أخلاقك لا نسبك ولا مالك

قـــال اللــــه تعــــالى : (وإنك لعلى خلق عظيم)

جاءت هذه الآية في معرض الردّ على المشركين بعد اتهامهم النبي عليه الصلاة والسلام في مكّة بأنّه مجنون، فنفى الله عنه تهمة الجنون، وأنزله منزلته الحقّة، وهي أنّه ذو خلق رفيع عظيم، وشهادة الله تلك إنّما هي دليل على كمال سيدنا محمد عليه السلام، وعلوّ شأنه، وعظمة شخصيته. وقد جاءت هذه الآية تصف أخلاق النبي عليه السلام التي ظهرت على أحواله وسلوكيّاته، فجمع في نفسه من كلّ فضيلة وخصلة جميلة. و بما سئلت امنا عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن.
وكان من صفاته الجود والكرم على مالا يُقادر قدره، كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، قال ابن عباس‏:‏ (…فالرسول – صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة).البخاري.
وكان أعدل الناس، وأعفهم، وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة، اعترف له بذلك مجاوروه وأعداؤه، وكان يُسمَّى قبل نبوته الأمين، ويُتَحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام، روى الترمذي عن علي أن أبا جهل قال له‏:‏ إنا لا نكذبك، ولكن نكذب بما جئت به، فأنزل الله –تعالى- فيهم‏: ‏{فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ}‏الأنعام‏:‏33‏‏‏.

اعلم أنك لست أكمل عقلا.. ولا أشرف نسبا من النبيﷺ… ومع ذلك لم يمدحه ربه…لعقله… ولا لنسبه…‼️ وإنما أثنى عليه ومدحه لــخُـلُقِـــه.