة الفارسية “إيران أنترناشونال”. ويشك المسؤولون الإيرانيون أن القناة مدعومة من السعوديين وأنها جزء من الحرب الإعلامية المتصاعدة في المنطقة. ونفى متحدث باسم “إيران انترناشونال” تلقيها دعما من دولة.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *