مجتمع غزة.. قراءة في التغيّرات منذ عهد “الياسين” إلى “الطوفان”

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والذي أحدثت فيه كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، نقلة نوعية في مواجهة الاحتلال، بشكل لم يسبق له مثيل، يتواصل صمود الفلسطينيين في غزة، على الرغم من قلة الدعم والاكتفاء بالمظاهرات سواء في العواصم العربية أو الغربية والأمريكية.

كيف استطاع المجتمع الغزي الصبر والثبات بعد 75 يوما من المعارك؟ وكيف لحركة “حماس” وكتائب “القسام” أن تحظى بالالتفاف الشعبي الوثيق رغم محاولات الاحتلال إحداث شرخ بين المقاومة وأهالي القطاع من خلال المجازر والتهجير والتدمير؟
في حديث خاص مع “قدس برس” يؤكد رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج نواف التكروري، أن “حالة الثبات والإيمان والصبر والثبات في قطاع غزة، هي حالة مجتمعية عامة، لا حالات فردية، رغم وجود حالات شاذة لكنها لا تذكر”.
وأشار إلى أن “أهل غزة مرت عليهم عدة حروب وتميزوا بهذا الصبر والثبات لكن (طوفان الأقصى) كان أمرا بالغ الوضوح، نظرا لحجم المجازر وبشاعتها، مشددا على أن أهل غزة نجحوا في اختبار الإيمان الذي يتمثل في قوله تعالى: (أفحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)”.

حركة حماس والالتفاف الشعبي حولهاويرى التكروري أن “هناك عدة عوامل ساهمت في تمسك أهل غزة بالمقاومة ومنها، أن الحركة عامة وقادتها خاصة شاركوا في كل النوازل من الجوع والحصار، وأن أهل غزة شاهدوا كيف أن القادة وأبناءهم يسابقونهم في ميدان القتال، ويتنافسون في ميدان الشهادة، ويعملون على خدمة شعوبهم، والاهتمام بالأسرى في سجون الاحتلال”.
وأضاف، “أولى قادة الحركة القرآن الكريم مكانته المثلى في حياة الناس، وسعوا على نشر الوعي بين الناس، وهو ماشعر به أهل غزة”.

الشيخ الياسين ورحلة التغيير في المجتمع الغزي

وأوضح التكروري أن “هزيمتي 48 و67 انعكست سلبا على الفلسطينيين في تلك الفترة، فساد اليأس وضعف العقيدة والبعد عن الإسلام، وتفشت الهزيمة النفسية أمام جيش الاحتلال الذي زعم أنه لا يقهر، حتى ظن الناس استحالة الوقوف أمام العدو”.

وأضاف “جاء الشيخ أحمد ياسين لإعادة الروح للناس من خلال التربية بالقرآن ودراسة المنهج النبوي بمراحله من الضعف إلى التمكين، بهدف إعداد جيل بنفوس زكية، وعقول واعية وأجساد صلبة، وبالرغم أن الياسين ليس له مؤلفات لكنه أعد رجالا لأجل القدس وكل فلسطين، وحرص على أن يكون مشروعه جامعا مؤسسيا بعيدا عن التفرد”.

ولفت إلى “قناعة الياسين أن المعركة الأساسية مع الاحتلال هي على الجيل، لذلك اهتم هو ومن خلفه من قادة الحركة بتشييد الجامعات والمجمع الإسلامي وإنشاء منظومات خدمية وطبية كمشفى الشفاء وجعلها لعامة الشعب، بالإضافة لتهيئة التنظيم الداخلي للحركة وتربية الجماعة من خلال المنهج القويم”.

شاهد أيضاً

مجازر جديدة بمخيمي النصيرات وجباليا والاحتلال يقر بمقتل جنديين في رفح

أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 42 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح متفاوتة في مجزرة إسرائيلية جديدة بمخيم النصيرات (وسط) وجباليا (شمال) قطاع غزة، في المقابل أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل جنديين وإصابة 3 بينهم ضابط بمعارك في رفح (جنوب) مؤكدا أنه يخوض قتالا عنيفا بجباليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *